الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالةٌ إلى أمّي

حميد ابو عيسى

2011 / 6 / 11
الادب والفن


رسالةٌ إلى أمّي
ترجمةٌ عربيةٌ لقصيدةِ الشاعرش الروسيِّ البديعْ سيرغي يسينين... حميد أبوعيسى
هلْ ما زلـتِ حيَّـةْ يا أمّي العـجـوز؟!
حيٌّ انا أيضاً ، تحـيَّـةً لكِ سـلامْ
فلينهمرْعلى كوخِكِ الفلّاحي
ذلك النورُالمسائيِّ الفريدْ

يكـتبون لي أنَّكِ مصهـورةٌ بالهلعْ
حزنتِ كثيراً لبعـدي
وإنَّكِ دائمةُ التجوالِ في الطرقاتِ
بمعطفكِ الرثِّ القديمْ

وإنَّـكِ في الظلـمةِ المسائـيَّةِ الـزرقاءِ
دائماً يرنو إليكِ نفسُ الخيالْ
وكأنَّني في شجارٍ خمّاريٍّ مريرْ
أُغرِسَ في قـلبي سكّينٌ فينيقيٌّ شريرْ

أبـداً يا حـبـيـبـتـي فـاطـمـئـنّي
هذا هو هذيانٌ مضجرٌ لا غيرْ
فأنا لستُ ذلك المدمـنُ السكّيرْ
بحـيـثُ أمـوتُ قـبـل أنْ أراكِ

أنا كما كنتُ في الماضي لبيبٌ رقيـقْ
وأحـلمُ فـقـط الحـلـمَ الـذي يَـردُّني
عـن تلك الحسرةِ والغـمِ الثقيلْ
إلى دارِنا المتواضعِ القديمْ

سأعودُ عندما تنتشرُ الأغصانُ
في حـديـقـتـنا الـربـيـعـيَّةِ الـبيضاءْ
ورجائي فقط أنْ لا توقظيني في الغسقْ
كما كنتِ تفعلين في السنين الثماني الماضيةْ

لا توقـظي ذلك الذي عُلـِّـمَ عنّي
ولا تُقـلِـقي ذلك الذي لم يتحقَّـقْ
فأنا كثيراً مِنَ الخسارةِ والتعـبْ
جرَّبتهما في حياتي التي مضتْ

لا تُعلـِّـمـيني الصلاةَ أرجوكِ
فإلى القديمِ لا مجالَ أنْ أعودْ
أنتِ العونُ الوحيدُ والأحزانْ
أنتِ وحدكِ عالمي اللّامرئي!

وهكذا آرجوكِ إنسي ما ينتابكِ مِنْ قـلـقْ
لا تحزني كـثيراً ولا تقـلـقي لأجلي
ولا تتجوَّلي كثيراً في الطرقاتْ
بـمـعـطـفِـكِ الـرثِّ الـقـديـمْ
11 حزيران 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء