الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( غرك الجذاب ومحد صدكه )

حامد كعيد الجبوري

2011 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



تتحدث أمثالنا الشعبية الكثير ويقولون ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) ، و المثل الذي بأيدينا ( غرك الجذاب و محد صدكه ) ، و المثل يمكن أن أطبقه على حكومتنا الحالية ، ولنأخذ المثل ونشرحه لمن يجهله ، يقال أن هناك مجموعة من الشباب الأصدقاء يذهبون لترعة ماء كي يستحموا بها ، وفي كل مرة يكذب أحدهم على أصدقائه ويدعي مستغيثا أنه قد غرق ، فيهرعون لنجدته ، وحين وصولهم أليه وهو في الماء يسخر منهم ويقول لهم كنت أمازحكم ، حتى اعتادوا جميعا هذا المقلب الذي تكرر أكثر من مرة ، في أحد الأيام وهو يستحمون بتلك الترعة ناداهم صاحبهم ( ألحكولي والله أغركت ) ، ولأنه كثير الكذب لم يهرع أي أحد منهم لإنقاذه من موت محتم ، وهكذا فقد حياته بكذبة واحدة حقيقية ، واليوم وبعد انتهاء مهلة السيد المالكي لوزرائه طلع علينا الوزير الفلاني معددا منجزات وزارته ، بحيث عمل لنا وكما يقول المثل ( الهور مرك والبردي خواشيك ) ، وتحدث آخر من أنه أنجز ، وتعاقد ، وأمر ، ووضع أكثر من حجر أساس لمشروع عملاق ينقذ البلد مما هو فيه ، وآخر تحدث عن النفط ومشتقاته وأنجز ، و ، و ، والكل منا يعرف ان وزارة النفط تستورد الغاز المشغل لمحطات التوليد 2 مليون لتر من السعودية ، ومثلها من الكويت ، و3 مليون لتر من إيران ، وكلنا يرى تجمع السيارات التي تستخدم ( الكازوئيل ) يصطفون لساعات طويلة انتظار ما يسمى ( السره ) وهم يلعنون قدرهم أنهم عاشوا في العراق النفطي ، كل وزير ومسئول يتحدث وكما يقال ، ( أخذ زمط ) ، والغريب أن المستمع لهذا الحديث والمتحدث به يعرف تماما عدم دقته ، ولا يمكن ان يحقق حتى بأحلام هذه الحكومة غير المتخصصة ، ورب حديث سمعته من أحدهم وهو يروي لنا قصة حقيقية مع وزير الزراعة أيام حكومة فيصل الثاني ( رحمه الله ) أي قبل عام 1958 م ، ومفاد هذا الحديث أن السيد الوزير المهني - كوزراء هذه الأيام - دعى لمؤتمر قبيل موسم حصاد الحنطة والشعير ، وحضر مديري زراعة الألوية العراقية لبغداد ، وبدأ الوزير نقاشه مع أقل الألوية أنتاجا لمحصولي الحنطة والشعير وهي البصرة ، واعتياديا فأن مدير الزراعة لتلك المحافظة يزيد بعدد ( الدونمات ) المزروعة في لواءه ، وهكذا صعودا الى لواء الموصل ، قال الوزير لمدير زراعة الموصل وهو آخر المتحدثون ، أنت كم زرعت من ( الدونمات ) قمحا ؟ ، وكم من ( الدونمات ) شعيرا ؟ ، أجاب مدير زراعة الموصل وزيره قائلا ، يا سيادة الوزير نحن في لواء الموصل لم نستطع زراعة ( شبر واحد ) من الأرض لا لمحصول الحنطة ، ولا لمحصول الشعير ، ومعلوم أن لواء الموصل هو اللواء الأول في الإنتاج لهذين المحصولين ، ومعلوم أيضا أن العراق آنذاك كان من ضمن الدول المصدرة للمحصولين ، أستغرب الوزير من هذا الطرح وهو يعلم علم اليقين أن لواء الموصل قد زرع مئات ( الدونمات ) من هذين المحصولين ، قال الوزير ماذا تقول أني شاهدت بأم عيني الحقول الخضراء في الموصل ، أجاب مدير الزراعة لوزيره قائلا له ، سيدي الوزير لو جمعنا ( الدونمات ) التي زرعتها ألويتنا العراقية لهذين المحصولين فمعنى ذلك أنهم تجاوزوا كل المساحات التي تصلح للزراعة بأرقام أكبر ، فأين سنزرع نحن محصولنا سيادة الوزير ، وحين جمعت الأرقام كما قال مدير زراعة الموصل أتضح أن الكذابين قد زرعوا العراق أجمعه ، وتجاوزوه الى الحدود المجاورة ، و ( من هالمال حمل أجمال ) ، و( ما أشبه اليوم بالبارحه ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامثال
نبيل الربيعي ( 2011 / 6 / 8 - 17:11 )
تحية طيبة ابو طيف
لا اريد ان اطيل عليك لكن نسيت المثل القائل (يم حسين جنت ابوحدة صرت بثنين) آخر أخبار العراق الجديد بعد التغيير تناقلت هذا المثل وكالة اخبار طيطي الاخبارية ان امانة بغداد تسعى لانشاء نافورة الكترونية قرب كراج العلاوي شبيه بنافورة دبي الالكترونية بكلفة 5 مليون دولاروقد تسمروا المشاهدين لما صرح به يوم امس وزير الاشغال ووزير النفط ووزير الكهرباء الى ان تعب شيخ العشيرة وانهى الجلسة


2 - الامثال
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 6 / 8 - 17:31 )
الامثال كثيرة استاذ نبيل والمثل الذي قلته انت يم حسين ينطبق علينا بمعنى انا كنا مبتلون بصدام حسين المقبور والان تكرم الله علينا بالتغيير وجائنا ابنائنا المغتربون ولربما قادم الايام يحمي تحت طيه الكثير
شكرا لمرورك الصادق


3 - على نفس الوزن
عباس فاضل ( 2011 / 6 / 8 - 18:46 )
استاذي , فد يوم بزمن العصملي اكو واحد كلهه لمرته آني اليوم بهدلت الوالي ورزلته ولو ما ربعه يلحكوله جان سويته ثريد , الوالي سمع بالحجي كلهم للجندرمة جيبولي اياه لهالمشعول الصفحة خلي اادبه , الجندرمه جابو للجذاب , الوالي كله ولك انت بهدلتني ؟ كله مولاي يعني حته كدام نسوانه ما نزمط؟ واله الربع صارلهم 100 يوم ... وقعنه ... نفذنه ... استوردنه


4 - على نفس الوزن
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 6 / 8 - 21:09 )
جميل جدا استاذ عباس ولو كنت اعرفها لأضفتها لموضوعتي بس ملحوكه أنشاء الله
تحياتي


5 - تحياتي لك ياحقيبة الوطنية
علي عبد الستار العزاوي ( 2011 / 6 / 8 - 22:38 )
حينما يتحدثون يقولون صرفنا وصرفنا
لكن في الحقيقة لم يصرفوا سوى لموديلات الملابس وسيارات وتبديل الحماية الشخصية لمواكبة الحداثة في هيبة الباشا والطائفة والدين


6 - تحياتي لك ياحقيبة الوطنية
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 6 / 9 - 02:51 )
الاخ علي عبد الستار العزاوي
تحية طيبة
شكرا لاطلاقك علي بحقيبة الوطنية وكنت اتمنى عليك عدم اطلاقها لحين ان تأخذ قرارك حولها بكل جدية وموضوعية ، شكرا لمرورك الفاضل والطيب لموضوعتي وسلمت


7 - الف رحمه
زامل تايه ( 2011 / 9 / 12 - 15:46 )
الف رحمه على روحك وروح البطن الجابتك يامدير زراعة الموصل على هذه الشجاعه في الصراحه التي لوكان لتا مثلها لم نرى دكتاتورا ولا جاهل على كرسي
وين انحصل مثلك الف
وانته المثلك ماكو اثنين


8 - الف رحمة
حامد كعيد الجبوري ( 2011 / 9 / 12 - 20:52 )
شكرا لتعليقاتك الجميلة استاذ زامل تايه وسلمت

اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن