الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من روشتة الحياة ( طريق السعادة) مقالة1

وفاء جمال

2011 / 6 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في حياتنا هذه نحتاج إلى المزيد من القواعد الروحية التي نحيا طبقا
لها، أي نحتاج إلى معرفة ماهو مفيد لترقي وجداننا وإلى معرفة مايجب أن نفعله حتى يتوفر لنا الجسم السليم والروح السليمة أيضا .
فنحن نعلم أنه لا شيء ممكن أن يكتب له الدوام إن هو أرتكز على أسس غير سليمة سواء أكان هذا الشيء هو إحدى النظريات أو إحدى قواعد الرياضيات أو إحدى الهياكل المشيدة من الطوب والأسمنت. وأي شيء في الدنيا إما أن يكون صحيحا ومضبوطا ومطابقا للحقيقة وإما أن يكون زائفا وواهيا، مالم يكن أساس أي منزل من المنازل سليما ومتينا بالدرجة الكافية لتحمل ثقل هذا المنزل فلا شك أن البناء ينهار. ونفس الشيء ينطبق على أخلاقنا ، والصدق هو أول وأهم مقومات الأخلاق. فالكذب والخداع والنفاق مواد رخوة لأنها عارية عن الصدق ولهذا فإنها تذوب أمام حرارة البحث عن الحقيقة . بينما الصدق متين يصمد لكل الاختبارات، والطبيعة مبنية على الصدق ولا يمكن خداعها فهي لا تقبل إلا ماهو مناسب., وماهو صالح وماهو حافظ للتوازن . كما أن الطبيعة تلفظ ماهو خادع ومزيف. غير أن الإنسان لكونه ممتع بقدر من الحرية يحظى بميزة عظيمة آلا وهى الاختيار . بمعنى أنه بوسعه أن يقرر ما إذا كان سيصبح كاذبا أم صادقا، غير أن حياته ستصبح فاسدة أن هو نسجها من خيوط الأكاذيب.
وسيصبح قماش حياته مهلهلا وباليا إن ظل يضيف إلى خيوطه مواد مزيفة بدلا من القيم الصالحة الراسخة الصادقة. والكذب لا يخدع الآخرين فحسب وإنما يخدع الكاذب هو الآخر شيئا فشيئا . ذلك لأن الإحساس المرهف الذي يوجد لدى الحيوان ولدى الإنسان أيضا والذي يفرق بواسطته بين ماهو حقيقي وماهو زائف ذلك الإحساس يتبلد ثم لايلبث أن يتحجر في النهاية من جراء إساءة استعماله .
ونحن لا نستطيع أن نكذب ونظل نحن نحن لا نتغير لأننا بالكذب ندمج الزيف في نمط حياتنا وبهذا نكون قد أدخلنا شيئا ميتا في بنياننا الحي، والأشياء الميتة في الأجسام الحية مصدرا للخطورة لأنها تجعل الخلايا الحية تفسد وتتحلل ، وهكذا فإن الأكاذيب تلتهم أنسجة أخلاقنا التهاما بطيئا والخطوة بين قول الباطل وارتكاب الباطل أي الإستيلاءعلى شيء لا يخصك، هذه الخطوة ليست واسعة كما تظن، فإن حدث وأمكنك أن تجعل مالديك من قيم يختلط حتى يصبح سيان عندك إن قلت صدقا أو قلت كذبا فمن السهل على هذه القيم أن تختلط أكثر من ذلك قليلا إلى النقطة التي يختفي فيها الحد الفاصل بين ماهو لك وما هو لغيرك . فالصدق هو الصخرة التي يجب أن تبنى عليها الأخلاق وعندئذ لا تستطيع الأعاصير مهما اشتدت أن تهدم البناء.
وهذا الكون الشاسع الدائب الحركة النابض الآخذ في الأتساع والارتقاء، هو كون كله حقائق وكل مافيه من قيم هي قيم أصلية ولامكان في هذا الكون لأي شيء زائف فكيف يمكن لحياة أي إنسان أن تكون سليمة وصحيحة إذا كانت مليئة بالثغرات ؟ لأن الأكذوبة هي غياب الشيء الصحيح آلا وهو الصدق والحقيقة .
ولا شيء يؤدى بنا إلى الكذب سوى الكسل أو حب الظهور أو الطمع والجبن ، وعندما يقول الناس إن الأرحم آلا نصارح بالحقيقة فهم بقولهم هذا يتلمسون الأعذار لا نفهم أو يخدعونها ليست إلا، فمن الأرحم دائما على المدى الطويل أن نصارح بالحقيقة لأن الشخص سيعلم عندئذ أين يقف وماذا يجب عليه أن يفعل( والاستثناء الوحيد من هذه القاعدة هو الطبيب الذي لا يمكن أن نتوقع منه أن يصارح مريضه بخير قد يكون من الشدة بالقدر الذي تقتل هذا المريض على الفور أو يحول دون شفائه )
وقد تكون أكذوبة صغيرة قيلت من باب الإهمال قد تكون أكذوبة مصدرا لقدر كبير من سوء الفهم والضرر. فهي تهدم الثقة لأنه إن كذب عليك أحد الأشخاص ذات مرة فمن يضمن لك ألا يفعلها مرتين أو يفعلها مرارا وتكرارا وإن يكذب على شخص أفلن يكذب على غيره ؟ بل وكيف يمكنك أن تضع ثقتك فيه ؟ ......
وللحديث بقية
مقال من تأليف السيدة الفاضلة روحية هانم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم