الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت البطل

فليحة حسن

2011 / 6 / 7
الادب والفن



منذ أشهر صدرت لي عن دار الينابيع رواية ( نمش ماي ) وقد تصدرت هذه الرواية دراسة عميقة للبروفسور عبد الله الصائغ وكتب عنها أيضا دراسات قيمة لكل من الأستاذ غالب الشابندر والدكتورة علياء الجنابي والأستاذ عبد الرضا جبارة والأستاذ ظاهر حبيب والأستاذ حميد لفته الذي كتب في احد مقاطع دراسته ( إن النص باجزاءه الثلاثة يفتقد للبطل، وقد يبدو إن لكل جزء بطله الذي لا تبدو قامته تعلو على من يجاوره من الشخصيات على العكس مما كان في الروايات أو القصص التقليدية حيث كان البطل جبلا عالي الهام واضح المعالم معروف الجذور والانتماء، إما بطل ما سمي بـ((الرواية القصيرة جدا)) فهو غير واضح المعالم يكاد يندمج مع من حوله، يتحاور ويتجاور مع البشر والحيوانات والجمادات التي تشاركه الحدث )،
ولا اعتراض لديّ على ما كتب ، إلا إنني أتساءل من أين لكاتب الرواية اليوم أن يأتي بالبطل ( السوبر مان ) الذي يستطيع تغير معالم الواقع المعاش ومابه من حيف ؟
من يستطيع مثلاً أن يرسم في روايته صورة لأحد أبطاله وهو يقف بوجه دبابة أمريكية ويجعلها تغير مسارها بعيداً عن الأرصفة التي تدوسها كلّ يوم ؟
ولغياب مثل تلك اللقطة عن المشهد الحادث يوميا صار من المخجل الإتيان بهذه
الشخصية إلا في روايات الخيال العلمي ،
ولان الراوي ليس إلا مصور يلتقط الصور التي يراها ويسعى إلى تكبيرها أو تصغيرها بحسب أهميتها لديه وما هذه اللقطة الفوتوغرافية المختارة إلا جزء من حدث أو أحداث مترادفة ،صار الحدث - في رأيي - هو الشخصية الرئيسة في ماتطرحه الرواية المعاصرة ،خصوصا وانه وحده الذي امتلك من الأثر أهمية كبيرة في العمل الروائي برمته حتى صار لايتطلب من الكاتب المبالغة في تصويره لأنه أصلاً مبالغ في رسمه من قبل القدر ،
فبعد كلّ هذه التداعيات السياسية والاجتماعية والثقافية وكبت الحريات ،وغيرها من الأمراض المستعصية التي أصيب بها واقعنا ، بدت لنا الشخصيات الإنسانية (ثانوية ،هامشية و غير فعالة )، وان الحدث وحده من يحتل مكان البطولة فيها
فإذا ما حاولنا مثلاً أن نرسم شخصيات رواياتنا فكيف نجعل منها شخصيات لاتسيء لهذه الزمن وإنسانيته ،خصوصاً وإنها ليس أكثر من صدى لحركة حدث سيء ؟
وبما إن (الحادثة هي التي توضح لنا طبيعة الشخصية) - كما يؤكد ذلك النقاد وعلماء النفس- فإذا ما حاولنا مثلا العمل على التطور الشكلي للشخصية فأين نصل بها ؟ والحدث واحد دوما لا يتغير؟
ونحن في ظل كلّ هذا الموت المستمر ماجدوى أن يرسم الكاتب لروايته
بطلا كارتونيا يتولى تحطيم الجبال والوقوف أمام خطر(الاباجي)وقنابلها المحمولة ؟
اعتقد أن آلان روب جرييه كان واعياً تماماً لما يحدث حين أعلن فيما كتب من نقد ورواية عن موت البطل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أليس من المخجل حقا ان نتنكر لتاريخ شعبنا البطولي
حميد الحريزي ( 2012 / 7 / 12 - 11:17 )
هل هناك ما هو أكثر تجني وإنكار لدور البطل العراقي الذي قاوم عبر تاريخه البطولي الطويل ولازال يقاوم قوى الاحتلال والاستغلال الم يقف العراقي بوجه الدبابة الأمريكية والاباجي وكل أدوات القهر الأمريكي المتوحش ، بشجاعة نادرة وبطولة أسطورية ، حرفها واحرقها وأذل من فيها؟؟؟
ألا يعني مثل هذا القول الاستسلام والخنوع للاستعمار الأمريكي وعدم جدوى مقاومته لأنه لا يقهر؟؟؟
هل هذا هو واجب الأديب والمثقف في بلد يعاني من الاحتلال والقهر والاستغلال واستفحال الإفساد والفساد ؟؟
أليس من المخجل حقا ان نتنكر لتاريخ شعبنا البطولي وكفاحه المرير ضد قوى الاستغلال والاحتلال ، وان نتنكر لأبطال وهبوا حياتهم ودماءهم الزكية من حرية الوطن ورفاه الشعب ، لان ((آلان روب ))أراد لهم الموت وان تمسح ذكراهم من ذاكرة الأجيال؟؟؟!!!

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف