الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرابين التوبة السياسية

حافظ آل بشارة

2011 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



لحد الآن لم يتعامل الشارع العراقي بجدية مع قضية المئة يوم وكيف بدأت وكيف انتهت فهي لا تعني أحدا ، يراها المواطن مجرد محطة آخرى من محطات الصراع السياسي بين القوى وليس له فيها ناقة ولا جمل ، توجد فجوة بين اهتمامات الناس واهتمامات الساسة ، يقول الناس ان الحسنة الوحيدة لمعركة المئة يوم انها فتحت ابواب الحديث عن ترشيق الحكومة واختصار وزاراتها الاثنتين والاربعين ، الحكومة مترهلة متورمة فقدت رشاقتها وصحتها ، ربما يجري توظيف معطيات المئة يوم لاجل تشكيل قناعات لدى جميع القوى بضرورة اختصار عدد الوزارات ، ثم العودة الى دراسة الاسباب التي ادت الى هذا التفريخ الوزاري غير المنضبط ، هناك تطبيقات خاطئة لمفهوم الشراكة الواسعة بنيت على اساس تقاليد جديدة لم يسمع بها أحد ، عندما احترمك واريد ان أحفظ لك حقوقك السياسية اعطيك وزارة هدية مني اليك لكي لا تزعل ! والشراكة الواسعة تعني البحث عن اصغر الاحزاب واعطاءه وزارة ، الساسة الطموحون يشكلون أحزابا عاجلة وهم حول مائدة النسكافا في المنطقة الخضراء وبعد انتهاء رشف فناجينهم المحلاة يعلنون مطالبتهم بوزارة لانهم كيان وطني محترم وله تاريخ نظالي عريض ، فيأتيهم جواب الموافقة مع تهنئة اخوية ، اما الاحزاب الكبيرة فكرامتها لاتسمح لها ان ترضى بوزارة واحدة او اثنتين مادامت حصة الحزب الصغير وزارة كاملة ! بهذا الكرم الحاتمي اصبحت الحكومة قاطرة منهكة ربطوا وراءها 42 فاركون ، لا يمكن انكار حب البشر للسلطة وتنازعهم شؤونها ، ولكن هناك خطوطا حمراء تفصل بين مصالح النخبة ومصالح الشعب تراعيها حتى الحكومات الفردية ، لذا قد تثير كلمة (ترشيق) مخاوف النخبة فتراها محاولة لسلب مكاسبها التي حصلت عليها ، يجب ان لا يكون الترشيق مجرد الغاء وزارات او دمجها بل يجب ان يسبقه تصحيح ثقافة الساسة والاحزاب والناس اجمعين على نطاق واسع وتشغيل المفاهيم الدستورية الاصيلة . من هو المسؤول عن تعويد المكونات السياسية والاجتماعية على ثقافة تقاسم الوزارات ؟! الاحترام المتبادل لا يبرر اهداء وزارة لجهة او شخص ، الوزارات ملك الشعب ومن يوزعها فقد اعطى ما لا يملك الى من لا يستحق ، فلتكن احدى اهم الممنوعات تسييس الوزارات وهي دوائر خدمة وكدح للناس ، اكثر الدول تطورا اليوم اقلها وزارات ، يجب اقناع الجميع بأن مراكز السلطة والتحكم ليست منحصرة في الوزارات ، ومهما بلغ حب الترؤس ببعض الناس فيجب ان لا يصل الى مرحلة يدفع فيها الشعب الثمن ، الديمقراطية وجدت لتفعيل سلطة الشعب على البلد وليس لتوفير غطاء لسلطة الافراد والاحزاب ، ابواب التوبة مفتوحة لمن ارتكبوا ذنب تشكيل هذه الحكومة ، يجب ان تبدأ التوبة النصوح بذبح بعض الوزارات قربانا ورفع الصوت بسياسة الترشيق ياعباد الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات