الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيو الهيدلاينز !

محمد المراكشي

2011 / 6 / 10
كتابات ساخرة


حين تقف عند بائع الصحف ،فإنك تقرأ الهيدلاينز أولا ،و تجد نفسك منجذبا إلى عنوان عريض منها يثير اهتمامك او يثير فيك شغف المعرفة..لكننا في كثير من الأحيان مع صحفنا المغربية خصوصا لا ننجذب إلى اي هيدلاين لأنها مجرد أخبار بائتة !
ثقافة الهيدلاينز فكرة غريبة عجيبة و عبقرية ، الذي اخرجها للوجود عرف كيف يوصل الرغبة في القراءة .كم أنها تشبع من بعيد حب الاستطلاع و التطفل كذلك..لكنها فكرة فاشلة في بلادنا فأغلبنا يقرأ الهيدلاين فقط و ينصرف تاركا البائع مشدوها ،حتى أن بعض الباعة قد يكونوا اقترحوا أن تصدر الصحف دون عناوين و مغلفة بالبلاسيك المضبب !
ثقافتنا شفهية ، و مبنية على المعرفة الناقصة ،فذاك الذي يكتفي بقراءة العناوين ينصرف لأقرب مقهى أو رأس درب ليمارس لعبة العارف بجديد الأخبار و المواضيع ! و يستغل في ذلك جهل الآخرين و أحيانا مجرد حبهم لسماع الخبر فقط دون البحث عن قراءته !
من هنا تبدأ القصة العجيبة و الأسطورية ،فتتحول الحبة بقدرة قادر إلى قبة ،و ينتقل الخبر من الحديث عن حادث سير ضحيته بغلة ،إلى ولادة البغلة في قارعة الطريق !
هي ثقافة السماع ،ثقافة الشفهي التي تسكننا و تسكن العديد من نخبنا العظيمة بسياسييها و مثقفيها ونقابييها بل شعرائها و باحثيها الذين قد يكونوا سمعوا فقط عن ما يتبنونه من أفكار !
ليس غريبا إذن أن تقبل كثير من هيئاتـ(نا) السياسية العتيدة الضاربة في تاريخ البلاد عمقا أن تقبل بفن السماع الصوفي لهيدلاينز الدستور ! و ليس غريبا كذلك أن يخرج فينا هذا أو ذاك ليتحدث عن تقدم تاريخي في الدستور المرتقب الذي سمع عنه فقط !
أتعجب كثيرا و مثلي الكثير من الناس الذين يعنيهم الإصلاح الدستوري في المغرب من هؤلاء الذين يفاجؤوننا بالكلام عن أشياء سمعوا عنها دون أن يروها ،والأكثر عجبا أن يصدروا أحكامهم القيمة على مجرد عناوين و خطوط عريضة !
هم سياسيو الهيدلاينز الذين يتحدثون عن ديمقراطية الأحلام و أوراش الاصلاح التي يرونها و لا يراها غيرهم ،بل حتى عن جيوب المقاومة التي لا نعرف أين توجد في سراويل الوطن !
كما يفعل ذاك الذي ترك البائع مشدوها و قرأ فقط عناوين الجريدة ليحقق أناه المتضخمة أمام أصدقائه في رأس الدرب أو في المقهى ،يفعل سياسيو و أحزاب الهيدلاينز..فهم يفهمون الإشارات فقط ،و يعرفون ببواطن الأمور فقط من بوابة العناوين العريضة ! لا هم رأوا مسودة دستور و لا هم قادرون على بلع ألسنتهم إلى أن يصير بين أيديهم !
لو أن لجنة تعديل الدستور تفعل كما اقترح باعة الجرائد ،لكان أحسن من خرجات هؤلاء المستمعين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر