الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هناء أدور في بلاد العجائب..!

جاسم المطير

2011 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ما زالت أبواب الحرية مغلقة في بلاد الأعاجيب، في عراق ما بعد عام 2003 حين زاد الحكام الطائفيون الجدد إغلاقها ، واضعين أختاما حمراء جديدة عليها، خصوصا في زمان المولود الحكومي الجديد الذي وُلد ناقصا، مشوها، برئاسة وسيطرة المحظوظ مع نفسه دولت السيد نوري المالكي، مانعا بقبضته الحديد فتح أقفالها العتيقة لكشف ما يحدثه عقله وعقل أصحابه من المستشارين من حكاياتٍ غريبةٍ عجيبةٍ في بلاد الرافدين، التي غدت بلادا من بلاد الجن وصارت حكاياتها حكايات الجن والجنون.
يوم أمس شاهدتُ من مصادر الشاشات التلفزيونية العالمية امرأة عراقية تمتد عروقها النضالية إلى سجل كريم في تاريخ النضال في العصر العراقي الحديث. وقفت المرأة أمام رئيس الوزراء في مؤتمر قيل انه يختص بحقوق الإنسان في العراق.
وقفت هناء أدور أمام نوري المالكي بقصد لا تريد منه أن تهز حكمه أو حكومته ولا تريد أن تغزو مملكته الدموية الحمراء الطافية على مستنقع القهر والفساد في المنطقة الخضراء ، لكنها أرادت أن تهز ضميره وضمائر أصحابه وضمائر العراقيين كلهم، مرددة في قاعة المؤتمر صدى ما يدور في الشوارع العراقية وفي منتديات منظمات المجتمع المدني بأن بنيان المجتمع العراقي مهدم وأن ابسط حقوق الإنسان العراقي مهدورة وأن المواطن العراقي الوادع المسالم يواجه بصدره ، كل يوم ، مبارزات دموية من قوى الإرهاب والميلشيات ومن قوى أجهزة الأمن والجيش والبوليس السري ضد المتظاهرين في ساحة التحرير على يد أسطول من المسلحين الحكوميين، المتسترين بملابس مدنية، يطوقون مداخل الساحة ومخارجها ، يستخدمون سيارات الإسعاف الطبي لاعتقال الشباب المتظاهر وتكسير عظام أربعة شبان داخلها وزجهم في معتقل سري ممنوع على أهاليهم ومحاميهم من الالتقاء بهم والاطمئنان على حياتهم وصحتهم .
كانت دماء الوطنية الحارة في أعماق هناء أدور غنية الدفق فراحت تناشد رئيس الوزراء بإطلاق سراحهم. ليس في العالم كله ابسط من تقديم هكذا طلب كان المفروض بنوري المالكي المدعي دائما بالوطنية والعدل أن يواجه الصوت المشروع، الطلب المشروع ، بابتسامة وبتؤدة واحترام وبوعد نبيل لإطلاق سراحهم وفق القانون العراقي كي يتعلم العالم أن في العراق حاكما يرعى رعيته ويرفض كل تجاوز على حقوق الإنسان.

لكن نوري المالكي أبصر، بصمت وتجهم، صوت الشجاعة هناء أدور، رافضا بحركة من يده استلام بوستر فني صغير يحمل صور المعتقلين الأربعة(مؤيد فيصل، علي الجاف، احمد علاء، جهاد جليل) .
لم يتحرك جفن المالكي أمام صوت من أصوات الحق أطلقته هناء أدور.
لم يعتبر المالكي هذا الصوت صوت أخت ولا صوت رعية من رعاياه ولا صوت من أصوات حقوق الإنسان تطلقه مناضلة، متأججة حماسة وعدلا ، بأسلوب مدني داخل قاعة اجتماع مدني ينبغي أن يسمعه بكل شجاعة وان يتنازل، ولو لحظة واحدة، عن غروره الرئاسي.
لكنه ظل مطيعا لممارسات قمع و منع هناء أدور من الكلام من قبل جلاوزته معبرا عن موافقته ورضاه وعن عقم إدراكه لإنسانية الموقف وعدالته ، بموالاته لما فعلته حاشيته بإجراء طرد المناضلة هناء أدور من قاعة ليست من أملاكه.
ليس لدي ما أقوله اليوم عما رأيت وعما سمعت ما جرى في مكان تربع في مقدمته دولت رئيس الوزراء، متجاهلا ما حمله صوت هناء أدور من تيار قوي جارف يسود بين العراقيين كلهم، صوت يسبح، أيضا، في شواطئ منظمات حقوق الإنسان في العالم المتحضر اجمع .
إن الاتجار الحكومي بموضوعات حقوق الإنسان والعدالة ظاهريا ومعاداتها باطنيا لن تمر على احد طالما يوجد في العراق المقهور صوت ملؤه الشجاعة والجراءة اسمه صوت هناء أدور المتعانق مع دموع أمهات المقهورين في العراق.
هناء أدور صوت الحرية والأحرار سيظل هادرا في بلادنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 6 – 6 – 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه
احمد الجوراني ( 2011 / 6 / 7 - 20:36 )
تحيه لهذه اللبوه العراقيه التي لاتاخذها في الحق لومة لائم


2 - proud
saad mosses ( 2011 / 6 / 7 - 22:20 )
yes should every iraqi getting proud of this woman and make her our flag but what what we can say and all of us see iraq going to hell day after day dirty political leaders who use to sell rings in syria ,,god bless iraq


3 - تلعب دور منتظر الزيدي
ابو نور ( 2011 / 6 / 7 - 23:40 )
للاسف وقعت هناء ادوار المناضله العتيده في شباك لم نكن نريدها لها اصبحت لعبه بيد امثال حارث الضاري الذي استغل موقفها وكانها منتظر الزيدي تصرفها ينقصه الحكمه كما ينقص مقالك الدقه عندما تتهم المالكي بالدمويه وكانه صدام حسين نعم هو لم يحقق شيء ولن يحقق شيء لكن اتهامه بالدمويه كلام يجب التوقف عنده هل يعقل ان تحمله كل مايحصل من عمليات قتل ؟؟؟اليس هذا تبرءه للقتله من القاعده والمليشيات


4 - تحية
أبو أثير ( 2011 / 6 / 8 - 03:28 )
الى المعلق أبوانورلو كان المالكي قد تصرف بعقلانية واستلم البوستر من هناء أدوروأبتسم لذلك لقلنا هذا تصرف مسؤول ولكن تصرفه بهذاالشكل هو أضرط من تصرف المجرم صدام حسين وان تشبيهك موقف هناءبموقف منتظرالزيدي فهذايدل على قصر النظرمع اعتذاري لك


5 - يا بياع الخواتم بالموسم الي جاي
شروق سعد ( 2011 / 6 / 8 - 08:10 )
الى الأخ سعد
تحية طيبة
بياعيين الخواتم ناس مكافحين لم يبيعوا بلدهم للأجنبي ولم ينتهكوا حقوق الأنسان ولم يتخذوا الدين ستار لتمريير مخططات دنيئة لم يدمروا شعوبهم ولو كان عندهم منظمات أو جهات تمثلهم لتبرئوا من بياع الخواتم الذي تقصده يكفي أن فيروز خلدتهم بأغنية بياع الخواتم


6 - سبع عجاف أم سبعين ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 6 / 8 - 15:09 )
بداية تحياتي لك ياعزيز ألأستاذ الفاضل جاسم مطر ، وللبوة العراقية التي أخزت كل الحضور وإسملي أن أقول ؟
ياحسافة ... ياحسافة
سبع سنين عجاف لو سبعين
وين الوفا يا مسلمين ويا مسيحيين
وين الزاد والملح ... وين القيم والدين
واحد دجال لو عشرة ... خومو الكل منافقين
ياخسافة ... ياحسافة
الوطن للبيع من يزيد من يشتري وين المفسدين
لانوري ينفع ولا جلال ... والله كلهم مرتزقة مرتشين
بس ويلكم من غضب الشعب ... ويكم من يوم الدين
***


7 - الي يجي من ايده الله يزيده
شروق سعد ( 2011 / 6 / 8 - 20:29 )
اخي س.السنيدي
كل الأسماء التي ذكرتها تم أنتخابها من قبل الشعب لثلاث مرات متتالية المرة الأولى في الجميعية الوطنية التي أستمرت لمدة سنة ولدورتين أنتخابييتين في
مجلس النواب وفي كل مرة شعبنا يستغيث من هذه الوجوه الكالحه حد نفاذ الصبر ثم يرجع الشعب وينتخبهم بكل أندفاع ولهفة وكأن قائمة السيد فلان والدكتور علان هي خاتم سليمان الذي سيحقق كل الأحلام من الملام وأين العلة أن كنا نعلم فتلك مصيبة وأن كنا لانعلم مصيبة أعظم


8 - اشويه انصاف
نزار داود ( 2011 / 6 / 8 - 21:54 )
وهل تدرون ياساده ان السيده هناء تصدت للمالكي عندما ادان المجرم فراس الجبوري وقال بالحرف الواحد ان بعض المشتغلين في منظمات حقوق الانسان هم مجرمين وباعتراف فراس نفسه الذي ساهم باغتصاب وقتل سبعين شخصا شاركو في زفه عرس على طريق التاجي في سنه2005


9 - هناء ادور مثال للسياسيه المنافقه
خلدون سالم العزاوي ( 2011 / 6 / 13 - 09:43 )
اين كنتي عندما قام زميلك فراس الجبوري في ساحة التحرير بقتل عروس الدجيل و اغتصبها في جامعهم ممكن ان يبيع العراقي وطنيته مثلما بعتيها عندما قبضت 3 مليون دولار من بريمر لتأسيس منظمه امل من اجل الدفاع عن حقوق العراقيين لا للدفاع عن المجرميين و القتله
لكن اشك بأنك عراقيه كما اشك بفراس و من قام معه بهذا الفعل الشنيع تلتقين اليوم مع علاوي في عمان بعدما نفذت مهمتك الموكل اليك من البعثيين

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت