الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأي.. والرأي الآخر

أحمد بسمار

2011 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الرأي.. والرأي الآخر.. والرأي الثالث.

هل أنا ملزم بإتباع الرأي والرأي الآخر المتضاربين اليوم في سوريا؟؟؟
هل أنا ملزم بإتباع هذه السلطة التي حكمت سوريا من نصف قرن وما تزال, بكل ما حملت من طغيان وسلبيات وطائفية وتجميد وقهر وممنوعات, وما بين معارضه هيتريكلوتية مـبـرقـعـة مختلفة, تبتدئ من رفعت أسد ونهاية بعبد الحليم خدام, ومرورا بجماعات مختلفة من الأخوان المسلمين وعديد من الرأسماليين الذين شاركوا بكل عمليات السلب والنهب, والذين يريدون أن تدمر البلد بطائرات الناتو, حتى يعودوا لاستغلال تجارة الترميم وإعادة البناء؟؟؟...

لا يمكنني أن أمـد يدي ولا صوتي ولا قلمي للمشاركة مع هذا أو ذاك من كل من ذكرت.. حيث أننا من جديد سنعود إلى قصة من يهرب من الدب حتى يقع في الجب... ولا ندري أي خطر وأي موت أرهب من الآخر...وكل ما نراه اليوم من دعايات وكذب وصور مفبركة ووحشيات لا إنسانية من الطرفين, لا يشجع أي إنسان حـر عاقل على المعاضدة أو الاتفاق مع أي من الطرفين المتخاصمين على السلطة.. وعلى السلطة والكرسي الدائمين فقط... ومسكين يا شعب سوريا.
نستحق بعد هذا الضيم والطغيان والعتمة المهيمنة على شعبنا وبلدنا أفضل من هذا. لأننا لا نريد لا حلا ليبيا ولا مصريا وخاصة لا حلا عراقيا.
نريد حلا ديمقراطيا يكف عن إراقة الدماء حتى يفرض امتداد سلطانه..نريد حلولا مضمونة بعيدة عن الطائفية وإثارة استمرار التمزق بين الطوائف المتعددة التي تشكل قواعد قومية هذا البلد. بلا أية تفرقة ولا أي تمييز بين فئة وأخرى, ولا سيطرة شخص أو عائلة على مصيرنا ومصير أولادنا إلى الأبد. إلى سلطة ديمقراطية منتخبة منا وفينا, تعيش من أجلنا..لا نعيش من أجلها. نستطيع إزاحتها إذا خرجت عن الدستور وقوانينه المشروعة الإنسانية والعلمانية الذي اخترناه وصوتنا لـه عن تفهم ووضوح كامل ووعي جماعي حقيقي. حالة لم نتعلمها ولم تحضرنا لها أبدا ـ مع مزيد الحزن وأسى والأسف ـ هذه السلطة التي حكمتنا من ستين سنة حتى هذه الساعة.

أما عن المؤتمرين في أنطاليا وبروكسل وغيرها, والتي تفتح لهم جميع أبواق الإعلام الممولة من الملوك والأمراء البتروليين, والذين لم يلمعوا بأية لحظة بتأييدهم لحقوق الإنسان أو مساواة المرأة بالرجل. هذا الحق الطبيعي. هؤلاء المعارضون المؤتمرون, الذين يبيعون ويشترون مصيرنا ومستقبلنا وحرياتنا ويمثلون مطالبنا المشروعة, لماذا رفضوا وأهملوا ومسحوا, مشروع مناقشة فصل الدين عن الدولة؟؟؟...

كيف يمكنني أن أعاضد معارضة, حتى بينهم من ادعوا الماركسية, ترفض أن تدون في مانيفست مطالبها الاعتراضية والثورية مبدأ فصل الدين عن الدولة؟؟؟...

لهذا ـ أيها القارئ الحيادي الكريم ـ لا أستطيع دعم هذا أو ذاك من المتقاتلين والمتصارعين والقناصين المقنعين والإعلاميين المطبلين المزمرين.. واجتماعاتهم الاعتراضية الممولة من المملكة الوهابية والأمارة القطرية؟؟؟

أنا مع الذين قتلوا.. أنا مع الذين ماتوا.. أنا مع الذين جرحوا..أنا مع الذين اعتقلوا وسجنوا من سنين طويلة مريرة مع أو دون محاكمة.. أنا مع الذين شردوا وهجروا من مدنهم وقراهم وحاراتهم.. خوفا من الخراب.. خوفا من الدمار.. خوفا من الفتنة الطائفية الشيطانية المخربة, التي لا تعرف ولا تفهم أي معنى لكلمة حرية أو ديمقراطية أو إنسانية.. أو أن البلد لجميع أبنائه, من جميع الطوائف والإثنيات.. لكل من لـه معتقد طائفي إو إنساني.. أو لمن يؤمن بالإنسانية والعلمانية ولا شيء آخر...

من يضمن لي هذه المبادئ. أنا معه مؤيدا, بكل ما تبقى لي من فكر وحياة, بكل ما تبقى عندي من تحليل وفكر وحيوية. وما حيادي اليوم, سوى عن تجربة تدفعني ألا أعطي صكا أبيضا لمن لم تثبت تجاربه وأفكاره وحياته نزاهة طبيعية حقيقية, وحبا لوطنه ومبادئه. غير طامع بعرش او بسلطة أبدية. حينها أخرج عن حيادي وأعطي ما تبقى من عمري لهذه السلطة الجديدة التي تريد بناء بلد جديد. لهذه السلطة التي تحضر بكل ديمقراطية حقيقية دوما استفتاءات شعبية وانتخابات نزيهة لمن يأتي بعدها بانتخابات نزيهة.. عندما ينتصر النقاش الفولتيري الحقيقي بين الرأي والرأي الآخر, بلا صراخ, بلا قتال, نزاع الفكر مع الفكر. بــســلام وحــريــة. كما يجري اليوم في جميع الأسـرة الإنسانية المتحضرة.

هناك كثير من الأصدقاء سينتقدون, ويقولون أن هذا الأمل الحالم صعب التنفيذ, لأن بلادنا تقاليدية عاداتية وخاصة طائفية, لم تمارس أبدا أية تجربة ديمقراطية حقيقية حتى تصل إلى مطالبك الحالمة هذه.. وجوابي أن لكل تجربة بداية.. ولكل قصة مقدمة وصفحة أولى. وأريد وأحلم أن أقرأ قبل نهاية أيامي هذه الصفحات الأولى من تاريخ بلدي الحديث...............
وللجميع أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 6 - 22:51 )
لا بد أن نعترف أخي أحمد أن أنظمتنا الاستبدادية تتحمل كامل المسؤولية، حتى عندما لا تعرف شعوبنا كيف تتظاهر وكيف تدافع عن حقوقها وتتصرف بهمجية، بل حتى عندما ينساق الناس ببلادة وراء الإسلاميين الذين هم الوجه الآخر للاستبداد.
النظام الاستبدادي في سوريا وفي غيرها هو المتسبب في انخفاض مستوى الوعي عند الناس، هو السبب في انحطاط الأخلاق والمعاملات والعلاقات الاجتماعية والتجارية والسياسية. هو المتسبب في جهل الناس، في منع الناس من استثمار أساليب النضال العصرية ضمن النقابات الأحزاب ومختلف مكونات المجتمع المدني. هو المتسبب في انخفاض مستوى الحس المدني والحوار المتمدن وقبول الاختلاف.
لهذا يجب أن نتحالف مع كل القوى السياسية التي تعمل على الإطاحة بهذه الإنظمة ما عدا الإسلاميين الذين لا يختلف فكرهم عن فكر الحكام المستبدين.
لا أعتقد أنه من الحصافة أن نرفض مد اليد للمعارضة الأخرى بما فيها خدام ورفعت وغيرهما. فمهما تكن أخطاء هؤلاء فإنها لا ترقى لأخطاء النظام. ومن غير الحصيف كذلك أن نتبنى خطابا طبقيا يساريا معاديا للرأسمالية بينما البلاد في حاجة إلى الجميع عدا أعداء الديمقراطية والحريات طبعا.
تحياتي


2 - رد بسيط إلى : عبد القادر أنيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 7 - 08:10 )
الأستاذ عبد القادر أنيس
أشكرك على مجمل ملاحظاتك الإيجابية والسلبية. واسمح لي إجابتك بأنني لا أستطيع إعطاء ثقتي لأي كان ممن شاركوا في السابق مع هذا الحكم وكل ما فجر من طغيان وأنظمة لا مثيل لها في العالم. أما عن اعتراضي على الرأسماليين, ليست أفكارهم الرأسمالية (وبينهم اليوم ماركسيون سابقون) إنما حبهم لانتفاخ ثرواتهم فقط وليس ضمان أمان البلد من الخراب والفتنة والطائفية. بالإضافة أن ولا واحد منهم تجرأ على المطالبة في مانيفستهم فصل الدين عن الدولة ومساواة المرأة قانونا وحكما بالرجل. ويريدون العودة إلى البلد على دبابات الناتو.......
لهذا إنني لا مع هذا ولا مع ذاك.. وأبحث دوما عن حل ثالث, رغم صعوباته الظاهرة اليوم.
ولك مني أطيب تحية مهذبة
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة
.


3 - لافظ فوك اخي بسمار
سعاد سعيد ( 2011 / 6 / 7 - 09:02 )
ان قلبي يقطردما من اجل الدماء المساله خصوصاالطاهره منهاوالتي سوف لايكون لهاما ارادت بل مايريده السياسيون المسيسون من وراء الكواليس


4 - شكر وتحية إلى سعاد سعيد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 7 - 10:35 )
كل شكري وامتناني للأخت سعاد سعيد على مداخلتها الإنسانية الطيبة. آملا لهذا البلد ولهذا الشعب, ولجميع بقية الشعوب التي تعاني من الطغيان ومؤامرات التمزق والخراب والفتنة, أن تخرج من هذه المآزق بأمان وسلام..بانتظار تحقيق مطالب الحرية المشروعة التي تتعقد وتصعب وتستحيل وتموت يوما عن يوم...
مع أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا