الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة

سلمان بارودو

2011 / 6 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لقد عانت شعوب منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص الشعوب العربية من الاستبداد والظلم، وكل أنواع القمع والاضطهاد التي مورست بحقها من قبل أنظمتها الحاكمة عبر عقود طويلة من الزمن، ولكن رياح التغيير قد بدأ يعصف على المنطقة بشكل دراماتيكي سريع الإيقاع .
لم يعرف صاحب ثورة الياسمين البطل التونسي محمد البوعزيزي حينما قام بإحراق نفسه بأنه سيلهب المنطقة بأسرها، وأنه سوف يشعل رياح التغيير فيها، ويحطم جدار الخوف في نفوس وقلوب الشعوب التي بات الخوف مسيطراً عليها منذ تحررها من نير الاستعمار، فثارت على أنظمتها ضد الظلم والقهر، حتى جعلت الدول الحامية لتلك الأنظمة مجبرة بالتبرؤ منها والمطالبة برحيلها، والتي أدركت أيضاً على وجه السرعة أن مصالحها أصبحت مرتبطة مع مصالح الشعوب وليس ضدها، لأن إرادة الشعوب التي باتت تفرض مطالبها بجدارة هي أقوى من إرادة الأنظمة المستبدة .
ان سياسة الاضطهاد والقمع لم تعد تخيف أو ترهب الشعوب التي تطالب بالحرية والديمقراطية والمساواة، فهي تتمرد على واقعها المرير وعلى أزماتها، ولم يعد الخبز همها الأول والأخير، لقد سئمت من أنظمة جاءت عبر الانقلابات وحولت مواطنيها إلى مجرد أدوات لممارساتها وشعاراتها، لذا بدأت تطالب برحيلها.
لقد انتفضت الشعوب العربية ضد مضطهديها مطالبة بالتحول الجذري في مسار هذه الشعوب ليرفع سقف مطالبها من الحق في الحصول على السكن والعمل والرعاية الصحية والحق في التعليم وحرية الرأي والتعبير إلى رحيل أنظمتها المستبدة.
ولكن الحركات السياسية العربية عبر تاريخها السياسي الطويل تعرضت إلى شتى أنواع التنكيل والقمع ومن ثم السجن والملاحقة والمنع، وهناك بعض الحركات السياسية من تحالفت مع أنظمتها، ووجدت صيغة للمصالح المتبادلة والتعايش وأصبحت مرتبطة بها، وشريكة في جميع قرارات وتدابير االحكم أو مصفقة لها، سواء أكانت إيجابية أم سلبية، وقد أصبحت معظم أطياف المعارضة مجرد هياكل غير مؤثرة، لم تعد تستطع أن تؤثر في الرأي العام الوطني أو العالمي، ولا هي قادرة أن تغير من سياسة أنظمتها الحاكمة قيد أنملة، مما أضعفت ثقة الجماهير بها، وابتعادها عنها، هذا الفراغ دفع جموع الشباب إلى العمل والبحث عن بدائل أخرى، وذلك عبر المواقع الكترونية الفيس بوك واليوتيوب والتويتر... وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي للتنسيق فيما بينهم للتظاهر والاحتجاج ضد الأنظمة المستبدة، ومن ثم قيادة حركة الجماهير من اجل رفع الظلم واسترداد الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية ... وغيرها، لذلك لا توجد حركة سياسية تستطيع أن تقول أنها هي من قادت أو حركت الشارع، إذاً لا بد لها أن تعترف بأخطائها وتجري مراجعة نقديةلمواقفها وأدائها النضالي، وأن تتحرر من النرجسية التي تعيش فيها وتنزل قياداتها من بروجها العاجية إلى وسط الجماهير، وتتفاعل مع همومها ومعاناتها ومشاكلها، وتبتعد عن الشعارات البراقة، فالجماهير التي تطالب وتعبر عن آرائها ومواقفها بشكل سلمي وحضاري لن تنطلي عليها هذه الشعارات، لأنها ليست كالأمس فهي مدركة فيما تحصل من تغييرات وتطورات على الساحتين الإقليمية والعالمية، وهي مثقفة ومتعلمة، وتستطيع أن تميز ما بين الصالح والطالح، وهذه الجماهير تدرك تماماً ماذا تريد، وإذا انتفضت سوف تصبح كالتسونامي تجرف كل من يقف في دربها، وعلى هذه القوى والحركات السياسية أن تغير أسلوب عملها ونضالها اليومي بين الجماهير لكي تعيد ثقة تلك الجماهير بها وتكون أكثر التصاقاً وقرباً وملبية لآمال وطموحات وأماني شعوبها.
ما يحصل الآن في المنطقة العربية من رياح التغيير ومن ثورات شعبية شبابية عارمة فالنسميها ما شئنا، فهي بالتالي ثورة ضد الظلم والاضطهاد السياسي والاجتماعي أنها ثورة يراد منها تغيير الواقع نحو غداً أفضل للأجيال القادمة، ويبدو أن رياح التغيير سوف تجتاح العديد من الدول العربية التي تقف ضد طموحات ومستقبل شعوبها وأن طريق التغيير والتحول الديمقراطي السلمي آت لا محال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!