الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سود شراشفنا

رحاب ضاهر

2004 / 11 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لو كان يعلم صفي الدين الحلي الي أي ردى ستصل بنا الوقائع وعلى أي حبل غسيل سترفرف صنائعنا لكان امتشق سيفه وقطع لسانه قبل أن تصبح قصيدته الشهيرة شعار للإعلان عن مسحوق غسيل !!
سلي الرماح العوالي عن معالينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
بيض صنائعنا،سود وقائعنا خضر مرابعنا ، حمر مواضينا
هذه القصيدة التي كانت في فترة من الفترات شعارا للفخر والنصر ورمز لألوان علم الوحدة العربية ( ابيض –اسود – اخضر – احمر ) والذي اصبح فيما بعد اسود فقط من كثرة الهباب والخيبات والنكسات "والوكسات " والنكشات ، و مرابعنا احتلت وتصحرت من كثرة المقالع والكسارات "والزنزانات" وصدأت المواضي لعدم وجود من يستخدمها ولم يبقى لنا سوى شرشف اليسا راية بيضاء ترفرف فوق النهود والأرداف واصبح الوطن " حبل غسيل " كما قال محمود درويش أفلا يتحول الإبداع العربي الي مسحوق غسيل يزيل البقع ويصلح لجميع الغسالات التي تعبا من أعلى
ومن اسفل سافلين!!
ها هو مسحوق الغسيل" زمزم" (الإبداع العربي ) كما ورد في الإعلان يأتي بالفرج فيعيد للثقافة العربية بياضها الناصع وللشعر ألوانه الزاهية ويزيل البقع العنيدة عن نصيف "المتجردة " التي سقط منها ولم ترد إسقاطه فتلطخ بالوحل و ليعيد احمد مطر غسل أو شطف أو نقع أو "بل" قصيدته التي عارض بها صفي الدين:
سلوا بيوت الغواني عن مخازينا واستشهدوا الغرب هل خاب الرجا فينا
بيض بيارقنا ، سود صنائعنا خضر موائدنا ، حمر ليالينا
فحمر الليالي تحتاج لغسل الشراشف كل ليلة ومسحوق الغسيل "زمزم" صنع خصيصا ليقضي على البقع الليلية السوادء عن شراشف الأمة و ليزيل ويستأصل الهزيمة من جذورها ليعيد لصنائعنا بياضها (المهفهف) وننشرها على حبل الغسيل بكل فخروا جلال بجوار جواربنا وملابسنا الداخلية !!
"زمزم" اسم لمسحوق غسيل عربي الصنع وسائل لجلي الصحون يروج له بقصيدة صفي الدين .
ماذا لو كان المسحوق يحمل نفس الاسم وصناعة أوروبية أو أمريكية !! لكانت هبت الشراشف العربية غاضبة مرفرفة هاتفة ( وين الملايين الدم العربي وين ) و أحرقت الإعلام "الشراشف " الأمريكية والإسرائيلية وبدأ الزعيق والنفير عبر الفضائيات عن حملة صليبية للمساس بالشعائر الإسلامية ولطالعنا أسامة بن لادن بخطاب يقسم فيه العالم إلى "فسطاطين" (شرشفين) ويدمر برجين، ويخصص فيصل القاسم حلقة من الاتجاه المعاكس تدور رحاها حول ما إذا كانت تريد أمريكيا غسل العرب عن بكرة أبيهم !!!!!!!!! وتنشر الجزيرة على منبرها آلاف الشراشف العربية الغيورة والمستنكرة والشاجبة والرافضة والمبقعة والمطبعة والمرقعة والمبللة وتتضامن معنا أليسا بشرشفها الوحيد فتتبرع به للمعتصمين أمام مبنى الأمم المتحدة .
إذا كان وضع الإبداع العربي على هذا الحال فلا نستغرب غدا من دواء فعال لتنظيف المراحيض وإزالة الصدا يكون شعاره قصيدة أبو تمام :
بيض الصفائح ، لاسود الصحائف ، في
متونهن جلاء الشك والريب
مع صور لمراحيضنا الصدئة ومغاسلنا الطافحة وأبو تمام منهمك في تلميع عمورية. والخيل والليل والبيداء والفلاش والكلوركس تعرفني وكل مسحوق غسيل والإبداع العربي بألف عبوة وحجم ونوع من معجون أسنان الي ورق تواليت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل