الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع الصحافة والصحفيين في الأحواز

محمد حسن فلاحية

2011 / 6 / 6
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تعاني الصحافة في إقليم الأحوازمن ظروف عصيبة جداً خاصة فيما يتعلق بفقرة مهمة تتعلق بالنشاط الصحافي الخاص بالسلطة الرابعة ألا وهي حرية الصحافة والإعلام حيث أنّ الصحافة والصحفيين الأحوازيين يمرون بمرحلة حساسة ودقيقة منذ سنوات ليست بقليلة ومازالو .
فهذا القطاع الهام في التنمية البشرية يتعرض لقمع حاله حال الإنسان الأحوازي وذلك بسبب مأساة اللغة العربية في هذا الإقليم حيث أنّ القيود التي تفرضها السلطات الإيرانية على لغة الشعب العربي في الأحواز جعلت منها "لغة شفوية" تفتقر لأدواة الإعلام المقرؤ والمكتوب منذ هيمنة الفكر الشوفيني على هذا البلد فعملية بناء محطات اللغة وتحويلها من لغة شفوية دارجة الى لغة مكتوبة باللغة الفصحى بحاجة الى أرضية خصبة تبدأ من التعليم مروراً بالإعلام ووصولاً الى مرحلة تنمية هذه اللغة لكن المعاناة التي يعانيها الإنسان الأحوازي ومن وراءه لغته الأم حولت هذا الشعب الى شعب لايقرأ ولا يكتب بلغته الأم وفقط يستمع ويتحدث دون إلمام يذكر .
إنّ النظام الإيراني منذ عام 1925 فرض على الشعب في هذا الإقليم أنظمة صارمة تحيل دون تعلمه لغته الأم وحاول جاهداً فرض سياسة التفريس عليه قسراً كان أو إغراءاً بمغريات الإعتزاز بثقافة الغير وإحتقار ثقافته وهويته في عملية مدروسه تبدأ من الروضة وإنتهاءاً بالجامعة لكن هذه المحاولات رغم استثمارها المركّز على هذا الإنسان لم تفلح في مبتغاها المخطط له لحد هذه اللحظة .
لكن بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979استبشرت الشعوب وعلى رأسهم الشعب العربي الأحوازي خيراً بالشعارات التي رفعها الثوار أنذاك لكن سرعان ما تبخرت أمالهم وتحولت الشعارات المرفوعة الى عصاً يضرب بها كل من ينادي بتلك الشعارات الثورية نفسها من هذا المنطلق تعطلت بنود الدستور الإيراني (الفقرة 15،19،22،23) المتعلقة بحق الشعوب مزاولة لغتهم الأم جنباً الى جنب بلغة البلاد الرسمية وهي الفارسية وكذلك حقوقهم المدنية والسياسية والإقتصادية وظلت هذه الفقرات حبراً على ورق ولم تبصر النور ولوللحظة واحدة من عمرالثورة الإيرانية ولا حتى في تاريخ إيران الحديث .
الفقرة 15 : اللغة والخط الرسمي والمشترك للإيرانيين هي اللغة الفارسية ويجب أن تكتب الوثائق والمكاتبات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة. ولكن يمكن للقوميات الأخرى أن تنشر جرائد أو تتكلم في وسائل الإعلام أو تدرس لغتها بجانب اللغة الفارسية.
الفقرة 19 : الشعب الإيراني يتمتع بحقوق متساوية مهما انتمى لأي قوم أو قبيلة واللون، العرق، اللغة وما شابه ذلك ليست ذريعة للتمييز.
الفقرة 48 : جميع المحافظات لها حصتها من الثروات الطبيعية والإيرادات وتوزيع الفعاليات الإقتصادية و لا ينبغي أن يكون هناك تمييزاً، بل تستثمر كل محافظة ما يلزمها من الثروات.
رغم ما أسلفت فإن الفقرات الدستورية لم تردع السلطات من فرض سياسة التمييز المنقطعة النظير ضد الشعوب غير الفارسية في هذا البلد واستمرت حتى اليوم في إعتقال وسجن الناشطين الإعلاميين والصحفيين واتهامهم بتهم لا تمت بصلة لطبيعة نشاطهم ولفترات طويلة.
من هذا المنطلق بقيت الأحواز تعاني من فقر في الموارد البشرية والإعلامية ناهيك عن قلة الصحف العربية التي تنشر في الإقليم باللغة العربية وهي لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة منذ عقود أما بالنسبة للصحف الفارسية التي تنشر في الإقليم فمعظمها تنتمي التيار اليميني وتحتكر جميع الإعلانات الحكومية والخاصة في المنطقة ورغم ذلك تتهجم على الشعب العربي هناك وثقافته هويته وخير شاهد على هذا ما نشرته صحيفة "إطلاعات" الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي من تهجم على عرب الأحواز ووصفهم بالغجر وليس العرب مما أثار غضب هذا الشعب وخرجت مظاهرات تندد بهذا العمل مما أرغمت السلطات المحلية الإعتذار رسمياً في نفس الصحيفة.
كانت تنشر صحف قليلة جداً منها ما يصدر في الجامعات بصورة ورقية لا ترتقي الى نيل شرف الصحيفة وتعطلت رغم كل هذا فيما بعد لأسباب عدة أصاغتها السلطات القضائية ضدها والبعض من الصحف التي نشرت في زمن الحكومة الإصلاحية التي كان يترأسها محمد خاتمي ( الولاية الأولى للإصلاحيين كانت أفضل من الثانية بالنسبة للإعلام رغم أن تلك الفترة لم تشهد سوى تصريحات وإجازات خجولة للصحافة والإعلام العربيتين في المنطقة) حيث كانت صحيفة "صوت الشعب"والتي كانت تصدر باللغتين العربية والفارسية في زمن الإصلاحيين ، تنشر بصورة أسبوعية وأغلقت فيما بعد وأيضاً صحيفة "أهواز" و"همسايه ها" ،"حديث"،"الشورى" التي لاقت نفس المصير وهنالك عدة صحف كانت وبعضها لا يزال ينشر في الأحواز مثل صحيفة "كارون" ،"نورخوزستان"، "صبح كارون" وهي لا تعبر عن هموم وتطلعات هذا الشعب.
فاليوم لم يتغير عن الأمس حيث يرزح عدد من الصحفيين والإعلاميين في المعتقلات "سجن كارون"ومعتقل"المخابرات" بتهم لا يعرف حتى ذويهم طبيعتها ولم يتمكن لحد هذه اللحظة الإنسان الأحوازي من رؤية صحيفة عربية تنطق باسمه على "الكوشكات" بسبب منع السلطات ، للغة العربية وأيضاً المنع المفروض على إمتلاك صحيفة مستقلة في هذا البلد أضف الى ذلك الرقابة المشددة على "الإنترنت" التي تمنع امتلاك مدونات ومواقع في إيران إلا في إطار التبعية للنظام فسبدو الأمر أكثر تعقيداً يوماً بعد يوم خاصة بعد إصدار قانون "أيرنة الإنترنت" أي جعلها شبكة وطنية تديرها أجهزة المخابرات ونتساءل الى متى سيستمر هذا الوضع في حين تشهد البلدان المجاروة قفزات نوعية في الإعلام والصحافة والإنترنت؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -منعطف- حرب غزة بين الموقف الأميركي والخلافات الإسرائيلية •


.. أبعاد إدراج إسرائيل على -قائمة العار- لمنتهكي حقوق الأطفال؟




.. سقطوا في النهر.. فاجعة سورية ضحيتها أطفال | #منصات


.. رفض إسرائيل لإدارة السلطة الفلسطينية معبر رفح أفشل المحادثات




.. ألمانيا تحمي سماءها بالإعصار الأوروبي المدمر #القوة_الفتاكة