الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس فى حياة اطفالنا - عيادة التمدن 6

اواصر يوسف خالد

2011 / 6 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية


**************************************************************************
عيادة التمدن
يمكنكم الان طرح تساؤلاتكم واستفساراتكم حول التربية والعلاقات الاجتماعية والحالات النفسية والطرق المتبعة فى التوجيه والتدريس مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة, وكذلك الاستفسار عن اخر النظريات في علم التواصل والتفاعل الاجتماعي.

سوف نحاول الاجابة باسرع وقت من خلال هذه الصفحة ، و يمكن إرسال أسئلتكم بالبريد الالكتروني الينا وسننشرها باسم مستعار حين توجد رغبة خاصة لذلك.

منسقة عيادة التمدن: المعالجة النفسية أواصر يوسف خالد
**************************************************************************
جائنى سؤال من نوال حول ابنتها البالغة ثلاث سنوات, الى اى مدى يتدخل الاهل فى لعب الاطفال؟

من الطبيعى جدا للاطفال بين سنتين الى خمس سنوات ان يبدوا رغبة فى اكتشاف اجزاء جسمهم واجسام غيرهم، من خلال الاعضاء التى تثير رغبتهم فى اللمس واحيانا الفرك، لان هذا الاكتشاف التلقائي يحرك بشكل بسيط شيء من الاحساس الجنسي . لعبة الطبيب او لعبة الاب والام من الالعاب المتداولة عند الاطفال في جميع المجتمعات. لعبة يجربها الاطفال لانهم من خلالها يمارسون عالمهم ويثبتون المفاهيم التى التقطوها من محيطهم. السؤال الذي يبرز امام الاباء والمربين هو: الى مدى يسمح للطفل فى التوسع باللعبة طالما هى جزء من تطوره الادراكى والاجتماعى والنفسى. لعبة الطبيب تستوجب كما يسعون الاطفال حرفيا الى تقليدها، البدء برفع الملابس عن البطن وحدوث الالتماس بين الطفلين الذي يكون ممزوجا باللعب والرغبة فى اكتشاف الجسم الاخر، ولهذه الحدود يجب على الاهل احترام اللعبة بدون تدخل. وكذلك عندما يستمر اللعب الى حد خلع الملابس الداخلية لرؤية الاعضاء الجنسية المختلفة ويبدا الكلام حول اختلاف العضو عند الولد عن البنت، ويتطور الحديث عن كيفية حدوث الانجاب... الخ، وحين تبقى الاحاديث المشوّقة فى حدود طبيعية عالم الطفل، ولكن اذا اصبح الحديث ياخذ طابع اخر وتبدا اقتراحات وكلام في سياق محاولة الممارسة، عندئذ وجب على الاهل التدخل بكل هدوء وبدون ان يثيروا شعور السخط والخجل لدى الطفل وان يطلبوا من الاطفال لبس الملابس واللعب بلعبة اخرى. يتوجب على الاهل التصرف فى هذا الموقف بشكل حيادي وبدون اي لوم او سخرية، كمثل بقية الحالات عندما يريدون كفّ الطفل عن اى تصرف غير مرغوب به كما فى حالة الصراخ حيث تقول الام انها لاتحب الصراخ وتطلب من الطفل الكلام بصوت واطى. ولا تتردد فى تكرارها عدّة مرات.
يشعر الطفل بالامان وينفّذ ما طلب منه براحة اذا استطاع الاهل ان يعطوه الامان والثقة فى تصرفاته. وهذا الاحساس يجعله غير متردد فى اطلاق الكلمات والافكار والاسئلة التى تدور فى عقله الصغير، خاصة وانه ربما سمع معلومة من صديقه لم يفهمها جيدا، او ربما وجد تضارب بين ما سمعه من صديقه وما سمعه من اهله. او انه راى والديه اثناء ممارستهما الحب. لذلك فهو يبقى يسأل لكى يفهم فقط، مثلا كيف يتم الزواج؟ ومن اين يخرج الطفل؟
اذا احسّ الطفل بالرفض والمنع من التحدث بهذه الافكار او التوبيخ لانه تلفّض او تصرّف بهذا الشكل، فان ذلك سيؤدى الى انه يبدا بالشعور بالخجل مما قاله او عمل به، ويمنعه ذلك من البوح به مرة ثانية وهذا يؤدي الى كبت مشاعره الطبيعيه مع الاحساس بالخيبة والذنب، وبالتالى ينعكس هذا الاحساس المخزى والمخجل عندما يكبر ويكبر عالمه الجنسي، مع نفسه والجنس الاخر، علاوة على انه سوف يكون فريسة سهلة لمن يستغلّون عدم فهم الاطفال لهذا العالم المثير والممنوع عليهم دخوله، ويستغل جهلهم به كذلك لكي يستغلهم او يدفعهم الى ممارسات خطيرة تضرّ بهم كثيرا وتسبب لهم الكثير من الازمات والمشاكل النفسية
يمكن للاهل ان ياخذوا الامور التالية بعين الاعتبار:ـ
اولا: اعطاء الوقت الكافى فى التحدث مع الطفل عندما يبدا بالاسئلة الغير تقليدية، وعدم التهرب من الاجابة او الاتيان باجوبة غير معقولة او غير طبيعية، وهناك كثير من كتب الاطفال توضح كثير من الاجزاء الجسديّة للولد والبنت. اشرحوا لطفلكم باحترام وعلى قدر رغبته في الفهم وتفهمه للامور. الفكرة فى التحدّث مع الطفل هى توضيح المعلومة وتاكيدها والاقرار بكيان ووجودية الطفل.
ثانيا: التوضيح الكامل للطفل عن ماهو مسموح فى لعبة الطبيب او غيرها وما هو مرفوض مثلا عدم ادخال الاشياء فى المؤخرة او عضو الفتاة.
ثالثا: اسمح لطفلك باللعب لعبة الاب والام مع الاطفال بعمره، لان الطفل ذو السبع سنوات سيلعبها بطريقة مختلفة ولا تناسب الطفل ذو الخمس سنوات.
رابعا. لاتكثروا بالاسئلة حول من اين عرف طفلكم مصدر هذه المعلومة لانها تسبب عدم ارتياح لطفلكم، وتمنعه من التحدث بنفس الصراحة في المستقبل، كما انكم ستبتعدون عن الموضوع الرئيسى وهو توضيح المعلومة له.
خامسا: اذا تفوه الطفل بكلام جنسى لا يخلو من الوعى الجنسى للكبار مثلا يقول الطفل للكبير ان عضوى الذكري صلب واريد ادخاله بك، عليك ان تنتبهى لهذا الكلام وتخبرى المربية فى الروضة به لمتابعة الطفل مستقبلا فى اقوال اخرى مشابهه، او قد يبدر منه تصرفات غير مالوفة مثلا الانعزال او العصبية او اجبار الاطفال الاخرين فى خلع ملابسهم. وقد يكون ذلك احدى علامات تعرضه لتجربة اعتداء قاسية مع الكبار.
سادسا: علّموا طفلكم فى ان يقول لا وقت احساسه بعدم الارتياح لشيء ما، ويفيد ذلك كثيرا في تجربة اكتشاف الجنس عن طريق اللعب، فيكون بامكانه وقف اللعب والقول للاخر لا اريد هذه اللعبة او توقّف، لانكم بذلك ستعطوه الامان فى الحديث في مثل هذه الامور، وتوفرون التهيؤ النفسى والثقة بنفسه فى الافصاح بصوت عالى عن ما لا يرغب به.
سابعا: اذا احس الاهل بالقلق من لعب الاطفال فى غرفة لوحدهم، قولوا لهم بوضوح: لا تغلق الباب ومرّوا عليهم بين الحين والاخر وتذكّروا الهدوء والامان فى التعامل مع حياة الطفل الجنسية وكما يقول فرويد هى مرحلة يبحث فيها الطفل لكى يعرف من هو.
ثامنا: اذا استمر الطفل بلعبة الطبيب بشكل مستمر ثلاث او اربعة شهور تحدثى مع المربية فى الروضة حول الموضوع وعن كيفية عدوله عن هذه اللعبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نجاح ثقافة المعرفة وفشل ثقافة الخوف
لحسن وزين ( 2011 / 6 / 13 - 09:31 )
اعتقد بأن الكثير من المواقف السلبية حول الطفل وحياته ناجمة أساسا من غياب ثقافة الطفل وإدراك لحقيقته كانسان مبدع وخلاق وقادر على تجاوز الكبار . بمعنى أن الكبار يمارسون نوعا من التصغير والتشكيك في انجازاته وتساؤلاته التي غالبا ما يرفضها الكبار بدعوى أنها ليست منه بل سمعها أو تلقاها من احد ما وهذه المواقف الجاهلة بحقيقة الطفل تحبطه وتحد من إبداعه ونموه النفسي والمعرفي وتواصله الاجتماعي لذا ينبغي أن نبعد لغة التصغير والصد النفسي والمعرفي لكي ننشئ أجيالا منفتحة حوارية تطلب التواصل و الإبداع وتسعى إليهما .
مع تحياتي وشكرا لردك على المشورة


2 - شكرا
اواصر يوسف خالد ( 2011 / 6 / 16 - 09:18 )
الى لحسن
شكرا على مداخلتك
مع تحياتى

اخر الافلام

.. مسرحية بترا


.. العنف ضد المرأة في تزايد الأسباب متعددة والحلول غائبة




.. ضغوط نفسية وتحديات معيشية معاناة مزدوجة تعيشها نساء غزة


.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف




.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه