الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منفيّون من جنَّة الشيطان 39

وديع العبيدي

2011 / 6 / 13
الادب والفن


منفيّون من جنَّة الشيطان 39

قصُورَاً لا تبْنِ..
أطْفَالاً لا تصْنَعْ
فيَكونُ سَفَرُكَ سَهْلاً..
بِلا مَتاعٍ أتيتَ
وَدُونَ مَتاعٍ
تَرْحَلُ!..
تفكيراً لا تُفَكّرْ..
فلا شيءَ أخْطَرُ من الأفْكَارِ!..
فَمَا تَحْسَبُهُ جَيِّدَاً
تَكُونُ لَهُ نَتائجٌ مُؤْلِمَةٌ
وَمَا تُريدُهُ حَسَنَاً
يَقِفُ الغيرُ في وَجْهِهِ
مَا تُريدُهُ هُوَ مُلْكُكَ
وَلَكِنْ لا تَفْعَلْ مَا تُريدُ
لِأنَّ مَا تَفْعَلُهُ يَبْقى لِغيرِكَ!..
وَمَا يَأخُذُهُ غيرُكَ
يُدَمّرُهُ بِحَمَاقتِهِ
ثمَّ تكونُ أنتَ سَبَبَاً لَلْخَرَابِ
أرَأيْتَ مَنْ تَرَكَ مَالاً
تَرِثُهُ عَائِلَتُهُ
فَاخْتَصَمَتْ فيهِ امْرَأتُهُ
وَأطفالُهُ وَامْرَأةُ أبيهِ
فَيَكونُ سَبٌّ وَشَتْمٌ
وَحِقْدٌ وَضَغَائِنٌ
وَتهديدٌ وَحَرْبٌ
وَدَمٌ وَخَرابٌ!..
ثمَّ يَضيعُ المَالُ
وَيَسْطو عَليهِ السّارِقُ
فَيَحْضَرُ إليكَ المَلائِكَةُ
في قَبْرِكَ
بِقَدرِ كلِّ قِطْعَةٍ تَرَكتَها
يُعَذِّبونَكَ عَذاباً شَديدَاً
وَبِقَدرِ كلِّ عُمْلةٍ عَمِلتَهَا
يَكوُون جِلْدَكَ كيّاً قاسِياً
أصَابِعُكَ تَتْهَرِسُ
وَقِواكَ تَذْبُلُ
وَشَهَوَاتكَ تَذوي
فَترَى خَمْرَ الجَّنَّةِ
وَلا تَشرَبُهُ
وَتأتي إليكَ حَواري الفِرْدوسِ
فَلا تَفْعَلُ شَيئاً
لأنَّ أصَابِعَكَ
لا تَتَحَسَّسُ الجَّمَالَ وَالنّعُومَةَ
وَالدّفْءَ..
وَشِفاهُكَ
لا تَتَذَوَّقُ الطيِّباتِ وَالخُمورَ
وَذِراعَاكَ
لا تقويانِ عَلى احْتِضَانِ الجَمَالِ
وَلا سَاقاكَ
تلْتَفَّانِ عَلَيهَا
فلا أنتَ هُنا.. وَلا أنتَ هُناكَ..
وَمِثلَمَا
كنتَ هُنا..
تكونُ هُناكَ
هُنا بَذَلتَ نَفسَكَ
فَضِعْتَ هُناكَ
وَهُنا ضَيَّعْتَ نَفسَكَ
فَتَسَاوى وُجودُكَ من عَدَمِهِ..
لِذلِكَ أقولُ لَكَ
لأنَّني أمُّكَ..
لأنَّني أحِبّكَ
وَهَذا الحُبُّ
ليسَ فيهِ أنَانيَّةٌ!..
هُوَ اعْتِرافي بِالخَطيئَةِ
الّتي صَنَعَتْكَ
فَلا تَخْذُلْني
حَتّى لا أتَحَسَّسَ الألَمَ
وَلا تُلاحِقَني الخَطيئَةُ
في حَياتي
وَمَوْتي!..
دَائِماً
الّطريقُ الّذي تذْهَبُ فيهِ
ارْجَعْ مِنْهُ
قبلَ الظلامِ
وَشيئاً مَعَكَ لا تأخُذْ!..
الشيءُ الّذي لا يَجيءُ إليكَ
لا تَذْهَبْ إليهِ
لا تَسْألْ
وَلا تُجِبْ بِدونِ سُؤالٍ!..
وَحَتّى إذا ابْتسَمَ لَكَ الآخرُونَ
وَدَعوكَ
لا تَطْمَئنَّ لابْتِسَامَاتِهُم
وَلا تَخْدَعْكَ كَلِمَاتُهُم!..
فَهُمْ لا يَعرِفُونَ
وَلا يُريدُونَ أنْ يَعْرِفُوا
وَلِذَلكَ يَنتقِمُونَ لِجَهْلِهُمْ
مِنْ كلِّ شيءٍ!..
أقولُ لَكَ..
أرَأيتَ لو أنَّكَ
بِلا دَعْوَةٍ جِئتَ
وَقَعَدْتَ بِلا فِراشٍ
كَذلِكَ
بَقيتَ
عَارِياً طِوَالَ عُمْرِكَ
وَلَمْ يَلْتَفتْ إلَيكَ أحَدٌ!..
مَاذا كانَ بِوِسْعِكَ
أنْ تفعَلَ
لِتَجذِبَ نَظَرَ الغَيرِ
أوْ تُثيرَ عَطْفَهُمْ
أوْ تَسْتفِزَّ مَشَاعِرَهُمْ
تَشْتُمُهُمْ!..
تَمْدَحُهُمْ..
تَتَمَلّقُهُمْ..
تُسَاعِدُهُمْ
تَجِدُ لَهُمْ عُذرَاً لِلْحَيَاةِ..
فُرْصَةً لِاضْطِهَادِكَ!..
أيَّ شيءٍ!..
أرَأيتَ؟!!..

30/5/2001








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا