الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبيرة بالديمقراطية

عباس داخل حسن

2011 / 6 / 8
كتابات ساخرة


تصبيرة* بالديمقراطية
بعد ان اصبحنا نعيش فضاءات بلاحدود وولى زمن المنع والردع للمعلومة ، واصبحنا بكبسة زر نتجول من البيت الابيض الى قصر الشانزليه ومن قصر بركينهام الى خيمة القذافي ونشاهد النقل الحي بثواني عبر فضائيات لاحصر لها ، ونجول ونصول بحواري ونلف العالم قرية قرية وندوس اديمها زنقة زنقة ونحن مزنوقون ولاازنق الله حالاً على بني البشر.
وبسبب الفضاء المفتوح نتخيل مانشاء من عوالم قريتنا العالمية ونلتقي مع نجوم هوليود وعرب ستار وعجم ستار والميدان ومايحمل من بطولات حميد وحميدان ونرشح من نشاء للفوز بالجائزة الكبرى ومع كل هذا تجبرنا الفضائيات على جوقة المحللين السياسيين والمتحدثين وما من سبيل الا ان نسمعهم بالاكراه لاننا لانملك اشتراك القنوات المشفرة التى يمتلكها علية القوم والمرفهين في بلاد العرب من مسؤلين واصحاب نفوذ وميسورين ومقربين لانظمة الاصلاح والصلاح في وطننا المزنوق هو الاخر شر زنقة واصبحت يومياتنا زنقة في زنقة وصارت اغنيتنا المفضلة (زنقة يادنيا زنقة) . كم نتمنى ان يكونوا هؤلاء محللين تربة لاستصلاح الاراضي واحياء الاهوار( فينيسيا العراق ) كما قالوا الطليان وليس من كلمة طلي بالعراقي بل من روما العتيقة ..ايطاليا الحالية او محللين مختبرات مرضية لاكتشاف امراضنا المتوطنة اضافة الى مسرطنات مابعد الاختلال (بحرف الخاء) ، التي لاتعرف البشرية لها من سوابق عبر التاريخ الانساني .
ويبدأ القيء الفضائي وتنتشر رائحة الجدال المحتدم ساعين الى تصبيرة من اجل تحمل الحوار والراي الاخر حول ديقراطيتنا التي هي بحاجة الى تصبيرة لان تاريخ صلاحيتها انتهى بنفس الوجوه التي بقيت هي ... هي وفاحت رائحتها ونتنت . ماذا استفاد الشعب العراقي من ديمقراطية الكلام والوعود؟ من خلال الفضائيات تجد احيانا نفس المتحدث يناقض تصريحاته وبنفس اليوم وبدفعات متتالية على اكثر من فضائية واصبح الكلام هذر والمشهد مرعبل وماتعرف (رجلها من حماها) .
الديمقراطية والانتخابات ماعادت اهم من ارزاق البشر والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة والضمان الصحي والزامية التعليم وحرية الحصول على المعلومة وحرية الاعلام وحماية الحدود لبلد مستهدف بشتى انواع الاستهداف من القريب والبعيد .كثير من الشعوب لاتهتم بصناديق الانتخابات بالحاح كما يصور لنا اشاوس ديمقراطيتنا المشلولة لان حقوقها مضمونة ومصانة دستورياً ومراقبة اشد الرقابة ويأتي من يأتي فهو مكلف باداء واجب كأي موظف اخر في الدولة يخضع للمحاسبة والعقاب والثواب ، يقبض امتيازاته وفي اخر الخدمة يرحل بسلام ، وليس بالضرورة ان الديمقراطية تحقق لنا العدالة الاجتماعية بل تفعيل الدستور والقانون مسؤول عن ذلك ، وديمقراطية عريقة مثل الهند لاتتيح عدالة اجتماعية للهنود هذا المارد الصاعد اقتصاديا وتكنلوجيا وديمقراطية اندنوسيا العرجاء التي تعد اكبر بلد مسلم لانفع ولاخير فيها والامثلة لاحصر لها من اشباه الديمقراطيات الرخيصة المفرغة من المضمون بدون عدالة اجتماعية وحقوق تصون كرامة الانسان وانسانيته بالحد الادنى من احتياجاته كانسان دون امتهان او ارتهان باي شكل من الاشكال.
ان ديمقراطيتنا وحصانتها المقدسة علّبتنا باجراءات عجيبة في الشراكة والمحاصصة والتوافقات وافرزت اشباه الالهة التي لاتحتمل وفرضت علينا كشعب عزلة مخيفة وموحشة وتصبيرة الساسة والكتل لم يقينا من الفساد والتفسخ وسيدوم زمنا طويلا اذا بقينا على هذه الحال .
لااحد على الاطلاق يطالب الشعب العراقي بمزيد من التحمل ومزيد من الصبر ، لأنه لم يبقِ لديه اي شيء ليعطيه ، ورغم تجلده على مر عقود وعقود فأن الشعوب لاتسامح في هدر الكرامة والمال العام والفساد وافقارها على يد كائن من يكون والصبر على الظلم مذلة وشراكة مع الظالم في ترسيخ ظلمه وفساده والتاريخ العربي حافل بالظالمين والمفسدين والزبالة من الديكتاتوريات النتنه حد النخاع

* التصبيرة: تعني وجبة غذاء خفيفة ..وتعني تحمل اوتجلد ..وتصبيرة الغذاء اواللحوم يعني حفظها من العفن والتفسخ.

عباس داخل حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي