الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طاح حظج أمريكا .. بكل صباح وكل مسيه

حميد الحلاوي

2011 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



صباح هذا اليوم توجهت إلى ساحة التحرير كالمعتاد , وأنا في الطريق تلقيت إتصالا ً هاتفيا ً من إحدى قريباتي تسألني هل جرى تغيير موعد ومكان التظاهرة .. تساءلت أنا بدوري لماذا ؟
قالت أنا وصلت الساحة ولم أجد أحدا ً من شبابنا وإن الساحة شبه محتلة من قبل المئات من شيوخ العشائر , رؤساء مجالس الإسناد , وإن سرادقين كبيرين قد أقيما على جانبي الساحة ولا توجد قوات أمنية في الساحة أو بالقرب منها ..!! ونحن نتحادث إذا بها تقول إن الشباب وصلوا الساحة .
كالعادة أغلقت الشوارع من جهة ساحة الطيران ومن مهبط الخط السريع محمد القاسم عند وزارة الداخلية مما أضطرني للسير على الأقدام وسط غابة من الدشاديش البيضاء والعباءات السوداء والعقل التي لم تتشرف بالرؤوس التي تعتمرها كما هو حالها في باكرات الأيام لأصل الساحة وأفاجئ بهذا العدد منهم وقد غطى الساحة منهم من يجلس في السرادق ومنهم من يتجول في الساحة ومعهم العشرات من الشباب بالزي المدني لكنك من مظهرهم ونمط حلاقة رؤوسهم تدرك فورا ً إنهم عساكر في هذا الزي .
قطعت الطريق بين هذه الجحافل لأصل إلى منطقة تجمع الشباب وهم يواصلون هتافهم المدوي المطالب بالإصلاح وتغيير الفاسدين ومحاسبتهم عبر محاكم علنية , وصلت وإن هي إلا ساعة حتى أخذ أزلام المالكي الحائرين بين هتافهم الأول ولافتاتهم المكتوبة والأخرى المطبوعة على النايلون ( فليكس ) والتي تدعو إلى إعدام ( فراس الجبوري ) بطل مسرحية ( عرس الدجيل ) لمؤلفها ( علي الدباغ ) ومخرجها الفاشل ( قاسم عطا ) وبين الهتاف الأخير الذي أضطرهم له إصرار الجماهير على عدم التخلي عن ساحة التحرير وهو وفقا ً لما صدر لهم من تعليمات .. كلا كلا بعثية .. موجهينه نحو المتظاهرين من مجاميع الشباب .. وسرعان ما أخذنا نسمع الإيعازات .. إدفع إدفع .. لنخرجهم من الساحة .. وأخذوا يحاولون إختراق تجمع الشباب وإبتدأت المناوشات واللكم بالأيدي بعد أن لم ينفع كل الحديث وتوجيهات كبار السن المشاركين للشباب في إحتجاجاتهم السلمية لهؤلاء الزعران بالإبتعاد عن المماحكات التي قد تؤدي إلى مثل هذه الإمور .
لحظات بعدها أنتقل شعارهم إلى الشعار الخالد من زمن القائد الضرورة ( كل الشعب وياك .. نوري المالكي ) هذا الشعار الذي هو بصورته الأصلية ( كل الشعب وياك .. يا قائد الثورة ) الذي أعتاد معظمهم على ترديده عندما خلقوا من صدام المقبور دكتاتورا بدرجة إمتياز .. وأثناء المناوشات إندفع بعض العسكر والمدنيين من وراء الشباب الأربعة في محاولة لأختطافهم من جديد .. وسرعان ما حدثت إشتباكات بالأيدي مع الخاطفين من مجاميع الشباب في الدائرة المركزية لساحة التحرير أحدثت ثغرة ً فيها .. سرعان ما أندفع إليها زعران المالكي متناسين مشادتهم مع الناس في الأسفل وهم يصرخون ( شردوا البعثية ) .
أصدرت قيادة الشباب أمرا ً من الإنسحاب من الساحة تلافيا ً لأمور أخطر قد تحدث , وهذا ما حصل بالفعل , لكن في هذه الأثناء توافدت مجاميع أخرى من الشباب والتي كما بدا من خلال متابعتنا لصفحات التواصل الإجتماعي وبعض الفضائيات فإنها كانت ضحية الإعتداءات بالألات الجارحة والعصي من قبل جحوش المالكي , وكما ظهر على بعض الفضائيات فإن جروح بعضهم خطيرة .
أنتقلت مجاميع أخرى من الشباب إلى ساحة الفردوس ليمارسوا كما ظنوا وتوهموا دائما ً حقهم الدستوري في التعبير عن آرائهم متناسين إن من قمع التظاهرات في 25 شباط قدم الدليل تلو الدليل على عدم إحترامه للدستور ولأرادة الشعب في العيش حرا ً وكريما ً موضحا ً صورته كعبد ذليل لمشروعه الفقهي ( ولاية السفيه ) وإنصياعه التام لعلي خامنئي , وإذا بها تتفاجئ بقوات مكافحة ( الشعب ) التي فرقتهم بالقوة وجعلتهم يتراكضون في ازقة البتاويين في مشهد معاد لأحداث يوم الخامس والعشرين من شباط .
وتتوارد بعدها الأخبار من ساحة التحرير فإذا بأنذال وجحوش المالكي قد إعتدوا على مجموعة من الشباب الرائعين أحدهم شجوا له رأسه والأخر طعنوه بسكين أو موسى حلاقة فوق منطقة الكلى بقليل وإذا بمصور قناة الحرية قد تعرض للضرب المبرح وكسرت كامرة القناة التي يقدر سعرها بعشرة آلاف دولار .. ثم يأتي الخبر الآخر عن تعرض الإعلامية الناشطة مدنيا ً ( سحر الموسوي ) للطعن بسكين في رأسها وكتفها .. والناشطة ( سناء الدليمي ) لطعنة أخرى بسكين نقلت على أثرها للمستشفى , ناهيك عما شاهدناه على القنوات الفضائية من تعرض عشرات الشباب للضرب المبرح بالعصي و خشب اللافتات من قبل ( هجانة ) المالكي الذين أظهروا حنكة وتدريب عاليين على مثل هذه المهمات .
إن الظهور العلني ولأول مرة في ساحة التحرير من قبل ( الثلاثي المرح - جبناء بغداد ) علي الدباغ وقاسم عطا ومحمد السوداني في ساحة التحرير بعد أن نقل لهم هجانتهم خبر النصر الكبير الذي تحقق عبر طرد مجاميع الشباب من ساحة التحرير وتخريفات علي الدباغ ومطالبته لمنظمات المجتمع المدني لأسناد موقف الحكومة ورعاعها المطالبين بإعدام فراس الجبوري أمام الملأ في ساحة التحرير موضحا ً إن هذا مطلب 30 مليون عراقي وكأنه يريد القول بأن العراقيين عن بكرة أبيهم متعطشين مثله ومثل سيده للدماء ومعبأبين مثلهما ومثل أي مجوسي بروح الإنتقام .. وإني إذ لا أكتب هذا دفاعا ً عن فراس إن كان فعلا ً مجرما ً لكني أتحداهم جميعا ً أن يثبتوا للناس جميعا ً في الكوكب أنه فعلا ً من أرتكب تلك الجريمة البشعة عبر تقديمه لمحاكمة علنية ويضمنوا له فريق دفاع شريف ونزيه .. وليس عير تحقيقات وإعترافات من هذا النمط الذي لا يجيدون غيره , والذي يخرجونه مثل المفرقعات التي يريدون بها صرف الأنظار عن جرائمهم الكبرى بحق الوطن والشعب , وليس عبر مهرجانات للرعاع المجلوبين من كربلاء ( مع الأسف الشديد ) في ساحة التحرير.
وثمة سؤال يطرح نفسه .. أين كان علي الدباغ وقاسم عطا ( بطلي المسرحيات الهزيلة لحكومة المالكي المنهارة ) طيلة الأسابيع الماضية ولماذا لم يأتيا للساحة لنقل مطالب المتظاهرين المنادين بالإصلاح لسيادته ؟
إن ما جرى اليوم وبلا أدنى شك ليس ببعيد عن علم سفارة الولايات المتحدة التي تعرف كل شيء عن صنائعها في العراق , لا بل إنها تمتلك خزين هائل من المعلومات عما حتى يفكرون به مع أنفسهم ولدينا أكثر من دليل مادي على ذلك .
وفي حال كونها تعلم ولا تعبر الموقف إلى حكومتها , فهذا تصرف تآمري , أما إذا كانت تعلم وتعبر الموقف إلى حكومتها وتلك أيضا تعطي هذا التعبير إذنا ً طرشاء كما يقول العراقيون هنا , فتلك المصيبة الكبرى والتي تجعلنا نقول لها بصوت عال ٍ في إستعارة من المرحوم أبو نعال ( طاح حظج أمريكا ) .
إن تسليم البلاد وبناء على إتفاق مسبق ( بينها وبين جار السوء )لأحزاب إسلامية فاشية , تعلم هي علم اليقين , إن هذه الأحزاب لا تؤمن بتاتا ً بالديمقراطية , لا بل إنها تعمل جاهدة ً على بناء دولة تتبع إيران تبعية كاملة , إنما يعطي الدليل الثابت على إن هناك تحت الأرض أمور غريبة قد تم الإتفاق عليها حتى في مرحلة ما قبل الغزو , إن دور إيران الخطير في عملية الغزو فضحه ومنذ اليوم الأول للعمليات الأمريكية , إبتداء بث قناة العالم وظهور المجرم ( أبو علي المهندس ) على شاشتها كخبير عسكري يقدم الشروحات عن سير العمليات , وإذا به مستقبلا ً عضوا في البرلمان العراقي عن القائمة المنكرة ( ثري فايف ) , لتكتشف أمريكا بعدها إنه المطلوب الأول في حادث تفجير سفارتها في الكويت عام 1983, لكن بعد فوات الآوان إذ إن المدعو ( جمال محمد جعفر ) كان قد تمكن من ( لملمة جوالاته ) كما يقال عندنا هنا وينتقل إلى بلد إحتضانه السابق , شريك أمريكا في إحتلال العراق .
وما يجري أمام ناظريها وناظري عملاء المخابرات المركزية الذين باتوا يغطون كامل مساحة العراق في أنشطتهم , من تجاوز على الدستور وإنتهاك لحقوق المواطنين والشروع في بناء ديكتاتورية جديدة تقوم على أساس تفرد الحزب الواحد بالسلطة لدليل حي على عدم صدقية أمريكا في مبرراتها المقدمة لغزو العراق , إنقاذ الشعب من سلطة صدام الغاشمة وإقامة واحة للديمقراطية لتكون النواة الفعلية لمشروعها الواسع – مشروع الشرق الأوسط الكبير .
واليوم ونحن نرى بأم أعيننا ما يجري من خلق الذرائع لتركيز السلطة بيد فرد أستغل الهفوات القانونية في قانون الإنتخابات القائم من أجل المزيد من التشبث بالمنصب خدمة لمشروع إيران الرامي لإقامة نظام الولي الفقيه تجسيدا ً لشعار تصدير الثورة الذي رفعه الخميني , ويقابله سكوت مطبق من قبل الولايات المتحدة , الأمر الذي يجعلنا نضعها ونواياها بالنسبة للعراق والعراقيين في دائرة الشك الأمر الذي يحتم علينا تشديد المطالبة بتقديم كل من بوش الإبن وطاقم حكمه وأوباما للمحاكمة بوصفهم مجرمي حرب تسببوا في تدمير بلد بالكامل سواء بموارده الطبيعية أو ببناه التحتية وكذا الأمر بالنسبة لأمكاناته البشرية .
ونختم موضوعنا مرة أخرى بالقول :








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
فؤاده ( 2011 / 6 / 11 - 12:30 )
شكرأ عزيزي حميد المهم ان لا نسكت عليهم

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ