الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي والمواطن

مهدي زاير جاسم

2011 / 6 / 12
السياسة والعلاقات الدولية



عرفت منذ أن كنت صغيراً أن السياسيين قد حباهم الله بنعمة خاصة لاتوجد عند كل البشر وعندما كبرت عرفت أنه لا يوجد هنالك بائس غيري! فهذا السياسي قد نال ما لم أنله أو حتى أحلم به. فقد أصبح السيد السياسي من أهم المواضيع التعبيرية, فلم يبلغ أحد منا ما وصل إليه هذا السياسي المغمور .

فالسياسي وهو هدف للشعراء في أشعارهم وللأدباء في كتاباتهم فقد سطرت فيه أجمل قصائد المدح والتمجيد. الغريب في الأمر أن السيد البرلماني برز وبزغ نجمه في هذا البلد من غير واسطة! وهو الذي لايملك سجل تعليمي ، بل إنه هو الواسطة في هذه الأيام فأينما وجد شخص يملك حزباً أو وا جهة سياسية سيصبح من أسياد المال والجاه والشهرة في أيامنا هذه .

أينما يذهب السياسي فهو محط ترحيب، محط الأنظار فهو ممثل الشعب الذي يتكلم باسمه وينقل همومه،يسمع الشكوى ويبادر إلى نقلها إلى الجهات العليا،فبعد انتخابه في البرلمان نقل محل سكنه ولم يعرف ناخبيه أين يلتقون به،فهو يسكن في منطقة محصنة لا يرونه سوى على شاشة التلفزيون ، فالسيد البرلماني لديه هموم كثيرةأهمها الحصول على الامتيازات وقطع الأراضي والجوازات الدبلوماسية وهذا حقه لأنه برلماني.


تبا! لو كنت سياسياً لعشت في النعيم وارتحت من التفكير في الوظيفة أو لقمة العيش مع طفارى البشر . فبينما أسعار البضائع الأساسية ترتفع وتبلغ أوج ذروتها عند بني البشر, لايهم السياسي هذا الارتفاع أو الانخفاض فهو يستطيع شراء أي شيء حتى لبن العصفور!. وما أن يتسبب الواحد منا بحادث سير في أحد الشوارع حتى ينال ويل الجزاء بينما هو –أطال الله عمره- يجوب الطرقات طولاً وعرضاً بلا حسيب ولا رقيب ويرتع بآلاف البشر ويسبب الحوادث المأساوية ويقطع الطرقات


وعليه ـ فقط ـ تجتمع الناس ليشاهدوا السيارات المصفحة السوداء المظللة التي يقدر سعرها بملايين الدولارات في الوقت الذي يبحث فيه أناس من بني البشر عن قطعة خبز ليسدوا بها رمقهم. على مر السنين عايشنا حالات التفجيرات الانتحارية التي ذهب ضحيتها الكثير من البشر, وما أن قد قضى بعض السياسيين حتفهم حتى عقدت الندوات والاجتماعات لحل هذه المشكلة العويصة فحياة السياسي لا تقدر بثمن.


وقد عقدت عدة ندوات واجتماعات على شرف السيد السياسي وحضرها كبار الشخصيات لكن لم أرَ إجتماعاً واحداً لمعرفة ما يريده المواطن العراقي المغلوب على أمره وما يواجهه من مشاكل. أخيراً أجبني أيها السياسي من أين لك كل هذا؟!عفوا نسيت كل هذا امتلكته دون أن تتكلم, كيف لو نطقت بكلمة؟!.


مـــــهدي زايـــــر جــــــــاسم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم