الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناع الدكتاتورية الجديد و مهامنا

المناضل-ة

2011 / 6 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


افتتاحية المناضل-ة عدد 38 (يونيو 2011)


قنـــاع الدكتاتورية الجديد و مهامنا

يمهد نظام الاستبداد طريق دستوره الجديد بدك عظام المعارضين بهراوة القمع، لدرجة القتل مرة أخرى كما جرى بمدينة اسفي.

أنزلت الدولة قوات البطش بالمتظاهرين، و معها آلة التضليل الإعلامي، بقصد تحطيم حركة 20 فبراير ومجمل الدينامية النضالية الجارية بالمغرب.

إنها أول مرة تجد الديكتاتورية نفسها بوجه خطر معارضة ميدانية يتجند في صفوفها مئات ألوف المغاربة الرافضين استمرار نظام القهر السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السائد. إن خطر 20 فبراير بالنسبة للحكم كامن في أنها تبلور سياسيا إرادة الرافضين للاستبداد الذين عبروا بنسبة عالية من مقاطعة الانتخابات، و بنضالات اجتماعية ما فتئت تتنامي في السنوات الأخيرة، عن سخطهم وتوقهم إلى حياة أفضل.

يُربك نزول الجماهير الشعبية إلى الشارع حسابات النظام، لا سيما أن خطاب الملك لم يوقف المظاهرات، بل اللاحق منها أكبر من السابق له. ويخشى المستبدون، خشيتهم الموت، أن تتعاظم الحركة وتنغرس شعبيا، بعد أن اعتادوا تدبير الوضع السياسي بتعاون قوى تدعي زورا النضال، وذلك بحصر أي معارضة في قنوات مؤسسية متحكم بها.

غاية النظام إدخال ترميمات طفيفة على آلية الحكم الفردي، بقصد تأمين استمرار السياسات ذاتها التي أغرقت، طيلة عقود، غالبية الشعب المغربي في الجهل و البؤس و التخلف، فيما أقلية مستحوذة على ثروات البلد بالنهب و بفرط استغلال العمال ومجمل الطبقات الشعبية.

يقف المغرب في مفترق طرق: إما استمرار الاستبداد و الاستغلال، أو التحرر و السير إلى الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة. في مفترق الطرق هذا تتواجه قوى النضال مع قوى الحفاظ على الوضع القائم، ويتوقف انتصار معسكر التحرر على تعزز حركة النضال الفبرايرية، و على التقائها بحركات النضال الأخرى: الحركة العمالية، وحركة النضال ضد البطالة بمكوناتها المتعددة، و حركة كادحي العالم القروي من فلاحين صغار و فقراء مطالبين بشروط حياة لائقة، وبحركة طلابية يتعين إخراجها من سباتها.

وجلي أن هذا التلاقي المطلوب سيرورة مديدة، يقع فيها على كاهل الثوريين واجب استنفار القوى بروح وحدوية بناءة، لأن اليسار الثوري بالمغرب لا ُيسهم بعد بكل قدراتها بفعل تشتته و ثقل رواسب ماضي الإخفاق. وما يزيد الطابع الملح لهذا الواجب المكانة التي لجماعة سياسية حاملة لمشروع سياسي-اجتماعي غير ديمقراطي في حركة 20 فبراير. فالتحالف الجاري معها لن يدوم في طور مقبل، طور ما بعد إسقاط الاستبداد، حين سـتُطرح مسألة البديل بكل تفاصيلها الجوهرية.

واجبنا في هذا الظرف الدقيق، ونحن على أبواب استفتاء الدستور الممنوح، وما يليه من انتخابات، أن نوحد جهود الثوريين في ممارسة ميدانية تتصدى للتضليل الرسمي و لحملات القمع. واجبنا الانخراط بكل قوانا في حملة سياسية لمقاطعة دستور الاستبداد الجديد، الذي يكفي لرفضه انه لم يوضع من طرف ممثلين للإرادة الشعبية، بل من خدام أوفياء للاستبداد. حملة سياسية صوب أوسع كادحي مغربنا لتنويرهم بحقيقة الصراع الجاري ومرامي أطرافه التي لها أساس طبقي في المقام الأول. و بمقدمة جبهات النضال تأتي الحركة النقابية التي يصر قادتها على تغييبها قسرا عن تطلعات الجماهير الشعبية المتجاوبة مع حركة 20 فبراير. فانخراط الطبقة العاملة في الكفاحات الجارية من اجل الديمقراطية سيضمن في الآن ذاته توطد الحركة وتجذرها أولا ، و ثانيا تغليب جانب القوى التحررية بوجه قوى برجوازية صغيرة رافضة للوضع القائم لكن من منظور رجعي.

اللحظة تاريخية بكل المقاييس، وكل تغليب لاعتبار غير توحيد فعل الثوريين إخلال بالواجب لا يُغتفر في ميزان مصلحة الطبقة العاملة و عامة الكادحين.

المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر