الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يتأخر المثقفون.. !

محمد المراكشي

2011 / 6 / 8
كتابات ساخرة


و أخيرا ، تحرك مثقفو المغرب ! أخيرا خرجوا فينا ببيان للديمقراطية ليذكرونا بالدور الطليعي للمثقف في أي حراك في البلد..
ظللنا ننتظر مثقيفينا طويلا كي يخرجوا فينا بما نطقته ألسنتهم الفصيحة ليذكرونا بانتظار حافلات النقل الحضري ! تنتظرها طويلا إلى أن ينقطع نفسك من التأفف ،و تركبها إن استطعت لأنها لا تحب انتظار بوزبال إلى ان يصعد بهدوء..فهي مسرعة في اتجاه ما !
الغريب هو أن مثقفينا الكثر أولئك قد أساؤوا كثيرا لإرثهم و تراكمهم الذي لا يعرفه إلا طلبة الكليات حين يشترون قصرا كتب مثقف أو صديق ! أساؤوا كثيرا لذاك الكم من المقالات التي لا تقرأ و الكتب التي بمجرد أن يوقع فيها المختبِر في آخر السنة لكي يضمن تحقق شعار" لكل طالب نسخة جديدة" ترمى في مزابل دور الطلبة !
أساؤوا لأنهم تأخروا طويلا عن الركب الذي قاده شباب لا من النخب القديمة و لا من باعة الكلمات..لا أفهم لماذا صدر كل هذا الكلام و البيان الذي لا يحتاج تبيينا بعد كل هذه الشهور ،و الأحداث و الثورات العظيمة في العالم العربي.. يلزم و الحال هذه أن يساق كل أولئك المثقفون إلى مركز لتحليل خلايا الأدمغة لعلهم يكتشفون كم التخلف عن الفهم و الاستيعاب !
مثقفونا في هذا البلد السعيد ملل و نحل ،لا علاقة لها بشؤون الثقافة في بابها الواسع ،لكنها تحمل ضغائن أشبه بعراك الحمام البلدي بين جيران بينهم حرب لا تنتهي ! يعود البعض فيها إلى سنوات الرصاص الثقافية حيث حرب الملاحق في جرائد الأمس أو حروب دور النشر و دور الشباب في أحسن حال !
لذلك ليس غريبا أن يؤكدوا على السبق"الثقافي" في تناول أجندة الإصلاح..مجموعة تدعي أنها أكثر قدرة على بلورة رؤية واضحة للتغيير المنشود و أخرى تسرد يوميات تناولها لنفس الأمر قبلها.. في حين لم يجرؤ أي منهما إلى تقليب الذات الهرمة المليئة بالسرد القديم والشعر الذي لا يفهمه أحد غير صاحبه و المقالات الخشبية و تاريخ المنعزلين عن المجتمع و حراكاته..
لا أحد في هذا البلد يعرف كل هؤلاء ،فهم منذ زمن كانوا و لازالوا حبيسي الأنا المتفخمة و الصالونات التي لا تملؤها إلا نفس الوجوه.. حبيسي الشال المطوق للعنق بعناية و البيرية الدالة على عالم الفن و الإبداع..في واجهته !
المثقف حسب ما أعرفه ،هو من يبدأ ،هو من يكون و يوجه ،لا من ينتظر إلى أن يجد نفسه وحيدا فيجمع هذا و ذاك ليوقع بيان أو بلاغا بعد فوات الأوان..
يظهر لي أنها طريقة إشهارية جديدة ،ففي المغرب حققت التعددية مبغاها في المثقفين فقط..إذ لدينا الكثير من الأسماء القديمة التي ترغب أن تكون "وزيرا جديدا للثقافة" من باب مساندة التغيير !..
أرجوكم ، لا تكونوا مثل حافلات النقل الحضري..فالناس تعودت على الاعتماد على السير دون حاجة إلى التأخر في الانتظار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي