الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب المياه .. الحرب القادمة / الجزء التاسع

رائدة الغرباوي

2011 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




حرب المياه ..الحرب القادمة
الجزء التاسع

الخاتمة
سوف يواجه العالم خطراً متنامياً ازاء هذه الصراعات الناشبة على الطعام والطاقة والمياه في السنوات القادمة.
وتحذر الدراسات المائية الحديثة، أنه مع حلول العام 2015، ستكون منطقة الشرق الأوسط على أبواب جفاف وتصحير ونقص كبير في مياه الشرب والري، الأمر الذي سينعكس سلباً على الصحة العامة والمناخ والبيئة والزراعة بشكل خاص. هذه الحال هي التي تجعل خبراء الماء والمال والحرب يجمعون على أن الشرق الأوسط سيكون منطقة نزاع كبرى حول المياه،
مشكلات المياه في العالم لا تنتهي والاحصاءات العالمية تعطينا أرقاما تنذر بخطورة الوضع الحالي ومن هذا المنطلق كان لا بد من البحث عن حلول لتلك المشكلات، وللعمل على تعويض الفقد المتزايد في مخزونات المياه الصالحة للشرب في العالم أجمع فكر المتخصصون في ايجاد حلول لتلك المشكلة بإدخال التكنولوجيا الحديثة التي قد تنقذ الكميات الكبيرة المهدرة من المياه في العالم خاصة ان كميات كبيرة من المياه في العالم تضيع بلا فائدة. والامر لا يقتصر على ذلك بل لا بد من تحسين وتطوير انظمة الري المعمول بها في العالم اجمع، وبناء المزيد من خزانات مياه الأمطار لأن ذلك يسهم في الحفاظ على منسوب المياه الجوفية باستمرار، لأن عملية الاستهلاك المستمر للمياه الجوفية تعد مدمرة للتربة.

أن الحل الأمثل لمشكلة المياه في منطقة الشرق الأوسط لا يكمن فقط في اعتماد دولها أنظمة إدارة محلية رشيدة والاستفادة من خبرات البلدان الأخرى، وإنما في تعاونها على بناء إدارة كهذه على المستوى الإقليمي. فمثل هذا التعاون لا يساعد فقط على تحسين جودة المياه والحفاظ على البيئة، وإنما على تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة وحل الخلافات السياسية. ومما يتطلبه بناء ادارة كهذه اتفاق الدول المذكورة على تقاسم الثروات المائية المشتركة
ومن الامورالتي قد تسهم في ايجاد حل لمشاكل المياه في العالم والشرق الاوسط هو الاتفاقيات الدولية للتوزيع العادل للمياه بين الدول المشتركة في مصدر واحد للمياه، فالاتفاقيات الحالية وأصبحت لا تصلح بل لا بد من البدء في تفاهمات جديدة لتقسيم الثروة المائية بين دول العالم بطريقة صحيحة وعادلة وتغليب لغة الحوار والتعاون من اجل الحد من التلوث في مجاري المياه واتفاقيات التنوع البيئي من خلال استكمال اتفاقيات التقاسم العادل والمنصف للمياه والمصادقة عليها لتدخل حيز التنفيذ. ويوجد ايضا عنصر مهم لا يمكن اغفاله عند الحديث عن حلول مشكلات نقص المياه الا وهو توعية الناس التوعية السليمة بطرق استهلاك المياه الصحيحة من خلال انشاء جمعيات ومؤسسات ترفع شعار الاستهلاك الرشيد للمياه، وهنا لا بد ان يكون لأية دولة دور اعلامي نشيط وبارز في حل تلك القضية. أما العنصر المهم ايضا في امكانية التصدي لمشكلات نقص المياه فهو محاولة زيادة استثمارات القطاع الخاص في مجال المياه في العالم أجمع. فمن خلال تلك الخطوة يمكن ان يتحسن مستوى جودة المياه كما ان القطاع الخاص سيستخدم تكنولوجيا أكثر تطورا قد تسهم في التقليل من الاهدار في مصادر المياه المتاحة حاليا.

اما عن الوضع في العراق فله خصوصية فكثيرة هي الامور التي تشعل فتيل الصراع هناك فإن الكارثة بدأت مأساوية وأثرت سلبا على الزراعة والإنسان، ويعاني الفلاحون في حوض النهرين معاناة كبيرة في الحفاظ على الممكن زراعيا كما إن صراع الفلاحين ومربي الجاموس وصيادي الطيور والأسماك وقاطعي القصب من أجل السيطرة والحصول على المياه سيؤدي إلى مواجهات وحرب داخلية على المياه وأن لتبدل القوى السياسية في العراق تأثير كبير على أزمة المياه.
فمعالجة ومواجهة نقص الموارد المائية في العراق....... لاتاتي من خلال ترشيد استهلاك المياه فقط بل باستغلال مياه شط العرب الناتجة من نهري دجلة والفرات والاستفادة منهما باكبر قدر ممكن قبل وصولها الى مياه الخليج وتوزيع الفائدة على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي الزراعية وايضا من خلال التوعية وطرق أدارة الموارد المائية منها أتباع أساليب للري مثل التنقيط وتطبيق نظام المراشنة ضمن المشاريع الاروائية وإزالة المخالفات والتجاوزات ضمن المشاريع الاروائية فضلا عن وضع الخطط الدقيقة لتشغيل منظومة السدود والخزانات للاستفادة القصوى من الخزين والوارد المتوقع في أشهر الصيف لضمان اجتياز الموسم بأقل الأضرار وتقليص بعض المساحات المروية للمواقع غير المجدية وتكثيف الحملات الإعلامية عن طريق وسائل الأعلام المختلفة من اجل ترشيد الاستهلاك والاستثمار العقلاني للمياه والحد من الهدر . كل هذه تساعد على تجنب العراق أن يكون ضمن مناطق التصحر والجفاف الذي من الممكن أن يتعرض له العراق في السنين القادمة.اضف الى ذلك اشراك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية لغرض ايجاد صيغة قانونية تلزم الدول المجاورة بالالتزام بالا عراف الدولية التي تعتمد اسلوب المشاركة والاستفادة من المياه بالنسبة لدول المصب . كما ان الحلول الكبرى والتي تحتاج الى ارادة سياسية تعتمد على مدى جدية الحكومات العراقية الحالية والقادمة والحل يبدأ اولا بالاعتراف بوجود المشكلة وعدم نكرانها ومجادلة الدارسين والباحثين واتهامهم بالمبالغة والتحريض بل الاستعانة بهم وبخبرات الدول الاخرى في هذا المجال ووضع حلول جذرية واستباقية واعتماد التكنولوجيا الحديثة والتي لم تكن بعيدة عن استعمالها في دول المنطقة ومنها دول الخليج التي استعانة بتحلية مياه البحر ولكن يمكن اضافة خطوات حضارية اكثر قبولا في الوقت الحالي وهي استخدام الطاقة البديلة ومنها الطاقة الشمسية لتشغيل محطات تحلية المياه بدلا من الاعتماد الكلي على النفط وبامكان اصحاب القرار استخدام هذا النوع من الطاقة الصديقة للبيئة لتوليد الطاقة الكهربائية وتوفيرها للعراقيين الذين لاتنطبق عليهم توصيات ترشيد الاستهلاك لانهم اصلا لم يتمتعوا لا بالمياه ولا بالكهرباء ولو بالحد الادنى لكل فرد . واخيرا ان لم تكن الحكومة العراقية قادرة على توفير مايحتاجه المواطن العراقي من الماء والكهرباء لتتركه لاصحاب الاختصاص والمستثمرين فان لم نتحدث عن طاقة النفط الموجودة
في العراق لنبني ونستثمر بالانسان العراقي وهو الطاقة التي لاتنضب ابدا وهذا يحيلنا الى العناية بالدراسة والبحث العلمي وايلاء الاهتمام بالعقول بدل تركها تهاجر او تغتال .

ليحفظ الله العراق وارض العراق واهل العراق من كل مكروه

المراجع
1: الدكتور ابراهيم خليل العلاف (مشكلة المياه والموارد المائية في الشرق الاوسط)
2: الدكتور ريان ذنون العباسي (سيناريوهات الحرب المائية في الشؤق الاوسط) دجلة والفرات نموذجا .
3: نبيل فارس (( حرب المياه في الصراع العربي- الإسرائيلي)) دار الاعتصام، القاهرة 1993 ص 73، 74.
4: حسن العبد الله (( الأمن المائي العربي)) مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث والتوثيق، بيروت 1992 ص 54، 55.
5: ظافر بن خضراءمعد (اسرائيل وحرب المياه القادمة) دمشق, دار كنعان للنشر 1998 .
6: د. محمد حافظ غانم (( مبادئ القانون الدولي لعام 1967)) دار الهدى، بيروت 1967 ص 235،23
7: عبد الله مرسى العقالي (( المياه بين خطر العجز ومخاطر التبعية)) مركز الحضارة العربية، الجيزة 1997ص 23، 24.
8: الدكتور عز الدين خيرو ( المعاهدات والاتفاقيات وبعض معطياتها ) ص 56 – 65 .
9: المؤتمر الدولي الثامن حول الأمن المائي العربي ، القاهرة – مجلة العرب العالمية (23/2/2000)
10: منى أسعد، المياه العربية والخطر الصهيوني، مجلة صامد الاقتصادي، العدد 125، ص 143.
11: – المؤتمر الدولي الثامن حول الأمن المائي العربي مجلة الأهرام الاقتصادي 21ـ2ـ2000 ع 2349. القاهرة.
12: عبد الحميد عزي بن حسن " تلوث المياه" ( مجلة معلومات دولية_ دمشق-1998) العدد56.
13: المياه بين تركيا وسورية،(تركيا،وزارة الخارجية، إدارة مجاري المياه الإقليمية والعابرة للحدود،1997 .
14: الحوار المتمدن نبراس المعموري العدد 2327 بتاريخ 29/ 6/ 2008
)ا 15: الدكتور حسن بكر ( حروب المياه في الشرق الاوسط الجديد
16:مركز الدراسات الفلسطينية (المياه في المخططات الصهيونية ) تقارير سياسية / دمشق .
- جريدة البيان الاماراتية الصادرة بتاريخ 15/12/1999
17:مؤتمر صحفي لوزير الموارد المائية العراقي /د. عبد اللطيف جمال رشيد / جريدة طريق الشعب الكاتب ماهر حميد.
18: جريدة ايلاف / العدد 2903 بتاريخ 28 – 8- 2004 / انهار المشرق العربي .
19: جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 23-8-2007 (تركيا وايران يمنعان توزيعا عادلا لمياه نهري دجلة والفرات)
20: جريدة الشرق الاوسط / العدد 8547 بتاريخ 23-4-2002 ( اوجه الصراع ) .
21: جريدة الشرق الاوسط / لطيف رشيد .
22: جريدة الاتحاد / بتاريخ 8-8-2007 نبراس المعموري ( بحوث ودراسات ).
23: جريدة المدى / مشاريع اروائية .
24: جريدة الحدث / 11-12-1999 (تسعير المياه العربية )
25: المجلة الاقتصادية / ميساء العلي / 5-7-2006 ( الادارة المتكاملة للمياه اساس للتنمية المستدامة في العراق) .
26: مجلة المعرفة / محمد مورو (الصراع على المياه في الشلاق الاوسط) مؤسسة المستقبل للدراسات والإعلام لثلاثاء - الموافق5/12/2006 م
27: موقع سوريا الغد / د. ثائر محمود رشيد ( مصادر المياه والصراع المستقبلي عليها) شباط 2009 .
28: الباحث مرتضى جمعة حسن ( دور المنظمات الدولية والمؤتمرات في التوعية باخطار نقص المياه) 22-4-1428 ه .
29: موقع الحوار المتمدن / العدد 2327 بتاريخ 29-6-2008 .
30 : موقع الراي 2-7-2007 (سيناريوهات الحرب المائية في الشرق الاوسط ) مصدر سبق ذكره ريان ذنون العباسي .
31: وكالة رويترز / 18-3-2009 ( استخدام الانهار بانانية يهدد الاستقرار السياسي ) الكسندرا هدسون .
32: منتدى الجامعة العربية / الجغرافية العامة / 19-4-2008 .
33: موقع بلاغ / 11-7-2008 ( موارد المياه وادارتها ) .
34: الموسوعة الحرة .
35: مركز الدراسات الاقليمية / الدكتور ريان ذنون العباسي / مصدر سبق ذكره.
36: موقع قنديل / مها النحاس ( المياه والحروب المنتظرة بتاريخ 24-1-2006 .
37: موقع الحوار المتمدن / العدد 939 بتاريخ 28-8-2004 منذ خدام ( المياه العربية : الازمة و المشكلات, والحلول .
38: موثع جسور / عماد سعيد لبد ( الصراع على مياه الشرق ) 29-2-2008 .
39: موقع مرافئ / طلحة جبريل ( حقوق الانسان ) اكتوبر 2005 .
40: موقع اليوم الالكتروني / مغاوري شلبي ( الامن المائي العربي .
41 : مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر / دمشق ( اقتصاديون يحذرون من الفقر المائي ) 19-4-2008 .
42: مجلة المياه / محمد رياض حمزة ( التطبيقات العلمية تقدم حلولا .
43: موقع عراقيات / الصراع على الموارد المائية / فاضل طلال القرشي بتاريخ 17-7-2007 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى لا نأكل سمك مسكوف
شروق سعد ( 2011 / 6 / 10 - 21:54 )
الأستاذ رائد الغرباوي
تحية طيبة
جزيل الشكر لمقالك الرائع لكنك وضعت الملح على الجراح ففي الوقت الذي على الحكومة العراقية أن تكون جادة للبحث عن مخرج لأزمة المياه في العراق والحلول ليست بالمعضلة بالنسبة لبلد مثل العراق فالحلول التي ذكرتها أغلبها كانت متبعة في عقود سابقة أضافة الى أن حركة بسيطة وجادة ضمن أروقة الأمم المتحدة ممكن أن تضع أيران وتركيا تحت طائلة الأخلال بأتفاقيات المياه الشتركة لأن هناك أنتهاك سافر وعلني لهذه الأتفاقيات لكن أذا كان العراق صامت والحكومة العراقية تغض النظر متعمدة من سيحرك قضية النظر في هذه الخروقات كما أن هناك خبرات عراقية لابأس بها في مجال مشاريع الري لانعلم ماهو مصيرها في رأي أن ترهق نفسك أستاذي الفاضل وتثير الشجون في هكذا بحوث لأن وعلى ما يبدو أن أولي الأمر في هذا البلد مصرين على تجفيفه (أحسن حتى لا نأكل سمك مسكوف)

اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش