الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتم الحكومة ام الحَكَمَةُ .......؟

وفاء الربيعي

2011 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



الحكومة كمؤسسة موجودة في اصغر خلية بالمجتمع الا وهي العائلة ووفق اللوائح التي يضعها رب الاسرة يتم ترتيب الحياة العائلية كاوقات الخروج والدخول الى المنزل , كضرورة ان يتواجد افراد العائلة مجتمعين لتناول وجبات الطعام وتحديد ميزانية الصرف العائلي والفصل بين الخلافات التي قد تحدث بين افراد العائلة , ويختلف تطبيق هذه اللوائح من عائلة لاخرى وفقا لطبيعة رب الاسرة .
في المجتمعات القديمة كان السائد ان الحكومة او لنقل السلطة الحاكمة تستمد سيادتها المطلقة على الناس من الله , وهذه السلطة مطلقة ولا يمكن للعامة مناقشتها او انتقادها , بمعنى اخر نستطيع القول بان لكل تجمع او مجموعة حكومة سواء
كانت رسمية اوغير رسمية .
اذا عدنا الى تفسير الكلمة في قواميس اللغة العربية فاننا نجد مختلف التفسيرات والاقرب منها الى هذا الموضوع
كما قالت العرب
حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ، لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم , والحاكم هو العالم وصاحب الحكمة لان الحكم هو العلم والفقه والقضاء بالعدل.
تطور مفهوم الحكومة عبر المراحل الزمنية واخذ اشكالا مختلفة ., كالارستقراطية والبيروقراطية والجمهورية والدكتاتورية والفاشية والشيوعية والديمقراطية والخ , الا انه رغم الاختلاف بالتسميات لكن هناك عناصر اساسية
مشتركة فيما بينها, فالشرعية اي قبول الشعب بحق الحكومة بان تكون السلطة العليا ويكون لها الحق بوضع القوانين وتنفيذها وذلك من خلال الانتخابات على اساس النزاهة والامل بان هذه الحكومة ستحقق طموحات من انتخبهم .
اخر ما شهدت الساحة السياسية نوع جديد من الحكومات اسمها حكومة الوحدة او الشراكة الوطنية تتكون من احزاب وجماعات وفئات واشخاص اتفقوا فيما بينهم على توحيد صفهم وجهودهم من اجل خدمة الشعب كما اعلنت ذلك حكومتنا , حكومة الوحدة الوطنية , هذه الحكومة التي تشكلت بدون اساس لهذه الوحدة الا وهو ضرورة تخلي هذه الاحزاب والكتل عن انتماءها الطائفي والتخلي عن طموحات شخصية والاتفاق على تحقيق هدف واحد الا وهو مصلحة الوطن وابناء هذا الوطن .
ابناء هذا الوطن الذين طالما حلموا بمثل هكذا حكومة وهبوا وازالوا عنهم غبار الحروب والانتكاسات ,املين في حياة حرة كريمة من خلال انتخاب حكومة تمثل امالهم وطموحاتهم وتحدوا بذلك كل المخاطر من اجل تحقيق هذا الهدف
وهم بذلك اعطوا الشرعية والحق لمن يحكمهم بان يتولى سيادة هذا الوطن الجريح لما سمعوه منهم من وعود وشعارات اثبتت التجربة زيفها , وهي لا تتطابق لامن قريب ولا من بعيد مع مفهوم الحكومة الذي ذكرته , هذه الحكومة التي زادت الطين بلة ودججت الشعب العراقي بالازمات المتتالية ولم يتحقق لحد الان اي وعد من الوعود التي على اساسها تم انتخابها ليكونوا حكومة لهذا البلد .
وانا ابحث عن معنى الحكومة وجدت هذه الكلمة
الحَكَمَةُ: تعني المستهزئون
فتبادر الى ذهني سؤال وددت طرحة على حكومتنا الوطنية التي انتخبها الشعب ووثق بها لكنها وللاسف الشديد سخرت ومازالت تسخرمن الشعب العراقي
فهل انتم الحكومة ام ال حَكَمَةُ ...؟
سينطبق عليكم المصطلح الثاني لو اخذنا ما يحصل في جلسات مجلس النواب وانت ترى هذا النائب او ذاك يغفو على اهات العراقيين , لا يعلم ماذا حصل
في هذه الجلسة او تلك , لكنه سيوافق وسيضم صوته لاصوات الكتلة المنتمي اليها ,
سينطبق عليكم هذا المطلح وانتم تقررون قرارت سطحية تعلنون عنها اليوم
وتتراجعون عنها غدا,
ينطبق عليكم وانتم توقفون عملكم لاجل مسمى او غير مسمى وتتركون الشعب
يعاني ويعاني,
ينطبق عليكم وانتم تنادوا بالحرية والديمقراطية وتعدون باصلاح الحال وقبل انتهاء
المدة المحددة لتنفيذ الوعود تشرعون باعتقال شباب العراق .
اختاروا
ان تكونوا الحكومة ولا تهملوا غضب الجماهير فهو سلاحا بتارا لايوقفه كاتم الصوت ولا الاعتقالات العشوائية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم