الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الأمريكية والإشهار المجاني

احمد مصارع

2004 / 11 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المقامرون على خيول السباق, ولتجنب اللعب بنقوده (خبط عشواء), ولكي يتجنبوا وضعية الرهان على جواد خاسر, نجد أنهم يتتابعون باهتمام (ببلوغرافيا) أحصنة السباق, ولا يكتفون بتصفح مجرد موجز, فإذا غامرت بسؤاله عن الحصان عنترة, فانه لن يعرف من أين يبدأ, لأنه بحاجة الى وقت طويل ليقص عليك أقل الحكايات عن السفر الطويل لبطولات عنترة .

لم تخمد تطلعات البشرية عبر التاريخ في البحث عن حياة أفضل, بل ومراقبة التطورات على الساحة الدولية, بحثا عن القيم الصالحة عند الشعوب المتقدمة, ومن تلك القيم الهامة, القيم الإنسانية وأشكال الحياة الديمقراطية, وهذه القيم التي تعكس في حقيقتها جوهر عملية التطور الإنساني, ولا تستطيع البلدان القوية و(العظمى ) احتكارها, ولا تستطيع ما كنتها الإعلامية الضخمة, فرض أفضليتها, عن سواها.

سويسرا مستقلة في عمق أوروبا تسعى للاتحاد, والفاتيكان دولة خارج المألوف السياسي والاجتماعي لظاهرة الدولة, وهناك دول غازية ووافدة من خارج القارة المختارة, وكل مقومات حضارتها تتلخص في إتقان كيفيات الابحارضد التيار, بل وبناء الجدران العازلة وذلك بعد عقود طويلة من زمن الحياة الحربة لولا قوة المعتقدات والقيم المعاكسة للتطور السلمي للحياة الإنسانية.

الانتخابات الأمريكية التي يراد منها تلميع الصورة الأمريكية وللدعاية لقيمها (الديمقراطية ) ولبيان القوة الخلفية للزعامة الأمريكية في قيادة العالم الحر, وهي دعاية بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فالناخب الأمريكي يريد من جهة حمايته من الإرهاب الدولي, ويريد كذلك من رئيسه أن يفرض الأسلوب الأمريكي على العالم بأسره في القضاء على الإرهاب, وهو أسلوب لم يعد متفقا عليه حتى مع الدول المتحالفة معه, إنه بعبارة أخرى يفرض نفسه مركزا دوليا وحيدا, في اتخاذ القرارات المنفردة, عن طريق الإملاء بالقوة وعن طريق استعراضات القوه.

البحث عن أمن أمريكا وهي القوة العظمى, لم يثر بنفس الدرجة في الانتخابات السويسرية مثلا, وربما يكون من المعقول والمفهوم حاجة مثل تلك الدولة الصغيرة للأمن القومي, والأمثلة كثيرة عن مثل تلك الدول.

الفيلم الأمريكي عن الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية ليس ديمقراطيا بالمرة, والقيم الحضارية للاجتماع الأمريكي واهية الى حد بعيد, بل وموغلة في الشكلانية الفجة, والمطلع على سجل الرؤساء المنتخبين يرى بوضوح تام, وصول عدد منهم بدون مؤهلات تعكس الخصائص الشخصية للرئيس الأمريكي المطلوب وذلك وفقا للدستور الأمريكي نفسه, وذلك منذ السبعينيات للقرن الماضي ومشاهده الفضائحية.
هل نجحت الآلة الإعلامية العملاقة في تزييف وعي الناخب الأمريكي, وربط إرادته, في الحث غير المنطقي لقارة أمريكية أمنة وحرب عشوائية على الإرهاب في قارات أخرى, وكأن المطلوب وجود أمريكا مستقر وسط عالم مضطرب.

نتمنى أن يتحقق الوعد الأمريكي المعلن لقيادة العالم نحو عالم ديمقراطي حر, ولكن مالا أتمناه هو كمواطن شرق أوسطي صغير, ألا يكون ذلك عن طريق حرب التدمير الشاملة, وأن لا تتحقق الصورة السريالية التي اقترحها عن مواطن شرق أوسطي صغير أو مكبر, يخرج لوحده من تحت الأنقاض والخرائب ليقوم بانتخاب نفسه بنفسه وبشكل حر وديمقراطي وفي عالم حر أكثر من المطلوب اللازم.

سوريا /الرقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #