الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟

مهند البراك

2011 / 6 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تتناقل و كالات الأنباء العراقية و الإقليمية و الدولية خبر اخراج المناضلة النسائية و الديمقراطية المعروفة " هناء ادور " رئيسة " جمعية أمل العراقية" الخيرية . . من مؤتمر حقوق الإنسان الذي انعقد امس في بناية مجلس النواب العراقي في بغداد لإعداد و اقرار خطة وطنية لحقوق الإنسان في العراق . . و قد حضره اضافة الى رئيس الوزراء المالكي، السيد " اد مليكرت " ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، و عدد من الوزراء و رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي .
و يتسبب ذلك الحدث بصدى عراقي داخلي و خارجي واسع، لأن السيدة هناء ادور مناضلة و وجهاً ديمقراطياً جماهيرياً معروفاً منذ مشاركتها في قيادة الحركة الطلابية العراقية في الستينات، اضافة لكونها وجهاً معروفاً و مؤثراً في هيئات و قيادات الحركة النسائية العراقية في نضالها من اجل الحقوق العادلة للمرأة العراقية، و ساهمت مساهمة فعّالة في النضال ضد الدكتاتورية المقبورة سياسياً، و في حركة الأنصار في نضالها الشاق المسلح ضد الدكتاتورية من اجل حياة افضل للعراق و لنسائه باطيافهن .
و اضافة لكونها وجهاً ديمقراطياً معروفاً من وجوه المجتمع الكلدوآشوري السرياني العراقي العريق، فإنها لعبت ادواراً جماهيرية و نسائية متنوعة، و اجتماعية خدمية هامة في دعم عملية اعادة بناء اقليم كوردستان بعد انسحاب قوات الدكتاتورية منها اثر انتفاضة ربيع كوردستان عام 1991 . . من خلال " جمعية أمل" التي تترأسها، نالت عليها ارفع الأوسمة و معاني التقدير. . سواء من الحكومة الكوردستانية او من المنظمات النسائية و الإنسانية العراقية و الأوروبية و الدولية .
لقد أُخرجت المناضلة ادور من المؤتمر، اثر مطالبتها بتبيان مصير و اطلاق سراح اربعة من نشطاء الطلبة و الشباب جرى اختطافهم من الشارع اثر مطالبتهم السلمية للحكومة بالإصلاح و مكافحة الفساد و هم : جهاد جليل ، احمد الغدادي، علي الجاف، مؤيد الطيب ، من تجمّع " شباب شباط " في ساحة التحرير في بغداد العاصمة، الذين تطالب تجمعات شبابية عراقية و منظمات عالمية متسعة بإطلاق سراحهم . .
لأنهم عبّروا عن رأيهم وفق الأصول الدستورية، التي تكفلها لوائح حقوق الإنسان الدولية و الوطنية و التي عبّر عنها السيد ميلكرت في المؤتمر بكونها " الممارسة الضرورية لإحقاق الديمقراطية في البلاد بعد ممارسة حق الإنتخاب . . و ان عدم سماعها سيزيد الشعب اصراراً على تحقيق مطالبه المشروعة " . . و قد قدّمت وثيقة رسمية صادرة عن وزارة حقوق الإنسان العراقية، تعبّر فيها عن قلقها على الشبان الأربعة المعتقلين و مصائرهم .
حيث بعد ان انهى السيد المالكي كلمته و اثر اعلان عريف الحفل الغاء كلمة منظمات المجتمع المدني . . طالبت السيدة ادور المالكي بالإعتذار عما وصفه في كلمته منظمات المجتمع المدني بكونها " تخفي ارهابيين و مجرمين " (*) ، مطالبة ايّاه بان يمارس دوره كرئيس للوزراء في تقديم وزراء و نواب الى القضاء بعد حصول ادلّة قوية على فسادهم و تزويرهم و تلاعبهم بالمال العام لصالحهم و عوائلهم، وفق مصادر انباء حكومية و معترف بها . . وسط عاصفة من تصفيق الحضور و تضامنهم، و هم يشهدون اخراج حماية المالكي ايّاها من قاعة المؤتمر، فيما كانت تواصل القاء كلمتها .
يحدث ذلك فيما تهتز البلاد من اقصاها الى اقصاها بمظاهرات الطلبة و الشباب و اوساط اجتماعية متسعة، رجالاً و نساءً و من كل الأطياف الدينية و المذهبية و القومية و الفكرية، و تلعب فيها منظمات المجتمع المدني اللاحكومية دورا واضحاً فيها . . مطالبين بتحقيق المطالب المعيشية الأساسية و على رأسها حلول لمعضلات الأمن، انسحاب القوات الأميركية، البطالة و الكهرباء مع بدء موسم الحرّ . . بعد مرور ثماني سنوات على سقوط الدكتاتورية.
حيث يتوقع مراقبون محايدون زيادة فعاليات الإحتجاج الجماهيري السلمية، اثر انتهاء مدة الـ " مئة يوم " التي وعد رئيس الوزراء بها لأصلاح الأوضاع، في وقت تعود فيه الأعمال الإرهابية بشكل مؤسف و تتزايد الإغتيالات بالكواتم، فيما تتناقل وكالات الأنباء الداخلية و الدولية انباء تزايد عمليات هروب ارهابيين و قتلة من السجون بسبب الإختراق الأمني كما وصفت . . و تلجأ اجهزة حكومية الى اتباع اساليب الأمن المعروفة، و تتواصل سياسة تكميم الصحافة و كمّ افواه المحتجين السلميين، اضافة الى محاولات لإشاعة اجواء من الرعب و الخوف، تصفها اوساط واسعة بكونها لم تعد مجدية . . فقد انكسر جدار الصمت و تصدّع حاجز الخوف . .

6 / 6/ 2011 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) اثر الإعلان الحكومي عن الكشف عن مجرمي عملية " عروس التاجي " الإرهابية التي وقعت عام 2006 و ادّعاء احد الإرهابيين بكونه عضواً في احدى جمعيات "حقوق الإنسان لمتابعة السجناء" كما نقل الراديو و المحطات الحكومية . . تحذّر اوساط واسعة من خلط الحكومة الحالية الأوراق و اتخاذها ذلك ذريعة للتضييق و انهاء منظمات المجتمع المدني . . حيث يتساءل نافذون كثيرون في الدولة و البرلمان، عن مدى صحة الخبر و عن لماذا يجري توقيت بثه في الظروف الحرجة الحالية الآن ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز اليسار: ما سيناريوهات تشكيل حكومة مستقرة في فرنسا؟ |


.. فرنسا.. مواجهات بين الشرطة وأنصار اليسار أثناء احتفالهم بالت




.. تفاعلكم | هكذا قلب اليسار الطاولة على أقصى اليمين في انتخابا


.. ما الجبهة الشعبية الجديدة؟ تعرف إلى التحالف اليساري الفرنسي




.. بارديلا يعلن أنه يتحمل جزءا من المسؤولية عن نتائج حزب التجمع