الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العراقية .. الحوار مع الذات

مازن لطيف علي

2011 / 6 / 11
الادب والفن


تقف الثقافة العراقية اليوم أمام تحديات كبرى لعل في مقدمتها إعادة ترتيب نفسها والبدء في تأسيسها الذاتي السليم بعد عقود من الخراب والتدمير الهمجي. فالحقل الثقافي العراقي اليوم مطالب بكل مستوياته ونماذجه وأصنافه ومستوياته الإبداعية: شعرا وأدبا، كلمة ورسمًا، نحتا وعمارة، فكرًا وسياسة، أن يكون بمستوى الحدث العميق الذي مسّ الحياة العراقية برمتها.
لقد سقط الصنم العراقي الكبير، فلم يعد الحوار الثقافي العراقي حوارًا بيزنطيًا، او ترفا. لم يعد المنتج الحقيقي في حاجة الى رهانات خارج إبداعية، تتلاعب بها الأهواء وتحكمها النزوات.
الثقافة العراقية اليوم مسؤولة أمام التحديات الراهنة لواقع الإنسان العراقي وحلمه في الحياة والإبداع معا. وإذا ما كان سقراط المثال الطيب للوصول برسالة «الرائي، العالم، المبدع» الى نهايتها، حتى ولو كانت على حساب حياته الزمنية، فعلى المثقف والمبدع العراقي أن يتعلم الدرس... لا درس السم و كأس النهاية. فالعراق اليوم ليس في حاجة إلى شهداء وضحايا وأبطال من نماذج الماضي، انه يحتاج إلى يقظة وحكمة، إلى قراءة منتجة وتأويل يفضي إلى درس نقدي كبير. بل يمكننا القول، انه في حاجة إلى «صدمة» تضعه أمام رؤية الواقع والنفس كما هي، ومن ثم تحريره من مختلف المكونات الخربة، والأطباق الشهية لسموم التقليد والبلادة المتحزبة، أيا كان شكلها ومستواها ومصدرها.
نحتاج إلى حوار يُرجع الإنسان العراقي إلى ذاته التاريخية والاجتماعية العقلية والعقلانية بنزوع إنساني وفكر حر من العبودية لأصنام أيا كان شكلها ومصدرها.
إن قدرة المثقف العراقي على تحمل مسؤولياته لا يحددها شيء غير قدرته على النفاذ في الحياة العراقية والمساهمة الجادة في صنع الحياة الحرة.
يتذكر المبدع العراقي ذاك العماء المطبق، والأحادية المقيتة التي ميزت فترة الدكتاتورية والتوتاليتارية لأكثر من أربعة عقود عاشها العراق وكل ما فيه وما فوقه وتحته، أي كل ما جعل من حياة الإنسان جحيما لا يطاق وعبودية لا مثيل لها.
هذه الذاكرة الحيّة لا بد ان تجعل المبدع العراقي في منأى عن النسيان... فهو ابن العراق بكل تجلياته، وفصول حياته ماديا وروحيا.
المثقف العراقي ليس حاصل تحصيل، كما انه ليس محنطا في أسوار المكان، انه سريان الحياة النابعة من ينابيع الرؤيا والحكمة والحلم. كما انه المتفاعل مع الحياة بكل إشكالاتها... ليس المثقف نبيًا دجالا، ولا مختبئا في صومعته.. إنه ابن الحياة وله مسافة محسوبة مع الأشياء والكلمات.
المثقف العراقي الحالي سليل تركة ثقيلة من صنع الأصنام والثورة عليها.. عليه الآن أن يكون إنسانا ليؤنسن كل شيء، ومبدعا قادرًا على إعادة خلق الوجود بما يتطابق مع الحقيقة والجمال والخير. وأن يكون اجتماعيًا مؤثرا كي لا يسرق الساسة أكسير خلوده.. وعليه أن يكون أمينا على ما يؤتمن عليه؛ رسالته السامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري