الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لازالت جريدة الأهرام كما هي منذ كان يرأسها الأستاذ هيكل ، لسان الطغمة الحاكمة ، مهما تغير إسم رأس تلك الطغمة ، و مهما تغيرت توجهاتها السياسية .
لهذا ففي قراءة جريدة الأهرام معرفة لما تريد أن تقوله تلك الطغمة ، و في فهم جريدة الأهرام ، فهم لما تفكر فيه ، و تخطط له ، تلك الطغمة .
منذ فترة و جريدة الأهرام تشن حملة بوجهين .
الوجه الأول لتلك الحملة هو الهجوم على السيدة سوزان مبارك ، و إلقاء كل قاذورات عهد مبارك الأثيم عليها ، و في نفس الوقت - أو الوجه الثاني لنفس الحملة - تجميل شخص مبارك ، بتصويره بصورة الشخص المهيض الجناح ، الذي يفر من جبروت زوجته إلى شرم الشيخ .
هذا ملخص ما أتت به تلك الجريدة في ما يخص ذلك الموضوع ، فلماذا هذه الحملة ؟؟؟
هنا تأتي خطوة أن نعرف ما تخطط له الطغمة الحاكمة ، سواء أسميتها : المجلس العسكري الحاكم ، كما هو مكتوب على اللافتة الخارجية ، أو قلت : المخابرات السليمانية ، و على رأسها عمر سليمان ، لو أردت أن تشير إلى الرأس الحقيقي للنظام الحاكم الحالي .
الطغمة الحاكمة في ورطة بسبب إنها لازالت على ولائها لمبارك ، و قد لاحظنا جميعاً ذلك ، فهي لم تقرر تقديمه للمحاكمة في أغسطس القادم إلا بعد ضغط شعبي كبير إستغرق شهور .
فلماذا أغسطس ، و ليس يونيو مثلاً ، خاصة أن المجلس العسكري لا يتردد في محاكمة المدنيين عسكرياً ، و تصدر الأحكام بحقهم في غمضة عين ؟؟؟
الطغمة الحاكمة تشتري الوقت ، و تعتقد أن في شهرين يمكن أن يحدث الكثير ، فربما يموت الحمار ، أو يتغير رأي الشعب في مبارك ، و في الإحتمال الأخير يأتي دور جريدة الأهرام ، أي محاولة تغيير رأي الشعب المصري في مبارك .
الطغمة الحاكمة تريد اللعب على مشاعر الشعب ، فهي تعتقد إننا شعب عاطفي ، غير ناضج عقلياً ، يمكن إستدرار عطفه بسهولة ، و أرجو هنا من القارئ الكريم أن يتذكر محاولة مبارك الأثيم اللعب على مشاعرنا أثناء الفصل الأول للثورة ، بمحاولته إستدرار عطفنا .
المحاولة مستمرة للآن ، و إن تغير هدفها ، من إبقائه في الحكم ، إلى إنقاذه من حبل المشنقة ، و هو المصير الطبيعي له لو وقف أمام محكمة نزيهة .
لكن الطغمة الحاكمة تدرك فداحة أخطاء مبارك الأثيم ، وتدرك صعوبة أن ينسى الشعب المصري في شهرين فقط جرائم ثلاثة عقود تقريباً ، و كان يُخطط لمدها لأربعة عقود أخرى .
الطغمة الحاكمة تعرف أيضاً إنه في ظل نظام إستبدادي مركزي تتركز فيه السلطة في يد رئيس الجمهورية ، كما كان الحال في عهد مبارك ، و كما سيكون بعد الإنتخابات الرئاسية القادمة ، فمن المستحيل إلصاق المسئولية الأولى عن الجرائم الكبرى في عهد مبارك بأي مسئول رسمي يقل في الدرجة عن رئيس الجمهورية ، لهذا لم تجد سوى أن تضع مساوئ ذلك العهد الحالك على فرد من أفراد أسرة مبارك ، و لم تجد أنسب من السيدة سوزان مبارك ، لأسباب لا يتسع المقال لها .
لكن الطغمة الحاكمة حالياً ، و التي تدين بالولاء لمبارك ، يبدو إنها لا تدرك بإنه مهما قالوا الآن عن السيدة سوزان مبارك ، و مهما قالوا عن درجة تسلطها ، و مهما إدعوا عن ضعف مبارك أمامها ، و خنوعه لها ، فإن ذلك لا ينقذ مبارك من حبل المشنقة ، لأن الجريمة الأولى التي نريد محاكمته عليها فوراً هي جريمة قتل أكثر من 840 مواطن مصري من المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين ، خلال الفصل الأول للثورة ، و هي جريمة يتحمل المسئولية الأولى فيها من أصدر الأمر بقتل المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين .
تلك الجريمة لا يمكن أن يفلت منها مبارك الأثيم ، لأن السيدة سوزان لم تكن تملك سلطة إصدار الأمر بقتل المتظاهرين ، و المعتصمين .
إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة .
على محمد حسني مبارك أن يتحمل نتيجة جرائمه .
رسالة تعد جزء من المقال : مهما كانت درجة القمع التي نواجهها ، فإن حزب كل مصر سيكون له وجود رسمي ، على الساحة المصرية ، بإذن الله .

المنفى القمعي : بوخارست - رومانيا
12-06-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة