الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شئ تغير فى ملف الإعتداءات على الأقباط!!!

مجدى خليل

2011 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



الخميس 12 مايو استمع إلى محطة مصر فى التاكسى الذى يقوده رجل نوبى طيب وأنا فى طريقى إلى مكتبى بمصر الجديدة، المذيع يقول: عشرات الأقباط يتظاهرون أمام ماسبيرو،السائق يرد دون أن يعرف دينى مسيحى أو مسلم، هذا مذيع كذاب، هناك آلاف الأقباط يتظاهرون منذ ثلاثة أيام وطريق ماسبيرو مغلق . قلت له لماذا إذن يكذب المذيع،اجاب بقوله يا استاذ لم يتغير شيئا فى البلد، طالما أن الكذب مستمر اعلم انه لم يتغير شيئا فى هذا البلد.
عندما استمعت لاحقا إلى كلام الدكتور عصام شرف يتحدث بلغة عامة عن حادث أمبابة مثل القول بفلول النظام السابق أوغياب الشرطة ..... وخلافه من الاسباب العامة التى لا تتناول جوهر المشكلة تأكدت وقتها من صدق كلام السائق النوبى.
دعنى الخص لكم الأسباب الحقيقية لما حدث فى أمبابة ومن قبله فى أبو قرقاص والمقطم وصول ... والقائمة تطول وتتسع لتشمل أكثر من 60 حادثة اعتداء على الأقباط حدثت فى المائة يوم الأولى من عمر الثورة.
أولا: تكريس سياسة الإفلات من العقاب
وهى سياسة مستمرة منذ أكثر من أربعة عقود فى جل الأعتداءات التى وقعت على الأقباط،حيث تحل المؤامات السياسية محل العدالة،والأعراف الظالمة بديلا عن القانون، والضغط على الضحية وتهديده بديلا عن عقاب المجرم، والقبلات الغاشة بديلا عن المصارحة ومواجهة الحقيقة.
ثانيا: ثقافة أمن الدولة
وهى ثقافة مدمرة تتعلق بتشجيع المسلم للإعتداء على جاره المسيحى بضمان من جهاز مباحث أمن الدولة المنحل بأن العدالة لن تطوله والعقاب لن يقترب منه، وقد استعمل جهاز مباحث أمن الدولة هذه السياسة فى عشرات الحوادث التى وقعت على الأقباط...أستمعت فى الأ يام القليلة الماضية إلى شكاوى من بعض الأقباط الطيبيين الذين يتحسرون على أيام مباحث أمن الدولة الذى كان يسيطر على السلفيين والمتطرفين دون أن يدركوا أن هذا الجهاز هو الذى ساهم فى صنع هؤلاء وصنع ثقافة الفتنة والإعتداء عليهم وكرس ثقافة الإفلات من العقاب بالنسبة للمعتدين، وتحول الكثير من ظباطه إلى مليونيرات من جيوب الأقباط.
ثالثا:سياسة التوازنات اللعينة
وهى سياسة اخترعها السادات لكسر أنف الضحية وتوحشت فى عهد مبارك، ومفادها أنه بعد كل حادثة أعتداء على الأقباط يقبض على عدد من المسلمين وعدد من الاقباط حتى يتنازل الضحية عن حقوقه مرغما تحت وطأة هذه السياسة العنصرية الظالمة. مؤخرا رأينا هذه السياسة البغيضة فى العمرانية والمقطم وابو قرقاص وأخيرا فى امبابة. تخيلوا معى مئات المجرمين يحملون المولوتوف وجراكن البنزين والسنج والأسلحة النارية المختلفة ويتوجهون إلى داخل الكنيسة بزعم أخراج سيدة مسلمة وفى النهاية تقوم الدولة بالقبض على أكثر من مائة قبطى من شباب ورجال امبابة كانوا فى حالة دفاع شرعى عن النفس داخل وخارج الكنيسة، و يساومون الأقباط على الافراج عنهم مقابل التنازل... اليست هذه سياسات تمثل قمة العنصرية. لقد شاهد العالم كله السنة النار تلتهم الكنائس وادانها الكثيرون باقوى العبارات ولم يصدق احد الدولة المصرية فى زعمها بأنها صدامات بين طرفين!!!
رابعا: المعالجات الأمنية
الكل يصرخ منذ سنوات بأن ملف الأقباط هو ملف سياسى وليس امنى ، وقامت الثورة ولم يتغير شيئا، مازال الملف يدار بواسطة الأجهزة الأمنية مع اختلاف الأسماء، ومازال الأقباط محرمون من دخول هذه الأجهزة لأنها ببساطة تخطط وتعمل ضدهم ومن ثم من الخطر وجودهم داخلها.
فى عام 2007 نزلت إلى القاهرة لعمل مؤتمر عن مستقبل مصر، وفى نفس التوقيت رتبت الدولة مؤتمرا عقد بعدها بعدة شهور لبعض أقباط المهجر كان عرابه محامى قبطى متعاون مع جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، فى مايو 2011 نزلت للقاهرة لتنظيم مؤتمر للأقباط بعد 25 يناير فسارع جهاز أمنى سيادى بإستدعاء البعض من المهجر من المتعاونيين معه أو السذج لإقامة مؤتمر فى أحد الفنادق الكبرى وكان عراب المؤتمر هانى عزيز مندوب أجهزة الأمن لدى الكتدرائية... وهو ما يثبت أن مصر كما هى لم تتغير.
اننى اسأل الدكتور عصام شرف عن حكومته التى تتولى إعادة بناء ما يسمى قطاع الأمن الوطنى بديلا عن مباحث امن الدولة، السيد رئيس الوزراء كم عدد الأقباط فى هذا الجهاز الجديد؟إن عدم دخول الأقباط هذا الجهاز الجديد بنسبة معقولة أو منعهم من دخول غيره من الأجهزة السيادية معناه أستمرا عنصرية الدولة القديمة. إن نضال الأقباط الحقيقى يتمثل فى حصولهم على حصتهم العادلة فى كافة هذه الأجهزة، وبخلاف ذلك لا توجد ثورة ولا مواطنة ولا شئ سوى احلال افراد مكان افراد آخرين.
وإذا اضفنا إلى ذلك أستمرار الإعلام الموجه من هذه الأجهزة فى سياسة الكذب والتعصب ولى الحقائق، وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لحل ملف المواطنة المنقوصة للأقباط، وأستمرار التعصب الدينى لدى قطاعات كبيرة فى الدولة، وتدخل السعودية السافر والقوى من آجل دعم التيارات الدينية السلفية المتطرفة، والانحياز الواضح للمجلس العسكرى لتيار معين فى محاولة لطبخ نتائج الثورة لتصب فى صالح هذا التيار ....نكون إزاء مجموعة متكاملة من العوامل تحاول دفع العلاقة بين المسلمين والأقباط إلى الهاوية.
ورغم ذلك فأنا اراهن على المواطن المصرى المسلم العادى الذى لا يقبل ولا يستسيغ هذه المظالم التى تقع على شركاء الوطن وينفر من المعالجات الحكومية الظالمة لهذا الملف الخطير.
أخر الكلام
إعلان الكتدرائية عن أن هانى عزيز ليس مستشار للبابا وتصريحاته تسئ للكنيسة ، وأن قداسة البابا ليس له مستشارين فى مصر ،إعلان هام ولكنه جاء متأخرا جدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص