الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة برئاسة الخاسر الأول ... كيف أداؤها؟؟

باسم السعيدي

2011 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا ينكر أحد أن نتائج الانتخابات أفرزت دولة القانون خاسراً أولاً.. والائتلاف الوطني العراقي خاسراً ثانياً.. والعراقية فائزاً.
ويتفق الجميع على أن إصرار المالكي على الاحتفاظ بمقعد رئاسة الوزارة هو الذي أبتدع فكرة التحالف الوطني الذي بموجبه أصبح تحالف الخاسرين قائمة أولى داخل البرلمان بمباركة كردستانية تخوفاً من الإتجاه العروبي (أكثرمن نصفه سني) الذي يصطف مع علاوي مشكلاً عصب الحياة للقائمة العراقية.
ولعل المتهم الأول والأخير في إفراز هكذا تشكيلة برلمانية هو الناخب العراقي الذي ذهب الى الانتخابات متشحاً بأيديولوجيات اليمين المتطرف .. سنياً ، شيعياً ، كردياً ، إسلاموياً ، قومجياً.. مضحياً بالوطن على مذبح الطائفة والقومية بعيداً عن الهوية الوطنية.
ومن السابق لأوانه مطالبة الناخب بأن يكون على مستوى عالٍ من الوعي ولمَّا يندمل بعد جرح الذِباحة الإرهابية، والمزابل الشهيرة التي تدور عليها مفارز الشرطة لجمع جثث المغدورين ممن ألقى بهم الحظ العاثر في طريق الميليشيا الفلانية .. والتنظيم المسلَّح الفلاني .. وكل قومٍ بما لديهم فرحون يتراقصون على جثث أرحامهم .. أو قل إخوان الوطن.
ذهب الناخب تحت وطأة الهواجس والتخوفات وحتى الحقد .. ليلقي بورقة الانتخاب لمصلحة جهة يمينية متطرفة ترفع شعار الإعتدال، ولايختلف عاقلان على هذا التوصيف، إذ يشترك الجميع بتلك الصفة حين إتضحت الصورة القاتمة للجميع بُعَيدَ إغلاق صناديق الإقتراع.
على أية حال .. ليس المقام مقام لوم الشعب على مخاوفه.. بل لوم السياسيين على أنهم كقادة ونخب فكرية وإجتماعية مهمة لم يكونوا على القدر المرتجى من المسؤولية في الإرتقاء بالواقع السياسي بعيداً عن الزخم الحاضر للمخاوف والهواجس.
لم يكن السياسي العراقي سوى تاجر إستبدل البضاعة الكاسدة (الطائفية السياسية) ببضاعة رائجة (ضد الطائفية) ولكنها حين بانت وجوه الحقيقة يوم إعلان نتائج الإنتخابات أسفرت الوجوه عن حقائقها .. وأتذكر مقولة للمالكي بأن كان يظن أن عهد الطائفية ولَّى .. لكنه عاد عن رأيه حين إكتشف أن الطائفية لم تزل ضاربة أطنابها(!!!!!!!).. وفي موقفه هذا رأيان أحلاهما مرٌّ:-
الأول : هو كان يظن أن الطائفية قد زالت ظنّاً منه بان الناخب السني سينتخبه هو وليس غيره وحين أظهرت نتائج الإنتخابات أنه لم يحز على ثقة الناخب السني حينذاك أيقن ان الطائفية لم تنحسر .. ونسي أن علاوي شيعيٌّ وأنه حاز على ثقة الناخب السني (في الغالب) فضلا على ثقة الناخب الشيعي (في الأقل)، وإذا أثبت هذا شيئاً فإنما يثبت أن إنحسار الطائفية قد بزغت شمسه لما كما زعم المالكي.
الثاني : كخاسر لم يجد المالكي بدّاً من الإلتجاء الى (طائفيته) والإئتلاف مع الإئتلاف الوطني (الشيعي) ليعلن التحالف الوطني متخلياً عن دولة القانون (كبرنامج إنتخابي وكشعر سياسي) ملتصقاً بالطائفية السياسية كحل أخير للحفاظ على السلطة.
كلا الأمرين يدلان على أن المالكي ليس سوى طالب سلطة .. هو ليس وطنياً (فلا يفرح الوطنيون به كرجل مرحلة يولِّ الدبر إذا غيرت مصلحته وجهتها) وكذلك ليس هو طائفياً (فلا يفرح الطائفيون به حليفاً يولِّ الدبر كما فعل أول مرة حين إستقرأ رأي الشارع المضاد للطائفية).
فالمالكي بالنتيجة لا الى هؤلاء .. ولا الى هؤلاء .. هو خاسر أول همُّه السلطة ولا شيء غير السلطة.
ويؤسفني القول أن هذا الكلام ينطبق على جملة من الساسة الجدد.. الإنتهازية ليس سواها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السباق المحموم
رافد الجشعمي ( 2011 / 6 / 13 - 14:20 )
لن يترك اليمين حصانه الرابح مطلقاً , ولكن اين اليسار من هذا ؟ لاتخفيف للنزعات اليمينية دون الدخو القوى لليسار العراقي في اللعبة الانتخابية . ومن هنا لابد لخطاب اليسار ان يخفف من تعاليه وان يوقف اساليبه القمعية والانعزلية وان يبتعد عن الشتم والقذف والدعوة للاخلال بالنظام العام , وان يمنح الفرصة لشبابه لقيادته واحالة المخضرمين واساليبهم على التقاعد . وهنا لابد للشباب القائد من الولوج في عمق المشاكل والازمات والتفاعل معها سعياً لتأسيس منهجية للعمل السياسي لليسار العراقي . وتقبل مني كل الاحترام

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا