الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل ! 1 من 2

ثامر قلو

2004 / 11 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لنعترف بأن الوضع في العراق خطير على أبناء الشعب العراقي عامة , وخطير جدا على المسيحيين خاصة, وهو يتفاقم ويسير نحو الاسوأ يوما بعد أخر , بل أنه يكاد يدنوا من شفا كارثة حقيقية لا يحمد عاقبتها أحد في المنظور من الايام .. فمن يدري ! ؟

لنعترف , ورغم مرارة هذا الاعتراف بأن الكيان العراقي , وهو دولة العراق , وشعب العراق متمثلا بكل فسيفساءه الدينية والعرقية , بات يكتنف مصيره ومستقبله غموض كبير , لم يسبق له مثيل منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وما تلاه أبدا !

لنعترف وهي حقيقة , ان اقامة النظام الديمقراطي الحقيقي في الدولة العراقية المنشودة , الذي يكفل الحقوق الاساسية للمواطن , اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا ودينيا , بات حلما بعيد المنال ان لم يكن ترها من الترهات !

هذا كله وغيره كثير لا يحصى ولا يعد يجري أمام الملأ , كأنه حلم أو حقيقة , فهما سيان , نتلمس حيثيات الحلم , ونتوجس عواقب هذه الحقائق وتبعاتها , على العراق كدولة , وعلى العراقيين كشعب في العين ذاته .

نقولها صراحة , أن العراق سائر نحو أفق مجهول لا يمكن التكهن بتبعاته وهي صراحة مريرة , تولد الغيم والقيظ في قلوب محبيه وعاشقي ترابه والمضحين في سبيل غدا أفضل لشعبه, لكنها الحقيقة عينها التي ينبغي أن لا توارى , فمن يرى خلافها وهم كثيرون وطيبون , لا يستحقون سوى التثمين والاجلال , لتفاءلهم او لتوهمهم وهما صارا سيان أيضا !

أربعة سيناريوهات مرشحة للحدوث والتطبيق في العراق بعد مرحلة الانتخابات , الذي بات زمن اجراءها قريبا جدا, أحلاهما مر بالنسبة للمسيحيين, ولا يجد المراقب المنصف كثير عناء في تلمس واستشفاء بيناتهم .

السيناريو الاول هو أن تفوز القائمة الاسلامية المكونة من الاحزاب الشيعية مدعومة بقطاعات كبيرة من الاصولية السنية , بما فيها الحزب الاسلامي العراقي الذي ينشر فوضاه الاسلامية في مدينة الموصل وتوابعها , بعد تزكية ومباركة من السيستاني طبعا فضلا عن الدول الاقليمية مثل ايران ودول الخلجان ومنظماتهم الخيرية , وهي منظمات كريمة تنعم بالسخاء في هذه الامور, ما يعني أن قطيعة ستحدث بين المسيحيين وبلدهم الاصيل العراق, قطيعة مريرة , يرغم المسيحيون على اجترارها وهي ترك العراق والبحث عن اماكن اخرى أو دول اخرى تمهد سبلا أفضل أمامهم للاستقرار , وخروج المسيحيين هو شفاء زميم بالنسبة لغلبة من مناصري هذا التيار , ولن تنطلي تبجحات مزوقة يطلقها هذا المرجع أو ذاك المتنفذ منهم لطمئنة المسيحيين لان تجربة سنة وبضعة أشهر التي اقبلت على سقوط النظام , تكشف كل شي , هذا ان تجاوزنا الاستشفاء بتجارب دول تنهج ذات الفلسفة العقيمة في الحياة , وهي تجارب عديدة مازالت ماثلة للعيان .

السيناريو الثاني هو ان تنجح القوى الديمقراطية مدعومة بقوى الشعب الكردي والمسيحيون والمرأة والعلمانيون بكل اتجاهاتهم من الذين يتوجسون مخاطر تشكيل حكومة دينية في العراق على مستقبلهم , وعلى مستقبل الدولة العراقية في الوقت نفسه, وهو سيناريو يحتمل حدوثه بقوة ان جرت الانتخابات بشفافية , ورغم مدلولاته الايجابية على المستوى البعيد بالنسبة للشعب العراقي عامة , الا ان المسيحيين سيدفعون ثمنا مضاعفا في حال حدوثه للعديد من الاسباب , من بينها أن استتباب الامن والاستقرار يتطلب وقت طويل وحزم شديد , وهو ما ستفتقر له الحكومة الفتية المشكلة في حينها , أي بمعنى أخر أن الرعاع من المتطرفين مدفوعين بقوى اسلامية عديدة لا يتوانون عن المحاولة في اجهاض بناء التجربة الديمقراطية في العراق , عندما يرون أن حلمهم في اقامة مجتمع ديني خاب , مما سيطال انتقامهم الحلقات الضعيفة في المجتمع وهي المرأة والمسيحيين , ما يعني أيضا أن المسيحيين , لا ياتمنون على حياتهم في ظل وجود عصابات وقوى متطرفة , تنال من حياتهم وطمأنينتهم كل يوم , وهو بالتالي, انهم سيدفعون للنزوح من مناطق عديدة هربا بجلودهم , على الاقل للحفاظ على حياتهم , من شرور هذه العصابات , التي تغذي منابع العنف لديهم ومباركته قوى دينية عليا متنفذة , أو رجال دين لهم سطوتهم ونفوذهم في الشارع العراقي حاليا .

السيناريو الثالث هو أن يتم تشكيل حكومة ائتلافية , تشارك فيها القوى الرئيسية وهو احتمال وارد جدا لان كثيرين يرون فيه كمبادرة توفيقية تتطلبها المرحلة الانتقالية , وهو تحليل هش لا يستند الى أي حجة عقلانية , لانه سيطيل الفوضى العراقية الى أجل غير مسمى , وما يهمنا الان وضع المسيحيون حياله , وحتى نختصر الكلام في شأنه لكم أن تتخيلوا ساعتها حكومة علاوي , وهي تحكم من جديد , فهل وفرت الحماية للمسيحيين , وهل هي قادرة على توفيرها حقا في ظل وجود قوى متنفذة عديدة مختلفة الاهواء والمطامح في الحكومة , اي بضعة حكومات تزاول الحكم وتقاسمه في نفس الوقت .

السيناريو الرابع , هو أن تتلاشى الدولة العراقية ويعلن الاكراد استقلالهم , ويشرعوا بالهجوم على مدينة كركوك , والشيعة أيضا يسيطرون على الوسط والجنوب , والسنة على المثلث السني , ما معناه أن مجازر جماعية سترتكب بحق المسيحيين , ان لم تكن فرمانا جديدا يعيد للاذهان فرمانات اوائل القرن الماضي . ويجب أن نعترف بأن هذا السيناريو هو أبعد السيناريوهات المتوقع حدوثها في العراق الا أن أمره غير مستبعد أبدا .

لا غير هذه السيناريوهات مرشحة للحدوث في العراق, وهي جميعها لا توفر المأوى الامين للمسيحيين , ولا طمأنتهم على مزاولة حياتهم بشكل طبيعي , أو معقول على الاقل .الامر الذي يعني ان دراسة مستقبل الشعب الكلدوأشوري في العراق وهم مسيحيون صار ضرورة لا تقبل التأجيل , لان المسألة مرتبطة بمصير شعب , وليس بضعة أشخاص يمكن غض النظر عن ملابسات التعرض لهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وتعليق العمل بعدد من مواد


.. تسلسل زمني لأبرز الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. فما هي أ




.. دولة الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو بشأن المشاركة في إدارة قط


.. عبر الخريطة التفاعلية.. لماذا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ال




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في رفح جنوب قطاع غزة