الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتب نطبع نوزع

فليحة حسن

2011 / 6 / 13
الادب والفن


• نكتب ، نطبع ، نوزع
قبل أكثر من عامين كنت أرسلت مجموعتي الشعرية (قصائد أمي )الى دار الشؤون الثقافية العامة ولم اسمع عنها خبراً إلا حين التقيت بأحد زملاء الإبداع في احد المرابد البصرية ، ولما كان الحديث بين المبدعين ذو شجون-كما يقال - تطرقنا أثناء ذلك الحديث الى دار الشؤون الثقافية وكيف يطول الحال بالكتب التي ترسل للطباعة فيها حتى ينساها مؤلفيها أو قد يموت بعضهم دون أن يرى كتابه فيها النور ، فتعهد لي ذلك المبدع متفضلاً بمعرفة خبر المجموعة الشعرية وأين هي الآن ،
وفعلاً بعد أيام قلائل اتصل بي الأستاذ الكريم واخبرني ان مسؤولة النشر في الدار قد أخبرته ان المجموعة قد أرسلت الى الخبير لمعرفة مدى صلاحيتها للنشر، واخبرني انه سيعاود الاتصال بها بعد أيام لمعرفة قرار ذلك الخبير فيها،
ومرت أيام عدة واتصل بي مرة أخرى ليخبرني ان السيد الخبير قد رفض مجموعتي الشعرية وطلب مني الذهاب الى دار الشؤون الثقافية للاطلاع على أسباب الرفض،
وفعلا ذهبت بمعية احد زملاء الكلمة الى هناك وأخذت الورقة التي أرفقت مع المجموعة والتي كُتب عليها رأي الخبير الذي ما معناه : ( قصائد أمي مجموعة شعرية لا تصلح للنشر ولا تليق بالشاعرة لأنها تحتوي على مقاطع من الشعر الشعبي الذي أثبتت فيه أنها شاعرة شعبية أكثر من كونها شاعرة قريض وإنها تحتوي أيضا على صور شعرية كئيبة إضافة الى ان الشاعرة استعملت كلمة الكاحل في قصيدة ليلة القدر لأمها والكاحل يستخدم للحيوان وليس للإنسان حين قالت " لو فتحت أبواب سمائي اليوم
ودنا وهج دعائي من أذن الغيب
لقلت رغم الموت المربوط (بكاحلها ) الآن
ياربي
أحفظ أمي ) ،
احتفظت بالورقة مع المخطوطة المسترجعة المدون عليها اسمي الصريح بخط كبير وعدت الى النجف ولا أخفيكم سراً ان شيئاً من الغيظ تلبسني ولم اهدأ إلا حين اتصلت بأحد الشعراء الحقيقيين والذي قال لي ببرود تام وهل من بين طموحك ان تطبع لك دار الشؤون الثقافية التي يتكدس مطبوعها في المخازن حتى يتلف كتاباً ؟
بكلامه المنطقي هذا سكت عني غيظي وقررت ان أطبع المجموعة في دار الينابيع في سوريا على حسابي الخاص طبعاً،
فبعد اقل من شهر على إرسال المجموعة على شكل (فايل وورد) عن طريق البريد الالكتروني الى دمشق، استلمتها بحلتها الورقية ،
وحين شاركت مع مجموعة من المبدعين في مهرجان الرقة في سوريا وجدتها تحتل رفوف أكثر من معرض أقامته الدار لها في المدن السورية وزادت مبيعاتها حتى أوشكت على الانتهاء حين قمت بقراءة عدد من قصائدها في الجلسات التي خصصت لي هناك،
وقد احتفى بها الكثير من النقاد والمبدعين الذين أهديتهم نسخاً منها فها هو الشاعر الفلسطيني احمد دحبور يرسل لي بعض حروفه بعد قراءته لها قائلاً : (وعلى غير ما نتوقع ، تأتي فليحة حسن ، هذه العراقية النجفية ، من موقع النص غير الموزون لتعيد توازنها بعد غياب الأم وقبل الطوفان الجديد الذي تفزعنا علاماته حرباً ودماً وخرائب لا ندري الى أين تؤدي لكنها وهي تفتقد الأم تكون أماً لأحمد لا لأحمد وأخوته بل للعراق المثخن ..على أن اثر الأسى والحيرة لا يحجب الإيقاع الجهوري لاكما تثبته بعض علامات الوزن هنا وهناك وحسب بل بهذا الإيقاع الداخلي الذي نجحت فليحة في أن تظهره للعيان عبر لغة متوترة مترعة بالتفاصيل حيناً وبالتطلع الى جوهر الشعر لا الانزلاق على سطحه المراوغ ..
لقد فاجأتني هذه الشاعرة حتى لتحملني على الاعتراف باني تناولت بعض نتاجها في البداية من باب المجاملة الحيادية ، وإذا بالحبل السري الطازج يؤكد حضوره عبر بداهة إن الإبداع لا يستأذن حتى يدخل ملكوت الشعر الحق .
احمد دحبور)
ومؤخرا حين احتفى بي نادي الخميس بمناسبة صدور( قصائد أمي ) وتفاعل معها الجمهور الذي اكتظت به قاعة الاتحاد بالرغم من إقامة الجلسة في الساعة الواحدة ظهراً في هذا الصيف القائظ أيقنت خطأ ما كتبه قلم السيد الخبير من تقييم لها ،
وتساءلت الى متى يبقى المبدع يكتب ويطبع وينشر ويوزع بنفسه بينما تقف دور النشر والتوزيع في العراق مكتوفة الأيدي وكأنها غير معنية به؟
ولماذا يقتصر أمر الطباعة والنشر على دار الشؤون الثقافية العامة فقط؟
و لماذا لا يفكر المسؤولون عن الثقافة في العراق مثلاًً بإنشاء أكثر من دار تتولى أمر الطباعة والنشر والتوزيع ، فيتم مثلاً إنشاء دار متخصصة بطباعة الشعر باختلاف أنواعه وأخرى بالسرد وثالثة بالمسرح وأخرى تعنى بنشر ما يكتبه الطفل بذاته تحت عنوان حروف الطفولة مثلاً ؟
ولماذا لا توسع دار الشؤون الثقافية دائرة توزيعها فتغطي الوطن العربي فنحن أيضاً من حقنا ان يتعرف علينا جيراننا من خلال مطبوعنا لا من خلال الانترنيت فقط مثلما نعرفهم من خلال كتبهم التي وصلت وتصل إلينا دوماً ؟
وإذا كان بعض الأدباء يستطيعون طبع ما يكتبون فليس كل الأدباء يمتلكون القدرة المالية التي تمكنهم من الطباعة.
وحتى لو تمكن المبدع من طباعة نتاجه فكيف يتسنى له توزيعه داخل العراق في اقل تقدير ؟
وهل سنبقى نحن الأدباء وخصوصاً ما يطلق علينا بتسمية أدباء المحافظات نوزع كتبنا بيننا متبعين المثل الشعبي الذي يقول " نذر عيادة اله ولولاده" ؟
أم ان المستقبل يحفل بالكثير ؟؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام