الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعويض القاتل ...-حق-!!!

أمير جبار الساعدي

2011 / 6 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



صورة العراق الجديد بحلته الديمقراطية المبعثرة لحد الآن والتي رسمتها أيدي تحالف الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبألوان قوس حزن العراقيين بحمر الدم ووشاح الحزن وزرقة الحسرة على من تيتم وترمل وتعوق عقب الأعمال العسكرية الممنهجة لرسم لوحات واقعية تحمل توقيع اسماء جنود الاحتلال أبتداءً بالقتل والترويع وأستكمالا بلوائح الحقوق المطبقة في سجن أبو غريب، ووصولا الى تهديم كل البنى التحتية للبلد، فهم لم يتركو بقعة في أرض الرافدين إلا ولطخوها بالآسى والفجيعة، كما لم يدعو لأول دولة تأسست على أرض العراق بعد الاحتلال البريطاني منذ عام 1921، أي عرى متينة لديمومتها بل عملوا مسرعين على تهديم كل ما يتصل بأسس بناء هذه الدولة وليس القضاء على نظامها السياسي الدكتاتوري الذي عانى منه شعب العراق وحسب.
فالمشهد العراقي المضطرب والقلق في طيات صفحاته السياسية وكذلك الأمنية وما يتبعها من ميادين اقتصادية واجتماعية الذي غالبا ما تعصف به موجات التردي والأضطراب نتيجة تصارع الكتل والأحزاب التي تمسك بقرار البلد، وهذه مدعاة أخرى تفرز ضعف بناء هيكلية الدولة العراقية الحالية، مما يضعها في مهب المطامع من قبل دول إقليمية ودولية لفرض أجندة مصالحها على حساب مصالح الشعب العراقي، وأخرها زيارة وفد الكونغرس الأمريكي الذي يقترح من غير وجه حق ولا حياء أن يعوض العراق الغني خسائر جنود الاحتلال وخسائره في العراق نتيجة الظرف الاقتصادي الصعب للولايات المتحدة الأمريكية، فإذا كانت خسائرها الاقتصادية من غير حساب مقدار الديون الخارجية الكبيرة المتراكمة والمستمرة بسبب حرب العراق فهي تبلغ أكثر من ترليون دولار تكاليف الحرب فحسب، فهل هي أشارة من الجانب الأمريكي للضغط على الحكومة العراقية لتمديد بقاء قواتها؟ بأظهار موقفها المتعاطف مع العراقيين ومساعدته في الخلاص من جلاده، أم هي رغبات أمريكية حقيقية موجودة لدى صانع القرار الأمريكي للمطالبة بهذه النفقات من الحكومة العراقية. فإن كان القانون الدولي لا يمنحهم هذا الحق، فهل سيمنح الشعب العراقي حقه في التعويض عن كل ما لحق به خلال مدة احتلاله طيلة السنين الماضية، فإذا كانت خسائرهم المالية التي تعدت الترليون دولار، فإن بعض الخبراء والمراقبين الدوليين في مؤتمر عمان الخاص بمشروع تعويض الشعب العراقي من جراء الاحتلال صرح بأن حجم تعويض العراقيين يقدر بـ(25) ترليون دولار... ولكن الحقيقة المرة هي أضعاف هذا المبلغ بكثير جدا، فما هو التقدير الحقيقي لحجم خسائر الدولة العراقية التي عمرها تسعون عاما التي قامت بتحطيمها الالة العسكرية الأمريكية، وكم هي حجم التعويضات التي يستحقها الشعب العراقي الذي عاني الكثير.
فمثل ما طالب أعضاء الكونغرس الأمريكي بنفقات حربهم على العراق، فإن مجلس النواب العراقي مطالب اليوم وبشكل جدي وحاسم وجريء بالسعي لتحصيل تعويضات الشعب الذي يمثله من الإدارة الأميركية ومجلس نوابها وشيوخها أن يقوم بتعويض جميع العراقيين المتضررين من جراء اعمال قواتهم في العراق.
فلقد َضِمن المواطنون الأمريكون حقهم بالتعويض من الدولة العراقية.. واليوم جاء الدور على حكومتنا ومجلس نوابنا وسلطتنا القضائية بالعمل سوية ولو لمرة واحدة في سبيل تحصيل حقوق أبناء الشعب العراقي... فهل سنرى صوت الحق قريبا يطالب جميع من مد يده بالأذى على العراق وهو يدفع ضريبة هجمته الظالمة بحق المدنيين ومؤسسات دولته العريقة؟؟؟...
باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية