الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق سات وأخواتها !!

خليل الجنابي

2011 / 6 / 6
كتابات ساخرة



قبل أيام قرأت مقالة جريئة للصحفي المبدع “ علي حسين “ في صحيفة المدى الغراء بعنوان “ تشويش قاسم عطا “ , حيث كان له قصب السبق في إطلاق تسمية “ عطا سات والدباغ سات “ على المتحدثَين الرسمِيَين بإسم عمليات قوات بغداد وبإسم الحكومة العراقية , وهما يخرجان علينا بين فترة وأُخرى بإبتسامتهما المعهودة ليكشفا للملأ عن حادث جلل وقع قبل ساعات أو ليلة , وهما يلويان الحقيقة , ويفبركان الخبر ويضعاه في غير موضعه , كما حدث مع موضوع إعتقال شباب “ ساحة التحرير “ وإتهامهم بأنهم مجموعة من المشاغبين والمندسين ويحملون معهم عدة هويات مزورة !! . وأنا هنا أستميحه عذراً من إضافة بعض التسميات الى قائمته المفضلة مثل “ عراق سات , عنتريات سات , محاصصة سات , فرهود سات , ماء وكهرباء سات , الحصة التموينية سات , سلة البرلمان العراقي سات , كاتم الصوت سات , الإنفجارات المستمرة سات , البطاله والعطالة والفقر سات , محو الأمية سات , تزوير الشهادات وهجرة الكوادر العلمية سات , عدم وجود وزراء أمنيين سات… والقائمة تطول .
إن القمر الذي يبث عليه العراق نشراته الأخبارية والمصورة له من الذبذبات العالية طولآً وعرصاً يتيح له الوصول شرقاً وغرباً لكرتنا الأرضية وحتى النجوم الأخرى , ليبث عليها الحقيقة وكل الحقيقة في أن أهل العراق يعيشون في “ بحبوحة ورفاه “ وأنهم أصبحوا مثلاً يُحتذى به في ممارسة “ الديمقراطية “ بين جيرانه ودول العالم الأخرى , ولا وجود فيه للآلاف من اليتامى والمشردين وهم يفترشون المزابل بحثاً عن لقمة تغنيهم من جوع , ولا وجود للآلاف من الأرامل والعجزة بدون أية رعاية إجتماعية أو صحية , ولا وجود للفقر الذى جعل العراق في أسفل قائمة الدول “ التعبانة “ , وهو البلد النفطي الذي يحتل الصدارة بين دول العالم في مخزونه الإحتياطي تحت الأرض , ولا وجود للسجون السياسية وتكميم الأفواه وسلب حرية التظاهر والإحتجاجات السلمية والإعتقالات التعسفية وإستعمال سيارات الإسعاف في حشر المعتقلين فيها للتمويه والتغطية .
إن الموقف الشجاع الذي ظهرت عليه الناشطة العراقية في مجال حقوق الإنسان المناضلة “ هناء أدور “ وأمام رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وإلى جانبه ممثل هيئة الأمم المتحدة في العراق السيد ميلكرت حيث القى الأخير كلمة أثارت إعتراض منظمات المجتمع المدني ورابطة الحقوقيين العراقيين , وإحتجت على إلغاء كلمتها في الإجتماع وعدم السماح لها بالحديث وفضحت أمام الحضور بعض التجاوزات على حقوق الإنسان في العراق وهي تلقي أمامهم ما لديها من معلومات موثقة بهذا الخصوص .
يمكنكم مشاهدة الرابط التالي :

http://aljeeran.net/iraq/26284.html

فأين هما “ عطا سات والدباغ سات “ وكل “ الساتات “ الأخرى من تغطية ما حدث بالصوت والصورة وأمام السيدين المالكي وميلكرت , وهل يمكن التمويه عما حدث بأنه نوع من التشويش على الحكومة , وأن العراق أفضل دول المنطقة وأكثرها أمناً وإستقراراً , وأن “ هناء أدور “ ما هي إلا مشاغبة تحمل العديد من الوثائق المزورة , وعليه ستكون سيارة الإسعاف القادمة لها ولأمثالها من المندسين .
إن إنطلاق التظاهرات المليونية الحاشدة في العديد من البلدان العربية والتي بدأت أيضاً في بقاع أخرى من العالم والتي أطاحت بعروش تربعت على رقاب الجماهير ردحاً طويلاً من الزمن , والتي كانت قد بدأت في ساحات تونس والقاهرة واليمن والبحرين وليبيا وسوريا وسلطنة عُمان , وساحة التحرير في بغداد والمدن العراقية الأخرى , ورغم هذه الملايين التي خرجت منادية بالإصلاح والحريات الديمقراطية أولاً , ومن ثم تحولت تدريجياً الى شعار “ إسقاط النظام “ وذلك عندما تجبرت هذه الحكومات وإستعملت “ الحديد والنار “ لقمع الجماهير الغاضبة والمطالبة بحقوقها المشروعة والمغتصبة منذ عقود , لقد سقط الآلاف من الأبرياء برصاص الأجهزة القمعية , وعشرات الآلاف يقبعون في غياهب السجون , والتهمة واحدة في كل هذه البلدان بأنهم ينفذون أوامر أجندة أجنبية وخارجين على القانون .
في الدول الديمقراطية التي نتعلم منها الآن “ الزحف والحبو “ والكلام عن حرية الفكر والإعتقاد , وحق العمل والضمان الإجتماعي والصحي , وتأسيس النقابات والأحزاب السياسية وحق التظاهر السلمي وغيرها , ففي هذه الدول لا يمكن لأي ناطق رسمي بإسم الحكومة أن يخرج على الملأ إلا ومعه كل الأدلة والبراهين على ما ينطق به , لأنه الوحه الباسم للحكومة ومرآتها الناصعة وإذا كان الأمر غير ذلك فسينهال عليه ما لذ وطاب من “ العُلب والقناني الفارغة والطماطم والبيض وقشور الموز “ وغيرها من إبداعات الجماهير المحتجة , وعندها يتهاوى الوزراء والمسؤولين الكبار , ويقدموا إستقالاتهم وتحدث أزمة في البلد وعندها تسقط الوزارة إلى غير رجعة .
لكن للأسف في دولنا العربية يحدث العكس , تمسك بالسُلطة والكرسي إلى أبعد الحدود , ولا يهم ما يحدث من سقوط للضحايا حتى لو سقط ويسقط كل الشعب وسوف يلاحقوا من يبقى منهم على قيد الحياة من “ زنكة زنكة “ , لكنهم يسيرون عكس الرياح , وعكس منطق التأريخ الذي يؤكد أن “ الضغط يولد الإنفجار “ وهذه الثورات التي تحدث الآن ما هي إلا رد الفعل العنيف على ما لا قوه من القهر والإذلال وكأن “ سبارتاكوس “ عاد للحياة من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف


.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة




.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط