الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل الوحيد

رحمن خضير عباس

2011 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الرجل الوحيد
حينما كانت السيدة توجان فيصل عضوا في البرلمان الأردني ,يتندر الأردنيون بقولهم : “انها الرجل الوحيد في البرلمان “,وذلك نكاية بالأغلبية الصامتة من الرجال وكناية عن الجرأة الى تميزت بها هذه المراة في طرح القضايا المطلبية للشعب الأردني . ويحق لنا كعراقيين ان نطلق على الناشطة العراقية هناء ادوار بانها الرجل الوحيد في
تلك القاعة التي ضمت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق في ندوة عقدتها وزارة حقوق الأنسان . لقد كانت كلمة المالكي في اطار ادانة منظمات حقوق الأنسان باعتبارها مخترقة من قبل قوى الأرهاب , مستفيدا من الأعترافات الأخيرة لعصابات ارهابية , تغلغل بعض افرادها في منظمات حقوق الأنسان .متناسيا ان الفساد الأداري الذي اصبح متفشيا في حكومته يجعل من هذا التغلغل ممكنا , في الجيش والشرطة والأستخبارات وادارة السجون وفي كل مفاصل الدولة ,وهذا يتعلق بتقسيم كعكة الوطن وفق مفهوم الحصة . وليس بمفهوم الهوية الوطنية والكفائة المهنية . لذالك ليس بمقدور المالكي او غيره ان يلّقن الناس عن ماهية حقوق الأنسان وعن فحوى الأرهاب , فالعراقيون يعرفون ذلك لأنهم اكتووا بنار انتهاك حقوق الأنسان منذ عقود , وبنارالأرهاب الذي اكل الأخضر واليابس ومازال يحصد العشرات من الأبرياء يوميا . ومسؤلية ذلك على المالكي وحكومته والتي اخضعها بعناد اسطوري على التمسك بالسلطة , واحتكار الوزارات الأمنية بيده , مما جعل الشعب العراقي يعيش مخاضا اليما, وهو يبحث عن الحلول لمشاكل كرستها صراعات الأحزاب الحاكمةوالتي اصبحت تتصارع على السلطة والنفوذ , وتحقيق اقصى المنافع في اقصى سرعة . لذا فقد انحدر الوضع السياسي الى الحضيض , وتنامت لدى الكثير من ابناء الشعب ان هذا النظام هو امتداد للعهد البائد , والفرق انه كان حزب البعث ينتهك الحقوق بحجة انه الحزب القائد . اما الآن فقد اصبحت القيادة والأنتهاك بيد احزاب وتيارات كانت تدعي المظلومية والورع والوطنية , ولكنها حينما استلمت السلطة , مارست نفس افعال العهد البائد وسكنت في نفس قصوره وضياعه ومارست نفس افعاله . بعد ان ادارت ظهرها لقواعدها من مختلف قطاعات الشعب والمجتمع , تاركة اياها فريسة لضنك العيش وانعدام الخدمات الأساسية والمتوفرة في افقر دول العالم . لقد طفح الكيل بابناء هذا الشعب , واراد ان يعبر عن مطالبه الطبيعية , متّخذا من ساحة التحرير برلمانا حقيقيا له بعد ان سحب الثقة المعنوية من البرلمان العراقي الذي تحول الى مصنع لأنتاج امراء المال والأثرياء الجدد. لقد كانت الديموقراطية معطى طبيعي لحرب وغزو وعراك حقيقي . ومن عباءة هذه المعطيات تشكلت الحكومة , وتشكلت الحقوق لأبناء الشعب في الأحتجاج والتظاهر والرفض لآدائها اذا لم يكن في المستوى المطلوب . لقد كانت صرخة السيدة هناء ادور بهذه الوجوه لاتمثل صرخة امرأة ارادت ان تعبر عن رفضها , بل تمثل اصوات الآلاف من ابناء الشعب الذين افزعهم هذا الأداء الحكومي الهزيل , والذي لم يتورع عن خنق الأصوات المحتجة . وكنا نعتقد بأن رئيس الوزراء سيستمع الى هذه المرأة الرائعة -على الأقل امام المبعوث الدولي لحقوق الأنسان-ولكنه جلس بكبرياء رافضا ان يتحدث اليها او ينظر الى الورقة التي حملتها. وبهذا فوّت على نفسه فرصة تاريخية كي يكون ديموقراطيا . اما السيدة فقد بقيت في القاعة كصوت قوي لايتلاشى – رغم اخراجها من تلك القاعة- كانت تمثل لنا املا بان فينا مثل هذه الوجوه والأصوات الساهرة والمتفاعلة مع قضايانا المطلبية . فتحية اكبار لهذه السيدة العراقية التي عكست حجم وفائها لوطن خذله الآخرون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم