الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا هناء أدور......

جواد وادي

2011 / 6 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كلنا هناء أدور......
هناء أدور رمز عراقي أصيل
جواد وادي
يوما بعد يوم تتكشف دونية الوضع السياسي وفساد أقطابه الذين فضحتهم أحداث العراق المتلاحقة لتزيل النقاب عن المستور من يافطات وإدعاءات ولعلعة فضائيات ونفاق وبهتان وتسويف وتزوير للحقائق لتتكشف الأشياء بشكل تلقائي ودون تدخل مقصود أو غير مقصود إنما رائحة الفساد وتردي الوضع بكل مكوناته أخذت بالانتشار لتزكم الأنوف وتلوث البيئة السياسية برمتها من أحزاب إلى منتمين لها إلى وزراء فاسدين وموظفين فاحت عفونة أفعالهم إلى ممارسات يندى لها جبين من هو شريف ومن بقي من الأنقياء رغم قلتهم لأن العراقي الأصيل لا يرضى أن يعمل في هكذا وضع فاسد ومتعفن من أسمى موقع لأدنى وظيفة والقبول بتواصل العمل يعني الصمت وبالتالي القبول بما يحصل من فساد وتدني خطير في مفاصل حياة الناس بكل بلاويها وخرابها.
لا أعرف كيف لملاحق من وضع فاشي سابق كما يدعي أن يتغير بين لحظة وسواها ليتحول هو نفسه إلى طاغية إن لم يكن أنه مدعي وكاذب ولم يكن سوى شريك في نظام الطاغية المنهار ويمارس إزدواجية العمل وخيانة المواقف وهذا النوع أخطر بكثير من فاشست صدام.
معالم الوضع في العراق بانية للعيان ولا تحتاج إلى أدنى إثبات أن الوضع في أخطر مراحله من حيث الفساد وتناميه وعلى أيدي أحزاب تدعي الوطنية والنضال ومقاومة نظام صدام وهي غارقة الآن في الفساد من رأس السلطة حتى آخر متسكع على هبات هذه الأحزاب وما أكثرهم من متزلفين ومنتفعين وناهبي لقمة العراقيين المنكوبين من منعدمي الضمائر والقيم.
ما قامت به الناشطة الحقوقية والجمعوية هناء أدور كان عملا وطنيا بطوليا بامتياز كونها اقتحمت صمت المرائين لتفضح المستور وبوقت حرج لهم ومناسب لكشف الحقيقة فكانت الصدمة لرئيس الوزراء الذي تصرف بإحتقار شديد وسلوك لا ينم على كياسة مسؤول ينبغي لأن يتلقى الموقف بكثير من الإحترام والرصانة والتقدير لسيدة معروفة بمواقفها الوطنية المشهود بها فشتان بين المالكي وهناء أدور وكلاهما كانا يناضلان ضد نظام البعث وها هي الصورة توضح نفاق الأول وصدق المنتفضة ضد التردي الأخلاقي للوضع السياسي ممثلا بالمسؤول الأول.
كان السيد إد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أكثر لياقة وأدبا حين إستلم البوستر الإحتجاجي من السيدة أدور أما السيد المالكي فرفض تسلمه وأبعده بخبث وكأنه يبعد ميكروبا فكان المشهد معيبا ولا يليق برجل يدعي الكياسة والتعقل وهو بهذا الموقف من التطير والامتهان لسيدة فاضلة .
السيدة هناء أدور لم تفتعل الحدث ولم تلفق موضوعا بل هي إحتجت بطريقة قانونية ومشروعة لوضع شائن يحدث يوميا في العراق من إنتهاك لحقوق الإنسان وكانت المناسبة هو ملتقى عن حقوق الإنسان فلماذا الرفض لهذا الموقف الحضاري المعبر عن الاحتجاج لشطط يقع يوميا وتباركه سلطة المالكي وبطانته المنتفعة من اللصوص والفاسدين وخصوصا اعتقال الشباب الأربعة وهم لم يفعلوا شيئا سوى المطالبة بحق طبيعي ؟
إنه لأمر غريب أن يحدث مثل هذا السلوك المرفوض من المسؤول الأول في السلطة فماذا يفعل إذن من هم أدنى منه مسؤولية وسطوة؟
كان المشهد فاضحا وتراجيديا ولا يحتاج إلى مواربة أو طمس للحقائق، أنا شخصيا تقززت من موقف السيد المالكي الذي كنت يوما ما قد أشدت بمواقفه لفرض سلطة القانون وعليه أعلن براءتي مما كتبت عنه لأن الموقف الأخير ومواقف عدة بينت أن الرجل أخذته حرارة الحب للسلطة وقوة الجذب للكرسي اللعين وبدأنا نلحظ تحولا في خطابه وسلوكه يشوبهما التشنج وضيق الصدر وعدم قبول الرأي الآخر وهذه بداية الانحدار لحضيض السلطة وسطوتها السحرية الماكرة حين تنزع المرء من واقع وتنقله لوضع هو بداية نفق الضياع وغير المعروفة نتائجه وهي يقينا نتائج كارثية إن لم يتدارك وضعه وينتبه لنفسه قبل أن يجرفه طوفان السلطة وإغراءاتها الخطيرة.
يعزز ما ذهبنا إليه من بين عشرات المواقف والهفوات ما قاله عن منتسبي منظمات المجتمع المدني بانهم مجموعة من المجرمين والإرهابيين، الف تحية يا سيدي الوزير الأول على هذا التوصيف لناشطين جمعويين متطوعين دون أن ينتظروا دعما من أحد بل هم من يدعم هذه الأنشطة من جيوبهم المتعبة أصلا لتأسيس تقليد حضاري لمقومات الدولة العصرية، دولة الحق والقانون التي تعتمد بالأساس على مبادرات وجهود نخبة المجتمع العراقي من مفكرين ومثقفين ومبدعين وأصحاب فكر نير وما هم بمجرمين أو خارجين عن القانون يا سيادة الوزير الأول؟
كيف سمحت لنفسك أن توجه هذه الإهانة لشرائح عراقية معروفة بكفاءتها ووطنيتها ومطاولتها لأعتى نظام قمعي في الكون وقدمت القرابين من أشرف أبناء العراق على يد سلطة البعث وهو الطريق الذي أوصلك الى ما أنت عليه الآن وبقية من يدور في ذات الفلك؟
هذا تحول ينذر بالكثير من الشؤم عما ينتظر العراق من التفاف على منجزات ونسيان أو تناسي أنهار الدم للعراقيين الذين عبدوا بدمائهم الطاهرة طريق الإنعتاق من حكم الطاغية الأرعن ومن المخجل والصادم أن تديروا ظهوركم لكل هذا التاريخ المعمد بدماء الشهداء لتصل بكم مواقفكم إلى زلة اللسان هذه لتصفوا ناشطي المجتمع المدني من الشرفاء والمخلصين والمتضررين سابقا وحاليا بالمجرمين والإرهابيين.
كلنا هناء أدور في فعلها البطولي العراقي الأصيل لنقول لا لكل مصادرة للحريات وتجاوزات خطيرة على حق المواطن في التعبير والرأي والنضال من أجل العيش الكريم وبناء دولة الحق والقانون ورفع الحيف عن كل المظلومين لا ذنب لهم سوى معارضتهم للشطط والتجاوزات التي تحد من نشاط الفاعلين الأحرار والدفاع عن الحق في الحياة الحرة الكريمة.
وطوبى للعراق بأبنائه وبناته من الوطنيين الأحرار وعلى رأسهم المناضلة هناء أدور بمواقفها الفذة وفرسان ساحة التحرير الشجعان.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلكم وليس كلنا
سلام عبيد ( 2011 / 6 / 10 - 22:47 )
رجاءا لاتتحدث نيابة عن الاخرين.....قل كلكم هناء ادور...وليس كلنا!؛


2 - نعم
جواد وادي ( 2011 / 6 / 10 - 23:01 )
لا شك اننا لا زلنا في محرقة صدام اخي العزيز


3 - هاي جيوبهم متعبة وهيج لو مليانة كان شلون ؟
جمال جعفر ( 2011 / 6 / 10 - 23:32 )
هاي منين جبتها مال من جيوبهم المتعبة ؟؟ لعد فلوس الدول المانحة وين صارت ؟؟ صدك تضحكون على عقول الناس عبالكم محد يعرف مصدر تمويل المنظمات الفاعلة


4 - انها في موقع اسما
زاهر موحان منهل ( 2011 / 6 / 10 - 23:48 )
السيد وادي المحترم
السيد عبيد المحترم
نعم لسنا جميعا ك هناء ادور البطله
ولسببين مختلفين
الاول
قسم منا لم يمتلك شجاعتها للوقوف بوجه الطاغوت واذلاله وارغامه عاى اطلاق سراح المعتقلين الاربعه
السبب الثاني
ان القسم الاخر لا يمكن ان يتصف باي صفه من المروءه او الخلق الانساني لكي ينتفض للمظلومين وهم اما من مرتزقة النظام الجديد و اعوانه او من انائمين تحت الشمس على امل ان يفوزو بالجنه ناسين ان ابواب الجنه لا تفتح لمظلوم لايكون قدوته الحسين الشهيد وكل البشريه المدافعه عن حقوقها وحق الناس في العيش الكريم
تقبلو تحياتي والف الف تحيه للباسقه في سماء الانسايه هناء ادور


5 - red flag
mansoor ( 2011 / 6 / 11 - 00:01 )
انا اتفق مع الكاتب ان ما حدث مع السيدة هو شئ كبير وقد يكون له مدلولات خطيرة ـ ـ ـ اصحاب السلطة يجب وضعهم عند حدهم الان اكرر واقول الان ـ ـ ـ


6 - شكر
جواد وادي ( 2011 / 6 / 11 - 10:02 )
وافر الشكر لكل من ساهم في اغناء الموضوع واود ان اخبر الاخ جمال جعفر باننا نحن المغتربون في المغرب بقينا مدة 35 عاما دون ان نستلم مليما واحدا لا من نظام صدام المجرم ولا من نظام اللصوص الجديد لاننا لم ندجن او نتنازل عن مبادئنا مثل غيرنا من عديمي الضمير ولسنا للبيع والشراء ولا ادري من اين جاء بدول المانحة وما علاقتنا بهذه الدول يبدو ان الاخ جمال لا يفقه في السياسة ولا الاقتصاد ومن المعيب والمخجل ان ينال الانقياء من العراقيين مثل هذا التكريم وهو تجريح وظلم خطير جازاك الله اخي جمال على ماا ذهبت اليه واحيلك الى مقالاتي وماضيي الذي يبقى وسام شرف ينبغي ان يلجم كل من يتفوه باتهامات متسرعة وظالمة والظلم من افدح اخطاء البشر مع محبتي

اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ