الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخول ألأردن و دول أخرى في مجلس ألتعاون ألخليجي

فرج الله عبد الحق

2011 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


طلعت علينا ألحكومة ألأردنية بخبر انضمام ألأردن إلى دول مجلس ألتعاون ألخليجي، هذا ألإعلان جاء في ظروف ألتغيرات ألحاصلة في ألشرق ألأوسط و على رأسها مصر و تونس.

لم أكن أنوي ألكتابة في هذا ألموضوع لقناعتي بأن مجريات ألأحداث في ألأردن تهم ألشعب ألأردني،وهو لا يحتاج لمن ينُظر علية أو يفتي بالنيابة عنة، كما إن للأردنيين أحزابهم و قواهم ألوطنية ألمسئولة ، لكن هذا ألجدل ألدائر على ألشبكة ألعنكبوتيه بين مؤيدين و معارضين هذه ألخطوة دفعني لكتابة مقالي هذا.

مؤيدي انضمام ألأردن يؤكدون أن هذا الإنضمام يعطي للأردن و ألأردنيين حقوقاً كبيرة أهمها حق ألتنقل بحرية بين دول ألخليج و ألأردن، كذلك حق ألأردنيين للعمل في دول مجلس ألتعاون ألخليجي،مستخدمين في ذلك شتى ألتبريرات كشعارات حركة ألقوميين ألعرب في ألخمسينات و شعارات طهارة ألخليج من ألصفوية وغيرها من ألشعارات ألمقززة. وقد وصلت ألأمور بما يسمون نفسهم مثقفين إلى حد ألتعرض إلى ألشرف.

أما معارضي هذه ألخطوة فهم يعبرون عن خوفهم من ألمؤامرات ألمحاكة للمنطقة و ما هو ألمطلوب من ألأردن فعله في هذه ألمرحلة.

لماذا هذا ألحوار في هذه ألمرحلة، وهذه ألهجة في هذا ألحوار؟

حتى نفهم هذا الحوار يجب علينا أن نقرأ ونتفهم منطلقاته و أبعاده، فمن جهة ألقوى ألرافضة تعي أن هناك مخطط في ألمنطقة لكنها لم ترى حجمه و أبعاده. ألمخطط ألمرسوم أليوم يعتمد بالأساس على:

أولاً: استخدام كافة ألقوى ألمعادية للشعوب من أجل ضرب تطلعاتها و أحلامها بالتغير إلى ألأحسن. من ألواضح أن ألرجعية في كل دولة على حدا لا تستطيع في هذه ألمرحلة ألسيطرة على شعوبها،و أن زمن ألقصف بالمدفعية و ألدبابات كما حصل في ألأردن في سبعينيات ألقرن ألماضي، و زمن ألتدخل ألمباشر كما حصل في لبنان في خمسينيات ألقرن ألماضي و ألغزوات كغزو ألعراق قد ولى، ومن ألواجب استحداث آليات جديدة للسيطرة على مقدرات ألشعوب،مصيرها و قرارها.

ً
ثانيا إن ألتحولات ألتاريخية ألحاصلة في ألدول ألعربية و أخص بالذكر مصر و تونس قد أرعب ألرجعية ألعربية كذلك ألأردنية حيث أن ألأردن دولة مؤهله و مرشحة للتغير. إن ألتركيبة ألاجتماعية في ألأردن لم و لن تتحمل ألضغوطات الإقتصادية ألتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً باتفاقات سياسية معقودة مع إسرائيل،و إن فقدان ألأردن لجزء من سيادته عبر اتقاق وادي عربة دون أن يشعر ألمواطن ألأردني بتحسن في حياته ألمعيشية- كما زعم ألنظام حينها- قد فاقم ألأمور بشكل كبير، كل هذا كان بمثابة إنذار للحكومة ألأردنية.

إن ألسلطة ألحاكمة في ألأردن لا تريد ألتخلي عن إقطاعيتها، ولم يعد من ألممكن إستخدام سياسة ألتفرقة بين جناحي ألشعب ألأردني، حيث أن مرحلة ألعصبية قد مزقها ألفقر و ألجوع المشترك في ألأردن، و جيل أليوم لا يعرف سوى في ألكتب ألدراسية و بشكل مغلوط عن ما حصل عام 1970.

كذلك يرى هذا ألشعب مدى ألفساد و ألمحسوبية ألمتجذره حتى ألعظم، أصبح ألفساد مؤسسه برأس و أذرع، مثل ألحية في ألمثلوجية ألإغريقية كلما قطعت رأس ظهر رؤوس أخرى، و أذرع مثل الأخطبوت، و ألأدهى أن المجني عليه يحاسب أما ألجاني فيُخلى سبيله، و تأثير ألفساد يقع على كافة قطاعات ألشعب بما فيها ألجيش، لذلك أصبح من ألصعب ألزج به في معركة يكون فيها مواجهاً ل إخوته و أبناء عمومته سواء كان مدنياً،قروياً او بدوياً.

ثالثا من متابعتنا لما حصل في ألبحرين نرى أن عدم مقدرة ألنظام ألسيطرة على ألأرض - رغم إستخدامة للقوات ألمسلحة ألبحرينية- وضعه في مأزق كان ألخروج منه دون أي تنازل مستحيلاً،لذلك قررت ألرجعية ألمحلية و ألعربية مدعومة من ألولايات ألمتحدة تدخل دول مجلس ألتعاون ألخليجي من أجل قمع ألحراك ألجماهيري في هذه ألدولة ألخليجية من أجل حسم ألصراع.

هذا أعطى ألنظام ألأردني مخرجاً يستخدمه حين يصل ألصراع بينه و بين شعبه إلى مرحلة ألحسم،
تلعب ألدول ألخليجية دور ألشرطي في ألأردن.

أما وجهة نظر ألقوى ألمؤيدة لدخول ألأردن هذا ألمجلس فهي:

أولا استخدام هذه ألقوى شعارات ألقوميين ألعرب بالوحدة ألعربية، قائلين بأن آمال شعوبنا تتحقق من خلال ألوحدة مهما كان شكلها، متناسين أن ألتجارب ألوحدوية ألتي فشلت، وكم دفعت ألشعوب ثمن هذا ألفشل. أو ألتحرك من عمان إلى ألرياض مثلاً دون عوائق أو... أو... أو... كأن ألمسائله هي زيارة ودية من جبل عمان إلى ألوحدات، متناسين أن زيارتهم هذه مكلفة.

ثانيا ألحديث عن فتح فرص ألعمل في دول ألخليج،و إمكانية تنقل ألعمالة بحرية حديث جيد، هذا إذا سمحت له ظروف ألحياة في ألأردن لقبول راتب ألعمال ألأسيويين، أو غيرهم من ألشعوب ألفقيرة.

ثالثا خلق أعداء وهميين لشعوب ألمنطقة، مثل ألخطر ألإيراني أو ألشيعي أو.. أو.. متناسين ألتناقض ألرئيسي على ألصعيد الإجتماعي بين رأس ألمال و ألطبقة ألعاملة، بين ألبرجوازية و ألكادحين، و على ألصعيد ألسياسي تناقض بين شعوب أمتنا ألعربية من جهة و ألإمبريالية و ألصهيونية من جهة أخرى.

إن أسوء تبرير لدعم هذه ألخطوة هو ألتبرير ألمذهبي ألقائل بأن عدو ألخليج و ألعرب هو ألمد ألإيراني و ألشيعي، و أن ألخطر على ألمنطقة يأتي من ألشرق،و إن ألطريق إلى ألقدس تمر من طهران، و إنه من ألواجب علينا مواجه إيران. كلام يذكرنا بحرب صدام على إيران، و بالثمن ألذي دفعة شعبا ألدولتين في هذه ألمذبحة.

بعد هذه ألمناقشة ألسريعة للمعطيات نرى أن ألهم ألأكبر للرجعية هو ألمحافظة على مواقعها و تعطيل أي تحرك شعبي مطلبي و سياسي، معادي للمخططات ألمرسومة للمنطقة. و أن ألقوى ألذاتية للرجعية لن تصمد أمام نمو و نهوض الحركة الجماهيرية، كذالك إن تجربة ألتدخل ألمباشر من قبل أمريكا و حلف ألناتو في ألعراق و أفغانستان أثبتت أن هذا ألتدخل مكلف على كافة ألأصعدة اقتصادية كانت أم عسكرية أم إعلامية، وأنه تدخل مرفوض من قبل شعوب ألمنطقة والعالم، و أصبحت هذه ألتدخلات غير مبررة و مرفوضة لدى ألشعب ألأمريكيً.

رغم أن إسرائيل بنيت لمثل هذه ألمهمات فإن استخدامها لهذه ألمهمة غير ممكن لرفض ألشعوب ألعربية مبدأ ألتعامل معها بصفتها دولة محتلة للأراضي ألعربية ناهيك كونها جسم غريب في ألمنطقة.


لقد كان و ما زال ألمخطط لدور ألجيش ألأردني أن يكون ظهير حماية للرجعية ألعربية، و ما أحداث ألحرم ألمكي في ألقرن ألماضي إلا دليل واضح لهذا ألدور، وبما أن وجود هذا ألجيش في ألخليج يسهل و يسرع من تنفيذ مهامه ألقمعية -كأن دوره ألمبني من أجله هو حماية شيوخ ألهم و ألغم-، وبما أن كوادر هذا ألجيش هي موجودة فعلاً في دول ألخليج على أشكال مختلفة إعارة أو تعاقد، وجد ساسة ألمنطقة أنة يكون أسهل عليهم و أقل تكلفة على أسيادهم استخدام هذا ألجيش للحفاظ على عروشهم.

إن ألمخططات ألإمبريالية في ألمنطقة و على رأسها مخطط ألشرق ألأوسط ألجديد"ألكبير" يصطدم بشعوب ألمنطقة وقواها ألوطنية ألتقدمية، لذلك وجدت نظرية ضرب ألشعوب ببعضها ألبعض (فرق تسد).

و بما أن صلات ألأردنيين مع شعوب دول ألخليج تختلف عن صلات شعوب ألخليج ببعضها ألبعض، لذالك إن استخدام ألجيش ألأردني لا يؤثر على ألنسيج الإجتماعي ألخليجي، ويصبح ألقمع مسألة روتينية ، سهلة و غير مكلفة اجتماعيا. هذا يعمل في ألاتجاهين.

إن ألوضع ألسيئ على الصعيدين الاقتصادي و ألسياسي في ألأردن يحتم على ألسلطة أن تدخل في تحالفات قوية فوق ألعادة مع ألرجعية ألعربية، لذلك إن ألمصلحة مشتركة، أبيع لكم ألحماية مقابل حمايتي عند ألحاجة كما حصل في البحرين، هذا بالإضافة إلى دعم مالي. لو كان هذا ألدعم يصل إلى جيوب ألكادحين يكون هناك مبرر لهذه ألصفقة، أما أن يكون هذا ألشعب خادماً لشيوخ ألهم و ألغم،و أن يقبض ألثمن من لا يملك ألحق و أن تمتلئ ارصدة ألأغنياء على حساب ألكادحين هو أمر لم و لن يكون مقبولاً من شعبٍ مناضلٍ مثل ألشعب ألأردني.

أكرر ما كتبته في بداية هذا ألمقال - ألشعب ألأردني و قواه ألوطنية لا يحتاجوا لمُنظرين و أولياء عليهم- سيجدون ألحلول ألجذرية ألتي تخدم مصلحة ألأردن و ألأردنيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور