الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انتفاضة الشعوب العربية , مشروع يُشرف ويُسعد العرب في اوله ويؤلمهم ويخزيهم في آخره
محيي المسعودي
2011 / 6 / 8ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
لماذا الارهابيون المسلحون في سوريا عندما يقتلون الجيش والشرطة والمواطنين هم ثوار احرار, ومتظاهرون مسالمون, بنظر امريكا واسرائيل والرأي العام العربي ؟؟؟؟ لماذا هؤلاء الارهابيون في سوريا لا يهددون أمن اسرائيل والغرب وأمن المنطة ؟ بينما اقرانهم في دول عربية قريبة وبعيدة عن اسرائيل هم خطرعلى الامن المحلي والعالمي , ولماذا عندما يتظاهر ارهابيون في غير سوريا يُدينهم ويحاربهم العالم وخاصة امريكا, وتقمعهم انظمة تلك الدول باقسى اساليب القمع ؟؟ ولماذا المتظاهرون في السعودية والبحرين - مع سلمية مظاهراتهم وبساطة مطالبهم المشروعة - هم خطر على امن المنطقة وعلى العالم ؟ بينما الارهابيون وليس المواطنون العزل في دول اخرى يوصفون بانهم ثورار واحرار واصحاب حقوق مسلوبة وحريات منتهكة ؟ لماذا لم تدن امريكا نظامي السعودية والبحرين وادانت المتظاهرين في الدولتين في الوقت الذي كانت قوى الامن السعودية والبحرنية تسحق المتظاهرين بالحديد والنار واعدمت بعضهم وسجنت البعض واغلظت من قوانين القمع في البلاد بمباركة امريكا والغرب, الذين يدينان سوريا في الوقت نفسه لانها تحاول منع ارهابيين من قتل مواطنيها وافراد جيشها وشرطتها ؟ لماذا تقف امريكا مع انظمة عربية مستبدة ومنها النظام اليمني والبحريني والسعودي والمغربي ؟ بينما تقف مع الشعب السوري ضد نظام الحكم هناك مع ان الاخير نظام سياسي علماني وليس طائفيا كما في البحرين والسعودية ؟ لماذا يركز الاعلام الغربي والعربي على التظاهرات في سوريا بينما يهمل ويعتم على تحركات المتظاهرين في دول عربية اخرى مثل السعودية والمغرب والبحرين وغيرها ؟ لماذا عندما يظهر شخص واحد بعينه يدعي مرة انه جندي منشق عن الجيش السوري ومرة اخرى يظهر برتبة ضابط منشق, لماذا يصدق الغرب والعرب هذا الشخص في كذبه وتناقضه . ويكذّبون صور عشرات الجنود السوريين الذين قتلهم الارهابيون !؟ لماذا استهدف الغرب انظمة عربية بعينها دون غيرها مع ان الانظمة المستهدفة هي انظمة علمانية دكتاتورية بينما التي لم تستهدف هي انظمة دكتاتورية مستبدة وطائفية متعصبة ليس فيها ادنى حقوق الانسان ويكفيها انها لا تسمح للمرأة بالاشتراك في لاتخابات بل ولا حتى بقيادة السيارة !؟ اسئلة كثيرة تجعلنا ننظر بريبة وشك كبرين الى الاعلام الغربي والعربي الموالي له, والى مواقف ونوايا امريكا والدول الغربية اتجاه التغييرات الحاصلة على الساحة العربية .
منذ بدء التظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت الدول العربية كان لي رأي يقول ( وراء الاكمّة ما وراءها) لم ابنِ هذا الرأي على اي انتماء او عقيدة, بل جاء نتيجة ترجمة الواقع العربي , بمقوماته ومفاصله وتفاصيله المتاحة لمن يتابع الاحداث ويحللها باسلوب علمي وعملي محايد . ولكي نقرأ ما وراء التظاهرات علينا الاقرار بان الحكومات العربية جميعا ودون استثناء هي حكومات غير شرعية - ما عدى الحكومة العراقية واللبنانية - لانهما اتيا بانتخابات حقيقية كاملة الى حد مقبول, ولكن ليس بكافٍ . وهنا لا استثني الحكومتين العراقية واللبنانية من الفساد وسوء ادارة الدولة والصفقات السياسية التي تعقد بين السياسين على حساب المصلحة العامة ناهيك عن الطائفية والعرقية . ولكنهما " والحقيقة تقال" انهما نظامان منتخبان من قبل الشعب بشكل واقعي ولا تشاركهما سلطة اية جهة غير منتخبة كما هي الحال في الكويت واخواتها من بعض الدول العربية . وتنضم الحكومتان العراقية واللبنانية للحكومات العربية في صفة القمع ومحاربة حقوق وحريات الانسان والفساد وغيرها من خصائص وشمائل الحكومات العربية .
السؤال الذي لم اجد له اجابة علمية حقيقية شافية هو . ماذا وراء هذه الاحتجاجات العارمة التي ضربت الدول العربية من المحيط الى الخليج ؟ اذ لا يوجد ثمة مبرر حقيقي يقول انها صحوة شعوب , لان الواقع والثقافة والتجربة والعقيدة العربية لا تعطي المبررات العلمية الكافية بان هذه الاحتجاجات والتظاهرات هي نتيجة صحوة شعوب ترزح تحت مثل هذه الثقافة والعقيدة الدكتاتورية كل هذا الزمن الطويل ولم تحرك ساكن وارتضت لنفسها ان تكون هكذا . ثم كيف تثور هذه الشعوب على الدكتاتورية وهي التي قد ثارت قبل سنوات على الشعب العراقي لانه تخلص من اعتى دكتاتور في العالم وهو صدام حسين . ونعتت الشعب العراقي بالخائن لولي الامر وللقائد الضرورة ولحامي الامة ولرمزها . الكل يعلم ان اكثر من 90 % من الشعوب العربية كانت تقف مع صدام ولما تزل الاغلبية منها تنعى صدام وتلعن الشعب العراقي وتحن وتريد عودة صدام وايامه , حتى وهي تُسقط حكاما دكتاتوريين هم بمثابة الحمائم اذا ما قارناهم بصدام . وهنا اعتقد ايضا ان الامر ليس ازدواجية في شخصية الشعوب العربية التي انتقدت امريكا وقالت عنها انها تكيل بمكيالين واحد للعرب وآخر لاسرائيل , بينما هي اليوم تكيل بمكالين اكثر تباينا من مكالي امريكا . وذلك عندما يصفون صدام بالبطل والقائد الشرعي بينما يصفون حكامهم بالطغاة والمجرمين والفاسدين والقتلة . هذه هي الثقافة والعقلية العربية .
وان هذه الازدواجية الحالية, او الكيل بمكيالين التي تعمل بها الشعوب العربية ليس مردها الـ "شيزوفرينا" التي تلازم الانسان العربي وحسب بل هو نتاج تخطيط وبرامج واعلام مكثف وموجه من الغرب الى الشعوب العربية, طوال فترة التظاهرات والاحتجاجات العربية , حتى وصل الحال الى حد التدخل العسكري كما في ليبيا . ما يعني ان - وراء الاكمة ما وراءها – وهنا لا بد ان يحيلنا الواقع الى حقيقة وهي ان نجاح المشروع الاسرائيلي الامريكي في العراق . أي جعل العراق بلدا تحكمه تكتلات سياسية ذات خلفيات عرقية ودينية وطائفية تعجز عن الحصول على اغلبية سياسية وطنية مطلقة تستطيع من خلالها تشكيل حكومة قوية تحفظ وحدة العراق وهيبته الدولية واستقلال قراره السياسي . ولان امريكا وعدت ذات يوم بانها سوف تعمل على تغيير الدول العربية , من خلال تأثرها بديمقراطية العراق . فظن العرب يومها ان امريكا تقصد انها ستريهم عراقا ديمقراطيا متطورا ناهضا, فيه الرفاه الاجتماعي وحقوق وحريات الانسان وربما سيكون يابان الشرق الاوسط القادم . هكذا ظن العرب وهكذا ارادتهم امريكا ان يظنوا الى حين لانها ارادت دغدغة احلامهم واللعب على مشاعرهم مع اعتقادها في البداية انها كانت تستطيع ذلك, لكنها وجدت الحال اصعب بكثير مما قدرت لان العرب يعبدون الرب الواحد ويطيعون الحاكم الواحد ويظلون ابدا في المكان الواحد والزمان الواحد أي انهم سلفيوا الثقافة والحياة . لذلك لم ينجح مشروع الديمقراطية وذهب الرفاه والحريات والتطورمن العراق وبقي الصراع السياسي الذي يعطل نهوض العراق حتى ولو بعد الف عام . من هنا تتجلى لنا ملامح الحقيقة الخفية التي نستطيع القول من خلال ملامحها: ان امريكا واسرائيل واوروبا معهما يريدون ان يصلوا بالدول العربية الى الحال التي وصل اليها العراق اليوم . أي اشغال الشعب بمشاكل داخلية لا تنتهي ابدا وان انتهى بعضها تاتي امريكا واسرائيل بغيرها لتستمر الحال على ما هي عليه . ولا تُستثنى من هذا المشروع اية دولة عربية حتى وان كانت الخادم الشخصي والحامي لاسرائيل مثل السعودية . ولكن, سوف ياتي دور السعودية ودول الخليج ومن شاكلهم لاحقا أي بعد الانتهاء من الدول العربية الجمهورية . وستلعم هذه الدول انها - اُكلت يوم اكل الثور الجمهوري -
ولا ننسى ان هذا المشروع - الامريكي الاسرائيلي الغربي – كان قد خُطط له لكي يظهر بمظهر يشرف الشعوب العربية في اوله ولكنه يخربها ويُخزيها في آخره فتكون الشعوب العربية "كالمستجير من الرمضاء بالنار" كما خُطط لهذا المشروع على ان ينفذ بكلفة مادية ومعنوية زهيدة يتوجب على امريكا والغرب واسرائيل دفعها , لان من يقوم بالتنفيذ ويدفع الكلفة المادية والمعنوية الحقيقة الباهضة هي الشعوب العربية نفسها . وكما يقول المثل الشامي الشعبي " من زيتو كليلو" كما ان التغير بعمومه ينفذ عن بُعْد من خلال وسائل الاعلام ووسائل الاتصال المختلفة وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر والمنتديات والمدونات الالكترونية . وحتى نكون مسؤولين عن هذه الرؤية نقول متى قامت حكومات قوية وديمقراطية تلبي طموحات الشعوب العربية في الدول التي طالها التغير تكون رؤيتنا حينها خاطئة واننا على شطط كبير . ولنترقب مصر وتونس في هذا الشأن . ولكن عندما نتلمس الوقائع الحالية في البلدين ونقرأها باتجاه المستقبل يتضح لنا ان البلدين يتجهان الى حال مماثلة لحال العراق وليس الى الحال التي تتحدث عنها امريكا وتقول انها تشبه تحول دول اوروبا الشرقية نحو الديمقراطية والرفاه والقوة والاستقلال .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا
.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد
.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع
.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر
.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة