الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا وقعت البقرة..كثرت سكاكين ذابحيها

أحمد بسمار

2011 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إذا وقعت البقرة..كثرت سكاكين ذابحيها (مثل سوري قديم)!!!...
هذا هو وضع ســـوريـا اليوم. كثرت سكاكين ذباحيها.
كـلـمـات واقعية يائسة...

امريكا. فرنسا. انكلترا. البرتغال. وحتى تركيا وبان كي مون. أعضاء حلف الناتو. و خليط من المعترضين السوريين الهاربين. بينهم من شارك في السلطة الأسدية (الأب والابن) سنينا طويلة, ومنهم من اعترض لأسباب شخصية أومبدأية ومن ثم اضطر للهجرة القسرية. ومنهم من كان موفدا ولا يريد العودة للبلد لأسباب اقتصادية. ومنهم لأسباب عقائدية وغالبا مذهبية. والعديد العديد لأسباب طائفية, والتزامهم مع الجماعات الإسلامية المختلفة المرتبطة ماليا وفكريا ومذهبيا مع المملكة الوهابية وبعض الدول الخليجية السخية في بترودولاراتها, بلا عد ولا حساب, حيث أصبحت محطاتها الفضائية تتسابق مع C N N في البحث عن شهود العيان المحترفين.. لقاء بضعة دولارات قذرة...

مما لا شـك فيه أن السلطة السورية الحالية, لم تلمع ولم تشتهر بمماراساتها الإنسانية خلال الخمسين سنة االأخيرة. وحتى هذه الساعة.
بالإضافة إلى جهاز إعلام متحجر متقوقع, لا خـبـرة لديه سوى ممارسة الغباء والعمى وتـألـيـه القائد الأوحد. وخاصة عدم الاعتراف بأي خطأ مهما كان واضحا ظاهرا. لا في الماضي ولا في الحاضر.. مما دفع سكاكين الذابحين في الداخل والخارج إلى مزيد من شحذ أنيابها وسكاكينها, لذبح البقرة وحرق الأخضر واليابس...ولكل فعل ردة فعل, دفعت عناصر من هذا السلطة, التي لا تقبل غير منطق البطش إلى مزيد ومزيد من البطش, بلا أي حدود إنسانية...حتى سـادت بين الطرفين كل أساليب الحرب الأهلية والعشائرية والطائفية.. أكثر من البحث عن حلول سـلـمـيـة منطقية إنسانية. وغرق الطرفان بعد ثلاثة أشهر من المناوشات المحلية والفتن الحاراتية والمطالب الشخصية والدعاءات الألاهأكبرية والدينية, إلى حرب أهلية قاتلة ضروس. كل رابح فيها.. خــاســر..خـاسـر.. خاسر!!!..

والخاسر الأول فيها هو شعب سوريا. أمهات سوريا. اقتصاد سوريا.. وخاصة المواطن البسيط العادي...

لم أسمع حتى هذه الساعة, لا في مركز إعلام.. وحتى في هذا الموقع الذي يلجأ إليه غالبنا (الحوار المتمدن) وعديد من شخصيات المعارضة التي تحمل راية الحرب والضرب والسيف والتهديد والترويع بقوات الناتو, وحثها على الإسراع بحل المشكلة السورية أمريكيا أو ساركوزيا أو أردوغانيا. لم أسمعها في أنطاليا أو في بروكسل, تقدم حلا سلميا, يجنب البلد خرابا عراقيا أو ليبيا أو يمنيا. لم أسمع أحدا من نجوم هذه المعارضة التي تعيش في فنادق الخمسة نجوم ولا ترتدي سوى ملابس آرماني وARMANIكرافتات Hérmès, لا أسمعها قط تتحدث سوى عن الحرب والضرب, ولا مرة واحدة تبدي حلولا سلمية تجنب البلد أنهار الدم والمقابر الجماعية والدمار والخراب المتواصل. لم أسمعهم مرة واحدة يقدمون أي برنامج مستقبلي لفصل الدين عن الدولة. هذه (الدملة) الطائفية التي كانت من أول أخطائنا العقائدية والفكرية والسياسية. كأنما يريدون دغدغة الأكثرية الغشيمة النائمة. ولا شيء سوى دغدغة الأكثرية النائمة, للحصول على المناصب والمكاسب في المستقبل.. وأن تتغير سلطة سيئة بسلطة أسوأ وأسوأ !!!...

كل ما أريد اليوم, أن تجد الأمهات السوريات أمانا حقيقيا لأولادهن. وأن ينام أولادهن بهدوء. بلا أصوات رصاص. بلا نحيب المفجوعات المتواصل. لا أقبل أن تتمزق سوريا بهذا الشكل. لا أقبل هذا العناد من كلا الطرفين ألا حــل سوى انتصار طرف على الطرف الآخر.لأننا ولدنا بالعنف والطغيان والحرمان. وعشنا بالعنف والطغيان والحرمان.. والآن..والآن هرمنا ونهرم بالعنف والحرمان والطغيان.. قلق وخوف وعداء.. وسـلـطـة ومعارضة..

في كل بلاد العالم توجد سلطة, وتوجد معارضة. ولكن بكل حرية وديمقراطية وتبادل آراء. حيث كل خلاف يحل بالنقاش والانتخابات وبالإعلام الحر أو تحت سقف البرلمان. ما عدا عند العرب والمسلمين. حيث كل خلاف يحل بالسكاكين والقنابل والعداء والكذب والنفاق. بعيدا عن كل منطق بشري. لا نعرف أن نحل مشاكلنا إلا بالصراخ والضرب والعنف والسحل والشنق على أعمدة الكهرباء. طبائعنا حيوانية شرسة عنيفة, ترفضها الإنسانية. ولهذا ينظر إلينا العالم دائما أينما وجدنا نظرة ريبة خاصة. لأننا من أقدم العصور فرضنا ديانتنا على الآخرين بالسيف والتخويف والترهيب. واليوم نحل خلافاتنا العائلية والقومية والمحلية بالسيف والتخويف والترهيب. زائد الكذب المتواصل والتهويل والقتل الجماعي والعشوائي.

متى نتصرف كباقي البشر في العالم. بأنظمة حكومية واضحة مشروعة.
بصحافة حرة تحمي حرياتنا الطبيعية, وبرلمان منتخب منا وفينا وإلينا, يصحح الخطأ ويحمي الضعيف ضد السلطة. فيه المؤيد والمعارض يعملان معا لخير البلد ورفاهية الشعب وضمان الحريات العامة.............

أخشى أننا لن نر هذا قطعا بأي يوم من الأيام. وسوف يبقى هذا حلما خياليا أفلاطونيا. لأن العنف والظلم والقسوة في جيناتنا.. من تركيبتنا وبداية بداياتنا من أقدم الأزمان.. وسوف تبقى العتمة تغلفنا مهما تغيرت الحكومات والأنظمة. ويزداد تصحير مشرقنا يوما عن يوم. ومن حكومة لحكومة..وسلطة أنانية لسلطة أنانية متحجرة... ويتقوقع اضمحلالنا الفكري ولن ننتج أي شي سوى النوم والأكل والنكاح والصلاة, وانتظار ليلة القدر. لأنه هكذا رسم مصيرنا حتى تتوسع دولة إسرائيل, وإسرائيل فقط.. ويستمر ارتباط عبوديتنا مع ازدهارها وتوسعها...

وأن تبقى عاقل واحد.. ليفهم...
ولم تعد عندي أية تحية لأحد..سوى لأمهات بلدي...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الجامدة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرامية على انقاض الجمامج
السامر ادهم ( 2011 / 6 / 12 - 19:12 )
وعيوني وعيونك كله جذب بجذب كلها طامعة بالسلطة والمال هل تستطيع ان تقول لي مالذي سيتغير اقتصاديا في سوريا لو سقط النظام -مجرد حفنة جديدة ستصعد للسلطة لتغتني كما هي السلطة الحالية - هل تستطيع ان تقول لي اين سيذهب المرتشيين في الدوائر والمؤسسات الان هم نفسهم سيبقون وستبقى طبائعهم واي ضغط حكومي عليهم لن يكون ممكنا لان الدخل محددود والاقتصاد وموارده محددودة اذن هي استبدال لصوص بلصوص وربما لصوص الخارج هم اشد مكرا وحيلة ودهاء واستماته لجني الثروة لانهم يعرفون قيمة الدولارات لانهم عاشوا في الخارج.اضرب لك مثلا كنا في العلااق نسمع اصوات المعارضة ان صدام يسرق الحصة التموينية ولايعطي كل مفرداتها الحقيقية التي قررتها الامم المتحدة وادعوا انهم عندما يحكمون البلاد ستكون الحصة بدل عشرة مواد ستصبح 20 مادة ماان سقط النظام حتى ازادات الرشوة عشرات المرات عما كان في زمن الدكتاتور والحصة احتفت تماما وتقلصت الى مادة واحدة والطائفيات اشتغلت في الاحياء والمدن والنصوص الدستورية - تصور بعدما دفعنا مليون قتيل لازالت سرقة ونهب المال العام تفتك بالبلاد وكان الاكثر لصوصية هم معارضة الخارج بقيادة الجلبي وعلاوي


2 - رد بـسـيـط
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 12 - 19:58 )
يا سيد السامر أدهم
مع الأسف الشديد, نحن شعوب عاطفية بركانية. لا تحفظ دروس التاريخ ولا تعتبر تحكيم العقل والتحليل والمنطق.. وجل ما أخشى أن تقع سوريا وشعبها في فخ مثل الأفخاخ التي وقع بها جيراننا وأولاد عمنا. تمزق. تفجير. فتنة طائفية وعشائرية.. وأطماع خارجية. وفوضى وحرب أهلية كل رابح فيها.. خــاســر!!!...
ولك مني كل الشكر والتحية.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


3 - من وجهة نظرك ماهو الحل السلمي
طلال السوري ( 2011 / 6 / 12 - 21:05 )
النظام يرفض التداول السلمي للسلطة- النظام يستخدم كل الاسلحة ضد شعب اعزل- النظام لايؤمن بحق الشعب بالتعبير عن رأيه ولابحقه في أختيار من يحكمه
-يقول المثل السوري -ال...رطة على المرتكي سهلة.


4 - رد للسيد طلال السوري
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 13 - 07:19 )
لو كان عندي حـل تسمعه جميع هذه الأطراف المتناحرة المتشعبة, لما رأيتني حزينا يائسا متشائما. هل ترى أن ما يحدث في بلدنا طبيعيا, بالنسبة لحياة شعب بشكل طبيعي, مقارنة عما تعيشه الشعوب الطبيعية بشكل طبيعي. من أول أيام (استقلالنا ) حتى هذه الساعة, لـم نعش ولم نر أية حياة طبيعية...
أتحسر من جديد على الأمهات في هذا البلد الذي يتناحر أبناؤها ويتذابحون على السلطة وما تبقى من خيرات البلد...ولا شــيء آخر..وبغباء كامل قاتل.
ولك مني تحية هادئة حزينة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة

اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال