الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يكون الحوار حوارًا..!

خليل يوسف

2011 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


كم مرة على جلالة الملك ان يقول مثل هذا الكلام بشكل واضح وصريح لا لبس فيه وبإشارات واضحة ورسائل أوضح حتى يفهم ويقتنع هؤلاء المتهورون عشاق الفتنة ويتوقفون عن محاولة المضي بنا إلى تيه لا يظهر عليه أفق يجعلنا في مهب الريح.. وأي ريح..
وهل يفتح هذا الذي قاله عاهل البلاد قلوب وعقول هؤلاء المتجاهلين والجاهلين - لم نعد نعرف - الذين لا تهمهم كميات الجروح الغائرة في الجسد البحريني ولا المشهد المفرط في الخلل إلى حد العبث في فضاءاتنا الوطنية.

وهل يشجع هذا الذي قاله جلالة الملك أولئك الذين عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويصوّبوا مواقفهم وان يكفوا عن المراوغة والتعويق، ومنهم أصحاب الأهواء السائبة وأولئك الذين جاءت بهم الصدفة، ومدعو تمثيل الطوائف وأصحاب الضمير المثقوب والغارقون بهواجس الكسب والمزايدة والشعارات من السياسيين والانتهازيين وهواة إطفاء الأنوار في الأفراح الذين كان ولازال جل همهم ان نمّول طموحاتهم الشخصية عبر الاصطفافات في أطر مذهبية وطائفية وفئوية وانكفائية واستعدائية وضيّعوا بذلك الممكن في السعي لطلب المستحيل، هل يشجعهم ما قاله الملك في ان يتقوا الله في الوطن والشعب وان يمتلكوا الشجاعة بالاحتكام الى المنطق وصوت العقل.

أسئلة كثيرة، وهناك الكثير غيرها، ولكن لا بأس بتجاوزها الآن على الأقل، لنعود إلى الأعماق، إلى معاني الكلمات، إلى الكلام الجدي الذي نراه يفرض على الذين ينسبون الى الوطن من أي ملة، وأيا كانت رؤاهم واختلافاتهم وخلافاتهم ان يفهموه، وان يستوعبوه، وان يدركوا مضامينه، لعلهم -وهذا ما نرجوه- يقتنعون أخيرا بان البلد لم يعد يحتمل المزيد من المنغصات والأخطاء والأخطار والنبش في المسائل التي تصب الزيت على النار.

الكلام الجدي الذي نعنيه قاله عاهل البلاد حفظه الله في حديثه الى الصحفيين والإعلاميين، وقبل ذلك خلال لقاءه بشيوخ الدين وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأخيرا ما قاله في لقائه بممثلي عائلات المنامة، فهو في كل تلك اللقاءات يفصح بوضوح عن الموقف الحازم والقاطع من موضوع الحوار الوطني ويراه بانه موقف لا مساومة عليه ولا مجال للاجتهاد فيه، ويمضي الى أبعد من ذلك بتحديد موعد لانطلاقة الحوار، ونحسب بان ذلك كاف لكي يتدفق الدم في عروق المسكونين برغبة حقيقية إلى الحوار، وأولئك اللاهثين لاستقبال أي مبادرة تضع حدا للمناخات الراهنة، وتوقف جنون الطائفية ومجانينها، حتى تستنهض كل الأطراف والقوى الوطنية في سبيل عودة حبة العقد والعروة الوثقى، ولذلك جاءت دعوة عاهل البلاد في محلها خلال لقائه بالصحفيين، وهو لم يكتفِ بالدعوة الى الحوار، بل سمعناه في كلمات لا تخلو من دلالة يدعوا الى رأب الصدع الاجتماعي، والى ترشيد الرأي العام، والى استعادة الثقة بين الجميع، والى الدفع نحو خلق رأي عام وطني جامع، والى المحافظة على الوحدة الوطنية، كل ذلك كلام سمعناه مقرونا بتأكيد على عدم الحيدة عن المشروع الإصلاحي وعدم التوقف عندما مر بنا من أحداث إلا من اجل استخلاص الدروس والعبر.

كل ذلك الكلام وأكثر موجه الى الجميع وشكرنا عميق للعاهل، وبودنا ان يستوعب ويتجاوب الكل مع هذا الكلام الذي نحسب بأنه لابد منه لإطلاق ديناميكية التوجه الملح نحو الحوار الذي من خلاله علينا ان نتجاوز ما حدث من تداعيات وامتدادات واستنفارات وانشطارات وكل ما ينبت الزرع الشائك بشكل يجافي الحكمة وبعد النظر.

المهم .. ماذا بعد..؟!
انه دائماً السؤال المحير والمعقد الذي يدق الرؤوس، والذي لا نجد إجابة له سوى ذلك الكلام الذي نراه بعد كل ما مررنا به يرسم طريقا لاستعادة عافيتنا على كل الصعد.. إذن الحوار الوطني هو احتكام إلى المنطق وصوت العقل، فهو يفتح نوافذ الأمل أمام الجميع، المهم أن نبدأ البداية الصحيحة لبلوغ الأهداف والمقاصد المرجوة، حوار سياسي صادق وشفاف لا يسوّق قسرا لعله بذلك يكون بعيدا عن تسجيل المواقف والمزايدات والمراوغات او طرح المطالب التي تولد ضدها مطالب وكأن الواحد منا مطلوب منه ان يكون مع الجميع ضد الجميع وان يضيع الفرصة تلو الفرصة، وإنما المطلوب حوار يحقق الآمال المشروعة لكل شعب البحرين بكل مكوناته في التقدم والتطور والإصلاح المرتكز على توافق وطني حقيقي في شأن كل ما ينهض بالوطن، مقرونا برغبة حقيقية في استخلاص الدروس والعبر لما مررنا به.
علينا جميعا.. ولمصلحتنا جميعا ان نقتنع بان الحوار بات ضرورة حتمية، وخيار استراتيجي.. والجدية مطلوبة، وكذلك حسن النوايا كما الإصرار مطلوب بان يكون الحوار حوارا، هذا هو عين العقل، ومن الحكمة ان نسلم بهذه الحقيقة حتى لا نبقى نعيش في مآزق وتمزقات من نوع ما عشنا ولازلنا نعيش فيه.

لا بديل عن الحوار إذن، مهما كان الرأي في شروطه وظروفه وأطرافه، ولا أظن إن أي طرف يجد نفسه معنيا في حاجة الى مواطن بحريني يقول له كما نحن في حاجة الى الحوار.. فلنتهيأ للحوار، وقبل ذلك علينا ان نؤمن بقيمة الحوار، وانه ليس في المقدور اختطافه من قبل جمعية، او جماعة، او تيار، او مدعى تمثيل الطوائف، وما قاله عاهل البلاد في شأن الحوار.. لا نريده فقط مجرد فرصة للحوار.. بل نتمنى أيضا ان يكون فرصة لتطهير النفوس.. فرصة للشفاء من الجنون.. جنون الطائفية ومجانينها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحوار لاجل الحوار ونحن في الانتظار!!!
سمير آل طوق البحراني ( 2011 / 6 / 12 - 16:50 )
ان الافاعي وان لانت ملامسها **عند التغلب في انيابها العطب
لقد سئمنا من الوعود الكاذبة ومن التزييف المتعمد والضحك على الذقون والعجب كل العجب كيف تنطلي كل هذه الاوهام على اناس مثقفين وهم يرون بام اعينهم الفساد المستشري في اركان الدولة ولكن الحس الطائفي يغطي العيوب ولكن للامانة اقول لا فائدة في جمعيات تقوم على اسس دينية وفي مقدمتها السلفية الوهابية. اخي الكريم ان البرلمانات لا تقوم عل طاعة ولي الامر طاعة عمياء وان جلد الظهور وهتك العروض ولا طاعة الولي الفقيه ولا رجال دين من اي طيف كانوا.لو كنت مستشارا لصاحب الجلالة لقترحت عليه بان يلغي مجلسي النواب والشورى ويستبدلهما بمجلس شورى يتكون من رجال دين من الطائفتين لان كلمة ديموقراطية في مملكة البحرين تعني سنة وشيعة لان النائب السني يمثل السنة والنائب الشيعي يمثل الشيعة.والاغرب من هذا بان الخلفاء الراشدين لا زالوا بين ضهرانيينا نتقاتل بالنياية عنهم خدمة للظالمين. مسكين ايها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كم ظلموك عندما سميت مجزرة دوار اللؤلؤة باسمك -ملحمة الفاروق-.هل شعب يصفق لظالميه ويصمت عن قتل شركائه في الوطن ظلما ويعتبره حق يستحق التقدير؟


2 - الشعب سيحاور نفسه وستحل القضية في اول جلسة!
ابو علي البحراني الستراوي ( 2011 / 6 / 13 - 04:49 )
لقد اناب صاحب الجلالة السيد خليفة الظهراني رئيس برلمان المنحة لترؤس لجنة الحوار الوطني ولا ندري ماذا سيقدم السيد خليفة الظهراني من حلول وهو المشكلة قبل ان يكون الحل. لماذا هو المشكلة؟؟. ان هذا ليس استنقاصا من شانه ولكن هل من الحكمة ان ينوب خادما عن سيده وماذا يعني هذا يا ذوي العقول النيرة؟؟. هل هذا بعني الحوار لاجل الحوار ام هو ضحك على الذقون؟؟.اتمنى ان يكون من ضمن عضاء لجنة الحوار الوطني السيد عادل المعاودة وخالد محمد خالد والسيد عبد الحليم مراد ولا باس بانظمام السيد سعيد الحمد والشيخ الجليل عبد اللطيف المحمود اما من الجانب المعارض فلا شك بان الشيخ علي سلمان سيكون على راس الوفد مع علماء آخرين. نتمى للجنة الحوار الوطني بان يحلوا خلاف الصحابة رضوان الله عليهم لالا تعود واقعة الجمل وصفين والتهروان وكربلاء ولتنعم المملكة بتراتيل الادعية المشنركة في الجوامع والحسينيات والدعاء المشترك لاولي الامر بالسلامة وطول العمر. عاشت البحرين مملكة دستورية ديموقراطية.نسال الله العفو عن الذين فقدوا ارواحهم في الخروج على ولاة الامر وان يتفضل على الموقوفين والمسجونين بالهداية الى طريق ذي الشوكة.


3 - وصاحب البيت ادرى بالذي فيه!!!
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 6 / 13 - 06:10 )
عتدما سؤل احد رموز النظام في البحرين عن شعب البحرين ومكوناته وما ذا عن انتمائهم الوطني فاجاب ان شعب البحرين يتكون من شبعة وسنة ولكن الشيعة عدد والسنة سند (وهو يعني الانتماء للاسرة الحاكمة). لا نريد الاسترسال والبحث في هذا التدليس والحر تكفيه الاشارة ولكن هل كان صادقا فيما يقول؟؟.نعم؟؟. لماذا؟؟. اعتقد ان الجواب هو ما نضمنه تعليق رقم واحد. ولكن دعني اسآل وارجو الاجابة فاذا كان شعب البحرين هو اثقف شعوب المنطقة ولا زال يتمسك بالاوهام فماذا عساني ان اقول عن شعب مدجن كالشعب السعودي؟؟. .السؤال الموجه الى كل ممثلي المذاهب الاسلامية ماذا يعني لي ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع الصحابة واهل البيت وما ذا يعني لي الدفاع عن اناس عاشوا وماتوا وانا اعيش تحت حكم ديكتاتوري ينتحل اسمهم للسيطرة فقط وهل حكام المسلمين السنة يمثلون الصحابة وهم ـ اي الحكام ـ اظلم خلق الله وهل علماء الشيعة يمثلون اهل البيت ؟؟. اليست هذه لعبة سياسية والمستفيد الوحيد هم الديكتاتويين ومع الاسف باسم الله. متى نعي هذه المخططات الجهنمية ام ان الغباء مكون من مكون جيناتنا؟؟. تبا لامة تصفق لجلاديها وهي تعيش العبودية بجميع اشكالها!!

اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!