الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد - الإنسان، حقوقه وحرياته، أو الهاوية

أدونيس

2011 / 6 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ـ 1 ـ

السيد الرئيس،
لا يصدّق العقل ولا الواقع أنّ الديموقراطية سوف تتحقق في سوريا، مباشرة بعد سقوط نظامها القائم. لكن بالمقابل، لا يصدق العقل ولا الواقع أن يظلّ النظام العنفي الأمني في سوريا قائماً. وذلك هو المأزق:
من جهة، لا تنشأ الديموقراطية في سوريا، إلا بعد نضال طويل، وإلا ضمن شروطٍ ومبادئ لا بدّ منها. لكن، لا بدّ من التأسيس لذلك، ومن البدء، الآن لا غداً.
من جهة ثانية، بغير الديموقراطية، لن يكون هناك غير التراجع وصولاً إلى الهاوية.

ـ 2 ـ
صار من النافل القول إنّ الديموقراطية، سياسيّاً، لم يعرفها العرب في تاريخهم الحديث. لم يعرفوها أيضاً في تاريخهم القديم. وهي، ثقافيّاً، من خارج التراث الثقافي العربيّ.
غير أنّ هذا لا يعني إطلاقاً استحالة العمل على التأسيس لها. وقد بُدئ هذا العمل مع بدايات الاستقلال. وكان شجاعاً وبنّاءً. وإنما يعني أنّ هذا العمل يقتضي شروطاً أساسيّة، ولن يكون مجدياً إذا لم تتحقق، بدئيّاً. وبين هذه الشروط ما حال، ماضياً، دون أن يأخذها العرب من الآخر ويمارسوها، كما أخذوا أشياء كثيرة، نظرية وعملية، ومارسوها ويمارسونها، وبرعوا فيها ويبرعون.
أول هذه الشروط هو الخروج بالمجتمع، ثقافيّاً وسياسيّاً من «زمن السماء، الجمعي والإلهيّ»، إلى «زمن الأرض، الفرديّ والإنسانيّ». أو هو، باللغة السياسية المدنية: الفصل الكامل بين ما هو دينيّ وما هو سياسيّ واجتماعيّ وثقافيّ. وقد ناضل من أجل ذلك، منذ القرون الأولى لتأسيس الدولة الإسلامية ـ العربية حتى اليوم مفكرون وشعراء عرب كثيرون، غير أنهم لم يفشلوا فقط وإنما سُفّهوا وكُفّروا وقُتلوا، تبعاً للوضع وللمرحلة التاريخية. كان الدين المؤسّسي هو الذي غلب ولا يزال يغلب. والمزج بين الدينيّ والسياسيّ لا يزال قاعدة النظر والعمل في الحياة الإسلامية ـ العربية. وهو مزجٌ شهدنا ونشهد رسوخه وآثاره المدمّرة، كلّ يوم، وفي مختلف المجالات. إنه قاعدةٌ يُقتَل فيها الإنسان شرعاً: أحياناً يُقتَل فكراً، وأحياناً يُقتَل جسداً، من أجل «النص» أو تأويلٍ معيَّن للنص.
كيف يمكن أن تنشأ الديموقراطيّة في مناخ لا يقيم وزناً لحرية الفرد وللتجربة الإنسانية، ويرفض الآخر المختلف ـ نبذاً، أو تكفيراً ، أو قتلاً، ولا يرى الحياة والثقافة والأزمنة والأمكنة والحضارات البشرية، إلا في مرآة قراءته للنصّ، وهي كما نعلم متعدّدة حتى التباين؟ خصوصاً أنّ النصّ مهما كان عظيماً يصغُر إذا قُرِئ بعقلٍ صغير، كما يحدث اليوم غالباً.
ولا ديموقراطية أساساً في الدين، بالمعنى الذي نتّفق عليه ونتداوله في إطار الثقافة اليونانية ـ الغربية. الدين بطبيعته انحياز سماويّ يُلحِق الأرضَ بالسماء، والبشرَ بنصوصه.
وهو على مستوى التعامل مع الآخر المختلف، لا يمكن أن يتخطى التسامح، في أرقى حالات انفتاحه. لكن التسامح هو نفسه نقيضٌ كذلك للديموقراطية. تتسامح هذه الجماعة مع تلك المختلفة عنها، مضمِرةً أنها الأكثر صحّةً. ويكون تسامحها نوعاً من المِنّة أو التفضّل والتــكرّم. يكون إذاً، شكلاً من أشكال احتكار الحقيقة، ومن التعالي والتفوّق والعنصرية. هو في كلّ حال ضدّ المســاواة. والإنــسان لا يريد التسامح، وإنــما يريــد المساواة. دون مساواة، لا حقوق. لا اعــتراف بالآخــر. لا ديــموقراطية. هكــذا تبدو الديموقراطية في المجتمع العربي مجـرد لفظـة نتـشدّق بهـا. مجـرّد لغـو.
ـ 3 ـ
السيّد الرئيس،
يبدأ التأسيس للديموقراطية، إذاً، بالفصل الكامل بين ما هو ديني، من جهة، وما هو سياسيّ واجتماعيّ وثقافيّ، من جهة ثانية.
وهذا ما لم يفعله حزب البعث العربي الاشتراكيّ، كما كان منتَظَراً، وهو الذي قاد البلاد، منذ حوالى نصف قرن. على العكس، لبس الثوب القديم: هيمن على حلبة «اللعب» القديم، وساس وقاد بالعقلية القديمة، متبنياً سياقها الثقافيّ ـ الاجتماعيّ. هكذا تحوّل بالممارسة إلى حزب شبه «عنصريّ»، في كلّ ما يتعلّق بالإتنيات غير العربية، وبخاصة الأكراد. وفي هذا كله أصبح حزباً «دينيّاً» أو ذا بنية دينية: كما أنّ الانتماء إلى الإسلام امتياز فكريّ ـ إنسانيّ، في النظرة السلفيّة، فإنّ الانتماء إلى حزب البعث كان امتيازاً، هو أيضاً، فكريّاً ـ وإنسانياً، على الصعيد النظريّ، وامتيازاً سياسيّاً وظيفيّاً وتجاريّاً، على الصعيد العمليّ. وهكذا أخذ الحزب يناضل لكي يُدخِل المجتمع في «دينه» هو، بدلاً من أن يناضل لكي يحرّر المجتمع من التديّن ـ المؤسَّسيّ، ويقيم مجتمع المواطنة، حيث لا فضل لأحد على الآخر بدينه أو بحزبيّته بل بعمله وكفاءته.
ـ 4 ـ
السيّد الرئيس،
يتّفق جميع المختصّين على القول إنّ التجربة الحزبية الإيديولوجية في الحياة العربية فشلت على جميع المستويات، كما فشل نموذجها الشيوعيّ. حزب البعث العربي الاشتراكيّ جزء من هذه التجربة. هو إذاً جزء من هذا الفشل. ولم ينجح في البقاء مهيمناً على سوريا بقوة الإيديولوجية وإنما نجح بقوة قبضة حديدية ـ أمنية، ساعدت ظروف كثيرة ومتنوّعة على تهيئتها وإحكامها.
وتؤكّد التجربة التاريخية أنّ هذه القبضة، التي كانت شديدة وقوية لا تقدر أن تؤمّن الهيمنة إلاّ فترة محدودة، مرهونة بالأوضاع الداخلية والخارجية، وأنها لا تقدم للشعب الذي تهيمن عليه إلاّ التفكّك والتخلّف، إضافة إلى الإذلال واستباحة الكرامة البشرية.
لا هيمنة في الأخير إلا للحرية. ولا أمن في الأخير إلا بالحرّيّة.
وتلك هي المفارقة اليوم: حزبٌ حكَمَ، باسم التقدم، باسم الخروج بالمجتمع من أحواله المتخلّفة إلى أحوال ناهضة، يجد نفسه اليوم، أنه متَّهَم ومسؤول تماماً كمثل الجماعات التي تعارضه، عن الانهيار الآخذ في التحقّق، انهيار سوريا وتشـــويه صورتها الحضارية بوحل «الطائفية» و»العشائرية» و»المذهبية» ووحل التدخل الخارجي ووحل التعذيب والقتل والتمثيل بجثث القتلى.
وإنها لَمهزلة فاجعة أسهم حزب البعث نفسه في تكوينها، أن تُكسى الأحداث السورية اليوم ـ على ألسنة الحكّام الغربيين ـ بعباءة الدفاع عن حقوق الإنسان، وأن تكون هذه العباءة واسعة تتسع للعرب جميعاً من المحيط إلى الخليج، باستثناء فئة عربية واحدة: الفلسطينيين. فهؤلاء لا حقوق لهم في نظر المدافعين الأميركيين والغربيين عن حقوق الإنسان العربي. والأكثر مأساوية هو أنّ العرب أنفسهم جميعاً من دون استثناء يشاركون، بشكلٍ أو آخر، قليلاً أو كثيراً، في تأليف هذه المهزلة الفاجعة، وفي أدائها وتمثيلها.
ـ 5 ـ
السيّد الرئيس،
أكيدٌ، وهذا ما قد توافق عليه أغلبية العاملين في الحزب، أنّ أعمال السلطات التي حكمت باسمه لم تكن في مستوى مبادئه. كانت على العكس تتناقض معها ـ خصوصاً في كلّ ما يتعلّق بالحياة المدنيّة وحقوق الإنسان وحرياته. وهذا مما يتوجّب عليه أخلاقيّاً، أن يعترف به. والحقّ أنّ الحزب لم يؤسس لأيّ شيء يمكن حسبانه جديداً وخلاّقاً، ومهمّاً، في أي حقل. بل إنّه في الممارسة، وعلى المستوى الثقافي الخالص، مثلاً، حزبٌ تقليديّ، ورجعيّ دينيّ في حالات كثيرة ـ خصوصاً في حالات التربية، والتعليم، والمدارس والجامعات. ولم يُعطِ أية مكانة للإنسان بوصفه إنساناً، في ما وراء انتماءاته، أو للحقيقة في حدّ ذاتها. ولم يبن الحزب جامعة نموذجية واحدة. ولا مؤسسة معرفية أو فنية نموذجية واحدة.
لقد كان أشبه بجمعية «دينية»: عرقل نموّ الثقافة المدنية الحرة، ودمّر أخلاق البشر، مقيماً الثقافة على الولاء له، وعلى معاداة أعدائه، وعلى الشعارات والتبشيرات التي كانت في معظمها ساذجة وسطحية.
وإنها لمأساة لهذا الحزب، مأساة داخلية في علاقته ببنية المجتمع وعقليته، أن يحاربه معارضوه، هو الوحدوي القومي العلماني... إلخ، تحت راياتٍ بينها راية «الطائفية» أو راية «جمعة العشائر» بعد هذه الفترة الطويلة من سيادته وحكمه باسم العلمانية والتقدمية.
والحقّ أنّ ما قامت به السلطات التي حكمت باسم «حزب» البعث العربي الاشتراكي»، طول هذه الفترة، يؤدي، طبيعيّاً إلى الحال التي تعيشها سوريا اليوم. فالخلل الأساس في حكم هذه السلطات أنها تبنّت السياق التقليدي القديم، وأكّدت «منطقه» وأساليبه. اندرجت في نص سياسيّ ـ دينيّ لا يمكن إلا أن يبتلع كلّ من يدخل فيه. هكذا سادت ثقافة المساومات، والترضيات، والابتزازات، والاحتكارات، والإقصاءات والتكفيرات، والتخوينات، إضافة إلى ثقافة القبليات والطائفيات والعشائريات والمذهبيات.
وقد تبنّى الحزب هذا كله كما تؤكّده الممارسة من أجل غاية واحدة: البقاء في السلطة، والحفاظ عليها. كانت السلطة بذاتها تهمّه أكثر مما يهمه تحويل المجتمع وبناؤه في اتجاه التغيّر نحو حياة جديدة، ومجتمع جديد، وثقافة جديدة، وإنسان جديد. هكذا تحوّلت سلطاته بالممارسة إلى سلطات رجعية، لا تحتاج إلى ثورة لإسقاطها، وإنما تحمل في ذاتها بذرة سقوطها. وفي ذلك حكمٌ مبرمٌ، موضوعيّاً، على حزب البعث بوصفه سلطة. لقد فشل كلّيّاً في تفكيك البنية القديمة ودفع المجتمع في اتّجاه التقدّم. وفي هذا دليلٌ عمليّ على أنّ المادة الثامنة من الدستور، يجب أن تُلغى أولاً وقبل كل شيء، ذلك أنها الرمز المباشر للطغيان وللاستهتار بالإنسان والعقل والحرية.
ما يُطلَب اليوم من قادة حزب البعث هو أن تكون لهم الجرأة الأخلاقية والتاريخية على الاعتراف بخطأ التجربة التي قادوها، وأن يعملوا على نقدها وتخطّيها، وفتح صفحة جديدة ديموقراطية لبناء سلطة جديدة تشارك فيها جميع القوى السياسية والفكرية الفاعلة، وبخاصّة النسائية والشبابية ـ تحقيقاً للخروج من السياق التقليدي القائم، في اتجاه مجتمع مدنيّ ديموقراطيّ.
ـ 6 ـ
السيّد الرئيس،
لا يشكّ أحدٌ في أنّ المطالبة بالديموقراطية لا تتضمّن بالضرورة أنّ الذين يقومون بهذه المطالبة هم ديموقراطيّون حقّاً.
لا تتحقق الديموقراطية إلا بأمرين:
1 ـ أن أنتمي، بوصفي مواطناً (رجلاً أو امرأة) إلى المجتمع بوصفه وحدة لا تتجزأ، قبل انتمائي إلى دين أو قبيلة أو طائفة أو إتنية،
2 ـ أن أعترف بالآخر المختلف (رجلاً أو امرأة) بوصفه مثلي عضواً في هذا المجتمع، وله حقوقي نفسها وحرياتي نفسها.
ومن الصحيح أنّ الفكر يوجّه أو قد يوجّه. لكنه لا يحكم. ولهذا فإنّ فكر المعارضة يجب أن يكون، هو أيضاً، واضحاً وشاملاً ودقيقاً. علماً أنّ المعارضة حق للنّاس وشرط أساسيّ للديموقراطية. وعليها أن تعلِن نقدَها إذا كانت اعتراضاتها جزئية، أو تعلن مشروعاتها وخططَها البديلة إذا كانت اعتراضاتها شاملة. وما دامت المعارضة، أو بعضها، في سوريا، تطالب بإسقاط النظام، فإنّ عليها أن تقول خططها وأهدافها لما بعد إسقاط النظام، كما أنّ عليها أن تقول إلى أيّ مدى، ووصولاً إلى أية جذور، تريد أن تصل في مشروعها التغييري.
ـ 7 ـ
لكن، مَن هذه المعارضة، اليوم؟
1ـ هناك «أصوات»: مفكرون، كتّاب، شعراء، فنانون، مثقفون، شبّان وشابّات، لهم وجهات نظر وتطلّعات نبيلة وعادلة، لكن لا تجمعهم وثيقة، ولو على مستوى الرمزية التاريخية، وثيقة تحمل أفكارهم، وتوضح أهدافهم لما بعد النظام القائم. فالصوت، إذا لم يتجسد، يظلّ صوتاً. لكنه لا يدخل بالضرورة، في شبكة الواقع العملي. يظلّ في ما دونها. أو في ما فوقها.
2 ـ وهناك «أعمال»: تظاهرات، اصطدامات، محرّضون، رافعو رايات وشعارات، قتلى، مقاتلون.
وهؤلاء تجمع في ما بينهم، مواقف مثالية أخلاقية أو وطنية مخلصة لمبادئ ومثُل.
لكن تبدو لدى بعضهم «لحمة» ضدّية عنفية، تغلب عليها نبرة: «التهييج»، و»الثأرية» والدينية «الطائفية» أو «السلفية».
الأرجح، تبعاً للتجربة التاريخية أنّ الغلبة، في مثل هذه التمردات ذات الطابع الثوري تكون للأكثر تنظيماً بين هؤلاء، والأكثر عدّةً وعدداً. ومعنى ذلك أنّ «العمل» هو الذي يقود، وينتصر. وسيكون مستوى العمل في مستوى الفكر الذي وجّهه.
هكذا لا تكفي دعوة النظام معارضيه إلى الحوار.
لا بدّ من طرح مفهوم الحكم، وآليات الوصول إلى الحكم وتداول السلطة، والآليات التي تسوّغ للمحكوم أن يقول رأيه في السلطة وأدائها، واعتبار السلطة في متناول كلّ مؤهَّل يختاره الشعب.
لا بدّ من الدعوة إلى مشروعات واضحة ـ في السياسة، في التربية، في التعليم، في الاقتصاد، في الثقافة والفنون، في الحياة المدنيّة، وبخاصّة في كلّ ما يتعلّق بالمرأة وحقوقها وحرياتها.
ـ 8 ـ
السيد الرئيس،
التحدي الذي يواجهك مزدوج: هو أولاً أن تمارس نشاطك اليوم، لا بوصفك رئيس حزب، بل بوصفك قبل كل شيء رئيس بلاد وشعب. ولا بدّ، بوصفك خصوصاً رئيساً منتَخَباً من أن تمهّد لتداول السلطة بموجب اقتراع حرّ بلا شروط مسبقة. لأنّ آلية التداول الحر هي ما يؤكّد شرعية الحكم.
وما دام الشعب مصدر السلطات، فلا حزب ولا زعيم يختزل الشعب وإرادته ويحتكر الكلام والفعل نيابة عنه، إلا عبر تفويض محدد.
وهو ثانياً النظر إلى الوضع السوري نظرةً تتجاوز حدود الأمن والحكم وترى أن بقاء القيادة الحزبية، وفقاً للمادة الثامنة، لم يعد يرضي الأغلبية الساحقة من السوريين، ولم يعد للتشبث بهذه المادة أي مرتكز إلا العنف. وهو عنفٌ لا يمكن أن يدوم، لا يمكن لأية قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلّب على شعب، مهما يكن أعزل.
وعلى قادة الحزب أن يعترفوا هم أنفسهم، بشجاعة وموضوعية، أنّ علاقة الشعب بالحزب اليوم، إذا استثنينا علاقات المصلحة والانتهاز، تراجعت كثيراً عمّا كانت عليه سابقاً، وهي اليوم في مستوياتها الدنيا.
هكذا لم تعد المسألة أن ينقذ النظام نفسه. المسألة هي إنقاذ سوريا: شعباً وأرضاً. دون ذلك، سيكون الحزب مشاركاً أول، لا في تهديم نفسه وحدها، وإنما كذلك في تهديم سوريا كلّها.
ـ 9 ـ
السيد الرئيس،
لا يمكن أحداً يعرف التجارب السياسية الكبرى، إلاّ أن يتّعظ بفشل التجربة التي يمثلها حزب البعث العربي الاشتراكي، نظراً وعملاً، ثقافةً وسياسة. إنها الجزء الأكثر بروزاً ودلالة في فشل التجربة الحزبية الإيديولوجية برمتها في العالم العربي. فهذه الإيديولوجية لم تخنق الفكر وحده، وإنما كادت أن تخنق حركية الإنسان وحركية المجتمع.
هكذا يبدو أنّ قدرَك هو أن تفتدي أخطاء هذه التجربة. أن تعيد الكلمة والقرار إلى الشعب. وأن تمحو صورة الرئاسات السابقة في سوريا، خصوصاً تلك التي وصلت في قطار الانقلابات العسكرية.
أكيدٌ أنّ أعداءك أنفسهم، إلى جانب اصدقائك، سيقولون عنك، آنذاك، إنك أسست لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ سوريا، وربما في تاريخ المنطقة العربية كلها.
ـ 10 ـ
السيد الرئيس،
تحتاج سوريا، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن تبتكر للعرب أبجدية سياسية، استكمالاً لما ابتكرته سابقاً في ميادين كثيرة. تقوم هذه الأبجدية على نبذ المماهاة بين الوطن والحزب وبين القائد والشعب. لا يقوم بهذه المماهاة إلا الطغاة. لا الخليفة عمر مارسها، ولا الإمام عليّ ـ إن كان لا بدّ من الأمثلة التاريخية، ولكي لا نسمّي إلا رمزين تاريخيين.
وأنت الآن مدعوّ، تاريخياً، لكي تفكّ هذه المماهاة بين سوريا وحزب البعث العربي الاشتراكي. فسوريا أرحب، وأغنى، وأكبر من أن تُختَزَل في هذا الحزب، أو أي حزب سواه. أنت مدعوٌّ، إذاً، إنسانيّاً وحضاريّاً، أن تكون إلى جانب سوريا، لا إلى جانب الحزب. أو أن تكون معه بقدر ما يندرج هو في سياق حركيتها، وبقدر ما يعمل على السموّ بها، مع غيره من أبنائها. ـ خصوصاً أنّ الحزب أُعطي فرصة طويلة ونادرة لكي يندرج في هذه الحركية الخلاّقة، عاملاً على السموّ بهذه البلاد الفريدة. غير أنّ التجربة تؤكّد فشله الكامل. لا تنفع المكابرة في ذلك، ولن تجدي القوة أو العنف في إثبات العكس. تتسع السجون للأفراد، لكنها لا تتسع للشعوب. يستحيل سجن الشعب. ولا تشير السجون السياسية إلا إلى الفشل. ولا تجدي القوة، مهما كانت، في قمع هذه الحقيقة أو طمسها.
بل إنّ الحزب في ممارسته السلطة طول هذه الفترة، أساء كثيراً إلى الهوية الثقافية السورية. قدّم على عروبة الانتماء للغة والثقافة عروبةَ الانتماء إلى «العرق» و»الدين»، مؤسِّساً لثقافة ذات بعد واحد، ينتجها مجتمع ببعد واحد. ثقافة ضيقة، اجتراريّة، تنهض حصراً على الضدية: «تكفير» المختلف وتخوينه أو نبذه أو تهميشه. عروبة حلّت محلّ اللاهوت.
فُكِّك المجتمع وأُعيد بناؤه: الحزب ـ القائد ـ السلطة، من جهة، والشعب من جهة. وإمعاناً في هذا التفكيك لم يكن يُقَرَّب إلا المناصرون. وكان يُنبَذ المعارضون، ويُشَرَّد الرافضون.
هكذا أنتج الحزب، طول أربعين سنة من حكم سوريا، المتنوّعة المتعدّدة، ثقافة أحادية مغلقة وقَمْعية: نعم نعم، لا لا.
هكذا تحوّلت الثقافة في سوريا، باستثناءات محدودة، إلى تبشير وإلى إعلام ودعاية بارتباط كامل مع الأمن وسياساته. وحوصرت الثقافة السورية بين عقليتين مغلقتين: السلفية، باسم الدين والتراث والماضي، والحزبية البعثية، باسم عروبة قامعة للحريات وتتناقض مع أبسط حقوق الإنسان. تتناقض خصوصاً مع التعددية التي هي قوام الشخصية السورية.
أعرف ويعرف كثيرون غيري أنّ الغرب وبخاصّة الأميركيّ، لا يدافع عن الشعب السوري ولا عن حقوق الإنسان في سوريا، وأنه يدافع عن استراتيجياته ومصالحه. لكنه «موفَّقٌ» في «الحجّة» التي تقدمها له سوريا، وفي «التسويغ» الذي يتيح له أن يقنّع استعماره الجديد بالدفاع عن الإنسان وحقوقه. هارباً من المعركة الحقيقية: معركة الإنسان وحقوقه في فلسطين.
السيّد الرئيس،
لا بدّ من إعادة النظر الجذرية. حتى لو استطاع حزب البعث أن يوقف الثورة عليه. دون ذلك، سيكون هو نفسه عاملاً أساسيّاً في الانهيار الكامل: في دفع سوريا إلى حرب أهلية طويلة الأمد، قد تكون أشدّ خطورةً مما حدث في العراق، لأنها ستكون تمزيقاً لهذه الأرض الجميلة الفريدة التي اسمها سوريا. وستكون، إلى ذلك، دفعاً لجميع سكانها، خلاّقي الأبجدية، إلى التشرّد في أنحاء أرضٍ لا تعِدُ إلاّ بأحصنة الملائكة التي تطير بأجنحة السماوات السبع.
لسوريا وشعبها ولك، أيها السيد الرئيس، تمنّياتي الصادقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع أنت يا أدونيس
سليم الأصفر ( 2011 / 6 / 14 - 09:48 )
رسالة متزنة وعقلانية تشخص مكمن العلة وتضع مبادئ العلاج السليم , وإن كنت أنا شخصيا أرى أن الحاكم في سوريا منذ عام 1970 لم يعد في الحقيقة هو حزب البعث وإنما رئيس الجمهورية وقادة الأجهزة الأمنية


2 - آسف
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 11:47 )
آسف سيدي، هل يعقل أن تصف حزبا بعثيا تسبب في كل هذا الدمار للبلد ولا تطالب الرئيس بحله وتأميم ممتلكاته ومنعه من العودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى.
آسف سيدي أن لا تنصح الرئيس السوري بهذا رغم أنه يمكن أن يكون قرارا ملموسا وجريئا قد يعيد الثقة في جدية ما يزعمه الرئيس من إصلاحات وفي صبر المتظاهرين عليه حتى ينجز أهم مهمة له قبيل رحيله وهي نقل السلطة إلى أيد أمينة.
وآسف لأنك لم تحمل الرئيس المسؤولية على سياسات هذا الحزب وانحرافاته، ولم تنصحه، حفاظا على سوريا موحدة قابلة للحياة والاستمرار، بأن يبدأ فورا في تحضير خروجه من السلطة، ليدخل التاريخ لو تمكن فعلا من نقلها إلى أيد وطنية ديمقراطية أمينة، بدل من وقوعها لو واصل تشبثه الحنوني بها بين أيد دينية متخلفة طائفية في أحسن الأحوال، أما في أسوئها فسوف تنتقل سوريا إلى الفوضى والدمار.
طبعا ملاحظتي لا تغير شيئا من قيمة هذه الأفكار المخلصة الكبيرة تجاه ما يحدث في بلدك.
تحياتي


3 - الدين يفرضه العوام ولايمكن تجنبه
محمود البدر ( 2011 / 6 / 14 - 12:48 )
نحن خارج التاريخ تماما ولان يهدأ الضمير العربي الديني المعذب الا بالاستمتاع بمنظر الكارثة والخراب -الدم وحده يروي العوام اما السلطة فلانعتب عليها لانها تشرب من وحل العوام وتفصل استجاباتها على وعي الجموع فعلى سبيل المثال فصل الدين عند الدولة لاتملكه الحكومات وانما الشعوب وهو امكان مستبعد فتوضيف الدين من قبل السلطة ومزجه بها من اجل ديمومتها هو مطلب العموم وان لم يعلنوا ذلك-لاديمقراطية بدون مواطن ديمقراطي -العائق في تطور الشعوب العربية من صنع الشعوب وليس الحكام ذاك ان الحكام استجابة للوعي العمومي-سياسىة الدولة في بناء الجوامع والسماح لمناهج التعليم بان تضم افكارا دينية او مزج النصوص الدستورية بالتراث الديني او تقييد الحريات العامة ضمن الحد الادنى للشريعة او اعتبار الشريعة مصدر من مصادر التشريع فالعلاقات الاجتماعية محكومة بقوانيين الدين وتحديدا الاحوال الشخصية -الدين ليس بدعة السلطة وليس عقيدة للعوام - الدين ملتف داخل تلافيف الدماخ- اي تغيير قادم في سوريا من السلطة او المجتمع اذ كان لاياخذ بنظر الاعتبار الدين كمصدر للتشريع ومرجع لجانب كبير بالعلاقات الاجتماعية لن يكون مقبولا ومصادقا عليه-


4 - وأخـيـرا.. تكلم أدونيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 14 - 12:56 )
كالعادة, بعد صمت طويل, في العمق لا في الزمن, يعود إلينا أدونيس, يهزنا, يهز الرئيس السوري, يهزنا ويسكب على رؤوسنا المنبطحة النائمة شلال ماء بارد, علنا نستيقظ ونختار ونمشي. يرينا المرض الذي صمتنا عنه أكثر من نصف قرن. يحلل الرأي الآخر وما فيه من تواز في الخطر مع الرأي الذي حكم..
ويترك لنا الخيار في البحث عن الدروب الأخرى التي (قـد) تؤدي إلى ديمقراطية وحريات جديدة.. لم نعرفها أبدا...
الخيار اليوم صعب. لأنه لم توجد عندنا أية مدرسة.. وما رأيناه وما جربناه حتى اليوم.. بقيت آثاره على روحنا وأجسادنا.. وما يريد البديل بيعنا, مستورد مرعب غير مضمون.. أو غارق في غيبيات دينية ـ إن سيطرت ـ يستحيل الخلاص منها !!!...
لذلك ما زال خيارنا صعب حتى هذه اللحظة...وبانتظار رد بشار الإنسان على أدونيس الشاعر والفيلسوف الإنساني الحالم...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


5 - ولكم العبــــــــرة في حزب البعث في العراق
كنعــان شـــماس ( 2011 / 6 / 14 - 13:33 )
ايها الشاعر الكبير ادونيس بالمختصر حزب البعث هو اذكى حزب اسلامي في تطبيقاته و دبلوماسيته لاتنسى ان العرب مادة الاسلام وتبخــر ه في العراق كان كارثيــــــــــــــــا وهذا مصير حتمي لاي عقيدة تستعمل الرشوة او القوة في تجميع الناس ووصف من يخالفونه بالكفار او الخونة او الاعداء ياسيدي انه زمن مقصلة شريعة حقوق الانسان وويل لمن يتناطح معها سيتهشم حتما تحية


6 - نوبان ذعر عن مستقبل سوريا
امل الهندس ( 2011 / 6 / 14 - 13:47 )
ان السلطة سدت اذانها دهورا ولم تسمع عندما كان المجتمع متنور يبحث عن اصلاح تقدمي وليس مجرد تداول سلمي للسلطة ومتنه نصوص دينية--عرقية-العراق مثالا-اما اليوم ففي الوقت الذي تظطر السلطة للسماع يصم العوام اذانهم ذاهبيين هائجيين في حرق كل شي من اجل التغيير مجرد تغيير بلاخارطة او قاعدة اسناد حقيقية لمعنى التغيير الانساني الديمقراطي-ان الكيد كيد السلطة سنيين وببط وكيد العوام في الحال وبالتطرف--المخرج الوحيد لهذه المعادلة تفكك وانهاك كل شي الجيش الدولة الشعب- اختشى ان تتحول سوريا الى دويلات تستدعى تدخلات دولية واقليمية تجربة لبنان -العراق -اه ياسوريا لم يعد احد يصغي او يجيب


7 - مكمن الداء
مفتاح رحال ( 2011 / 6 / 14 - 13:47 )
شخّصت سيدي فأصبت مكمن العلة والداء وعلى سوريا اليوم أن تكون أكبر من كل الأحزاب ومن كل الأفراد.حتى تبقى لكل العرب فلا يختطفها الطائفي المرتدي لجبة الديمقراطية ولا الخائن المتستر بوطنية مزعومة.وأقول للآسف أعلاه اتركوا السوريين -المخلصون لوطنهم على حد اعترافك-يعالجون العلة بما لديهم من إخلاص ووطنية ترقى فوق شبهاتكم لأنهم أدرى بواقعهم من كل مهاتراتكم و(نصائحكم الملغمة)


8 - الدين
رعد سهر ( 2011 / 6 / 14 - 13:57 )
الديمقراطية وحقوق الانسان تفجر اسئلة كبرى هل يستطيع تراثنا الاجابة عليها ام اننا نحتاج 100 سنة اخرى من بطش حكم ديني كما حكم الفكر القومي لكي ننحرر من سلطته


9 - سيرد السيد الرئيس حالا
سيلوس العراقي ( 2011 / 6 / 14 - 14:03 )
السيد ادونيس المحترم
سيدك الرئيس لم يعد شيئا بيده ، كل الامور اليوم بسيطرة الايرانيين والاجهزة الامنية السورية، سوريا ليست التي تحلم بها ، مثلها مثل العراق الذي كان يحلم العراقيون الشرفاء ببنائه، لكن هيهات، سوريا حالها حال العراق اليوم، محافظة ايرانية ، شئنا أم ابينا فهذا هو الواقع اليوم، ان ايران تقاتل وتذبح السوريين، سوريا (ولبنان) بالنسبة لايران ارض المعركة ضد الاميريكيين، وهكذا ينجح الفرس اخيرا وللاسف في أن يبعدوا الحرب على اراضيهم ضد الامريكان لتكون الساحات العربية من تقوم بذلك، رسالتك سيد ادنيس كان يجب أن توجه الى نظام خميني الذي مدحته كثيرا من المرات منذ سنة 1980
كان بالاحرى ان توجه رسالتك الى سيدك الرئيس الامام خامنئي حافظ امانة الخميني حبيبك سابقاـ لانك لم تصرح منذ فترة عن تجديد حبك ـ حيث انه يحارب بكل ما أتى من قوة لتبقى سوريا جبهة حربه الامامية واستعراض تفوذه في المنطقة ضد الامريكان واسرائيل لينقذ بها ايران ونظامها الفارسي ـ خالص تحياتي


10 - إلى رحال
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 18:03 )
لا أعتقد أن سوريا أو أي بلد عربي آخر لها القدرة على حل مشاكلها بنفسها ولو كان ذلك ممكنا لفعلت في الوقت المناسب. ولولا عين العولمة الرقيبة عبر نقل المعلومات للفضائيات والمواقع الإلكترونية لما تردد أي نظام عربي في سحق أية مظاهرة في ساعات أو أيام. وهذا ما كانت تفعله أنظمتنا عندما كانت الغفلة متوفرة وكان بالإمكان تدمير مدن دون لومة لائم. ولا أخالك تصدق أن الرؤساء العرب الذين رحلوا كانوا سيرحلون قبل ترحيل شعوبهم إلى العالم الآخر لولا رقابة العالم الحر الذي نعيش على عليه .
تحياتي


11 - السيف أصدق إنباء من الكتب
يوسف روفا ( 2011 / 6 / 14 - 19:06 )
الأديب ادونيس; بعد انتهاء قراءة المقال،تذكرت خطاب المعتوه القذافي بعد هجوم طائرات التحالف الدولي علي ليبيا.
قال القذافي:وأي جامعة عربية هذه التي تطالب الصليبيين بالهجوم على أرض ليبيا لتهدم دين الإسلام!!وهوحامل كتابه الأخضر بيده اليمنى اللذي ينفي ان الإسلام دين سماوي بل قال انه دين وثني صحراوي،ثم ظهرثاني يوم الشيخ القراضاوي على الجزيرة يقول ان القذافي كاذب لأن شريعة الإسلام تسمح بأنستعين بلغرب الكافر لحماية المسلمين!؟ يا شيخ ماذا عن (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) نحن أُمة منكوبة كماقالت د.وفاء سلطان،نحن أُمة جريحة داخل دائرة شريرة ونضحك من الهم (فشر البلية ما يضحكّ !)تحياتي


12 - هل تحاول اقناع الاسد بفشل الشعب؟
مكارم ابراهيم ( 2011 / 6 / 14 - 19:10 )
شعرت وانا اقرا هذه الرسالة الموجهة للرئيس السوري وكانما هي جلسة اصدقاء يتناولون قدحا من الشاي ويحاول ادونيس ان يقنع بشار بان العرب لم يمارسوا الديمقراطية يوما ولايفهموها يوما ولن يحققوها .
فرغم صراخهم وهم فقط يضجون الان بدون اهدافا حقيقيا فلن يحققوا شيئا
فهل هي رسالة للرئيس لتوضيح تاريخ الشعب العربي بانهزاماته ام هي تحقير للشعب العربي


13 - العم أدونيس، أيها الشاعر
فاهم إيدام ( 2011 / 6 / 15 - 00:33 )
رسالتك هذه إلى (مايكل كورليوني) في الصميم... ولكن هيهات! ليس البعث ذلك الحزب القادر على ما تفضّلت، لأنه ببساطة شديدة وكما يتّضح من سياق رسالتك نفسها...مافيا، بعقلية المافيا وتطبيقاتها، بسياستها وحججها، بتزعّمها وغلبتها.. ويعني هذا استحالة اتّخاذ المتزعّم مثل تلك الخطوات التي تنصح بها، لا فقط لأنه محاط بما لا يستطيع تجاوزه، وإنما لشعوره شخصياً بالإهانة من مثل هكذا رسائل، وهذا هو اسلوب وإيمان زعيم مافيا.. وإن أطلقت على نفسها صفة حزب

بودّي لو خاب ظنّي مرةً وقرأ مَن على شاكلة بشّار رسالة مَن على شاكلتك واتّعض، ولكن هيهات، تشاؤمي خبيث... يصل إلى حدود أنّه لو قرأ رسالتك فإنه ساحبٌ عنك الجنسية السورية لا محال

ليس بالبعيد جداًد




14 - هل للمجرم تبجيل؟
ابراهيم المصرى ( 2011 / 6 / 15 - 00:43 )
العزيز ادونيس امنياتك الطيبة لن تتحقق فكيف لمن قتل شعبة الثائر ضد طغيانة ان يقدم حلول؟ وهل من ترعرع فى حقول الاستبداد والامحاسبة ان يرضخ لمطالبات بالاصلاح؟ سيد ا دونيس نظام البعث وتروهاتة عفى عليها الزمن ولامجال لها الان وهو مالايدركة الغرقى المؤمنين بها سيذداد الاحترام لك سيد ادونيس عند كتابة مقال اخر تطالب الديكتاتور بشار ونظامة ان يسمح بتحقيق عادل لكل ماجرى من قصف وقتل للمطالبين بالتغير واخيرا عزيزنا ادونيس علمتنا التجارب ان الفسدة لايصلحون وكما انت قلت لن تصمد اى قوة امام الشعوب عليك سيد ادونيس تجهيز قصيدة من الان تصف الانفجار المروع اللذى انهى حياة ديكتاتور والفوضى اللتى ستعيشها سوريا جراء عدم استماع المطنطنين بالعقلانية والتثوير لصوت من ثاروا على بؤس افكارهم وفسادهم


15 - العنوان الخطأ
تمّام اللبدي ( 2011 / 6 / 15 - 07:00 )
هي عادة الشعراء أن يوجهوا رسائلهم إلى العنوان الخطأ


16 - تبرير القتل
سيمون خوري ( 2011 / 6 / 15 - 07:33 )
الشاعر الكبير أدونيس ، تحية من موقع محبتنا لك نقول لسنا ننشد عالماً لا يوجد فيه قتل ، بل عالماً لا يمكن فيه تبرير القتل هذا رأي البير كامو .. أعتقد أن الفكرة وصلت أو ربما حسب ما يقال لا يصلح الدهر ما أفسده العطار . وليس لا يصلح العطار ما أفسده الدهر . فالدهر لا يفسد شيئاً. بل الحكام الألهة . مع التحية وإحترامي لوجهة نظرك. .


17 - خيبة امل لم اتوقعه من ادونيس
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 6 / 15 - 13:37 )
يا شاعرنا العظيم ادونيس ! برسالتك -الاستغاثية- هذه الى قاتل الطفولة والابتسامة والحب قد انزلت نفسك درجات فاعتقد انك تعيش في برجك العاجي واما سيدك يعيش وراء مقود الدبابة ومنذ سنين دون شرعية-سيد الرئيس- ليقتل ما يستطيع لاجل اطالة سلطته الفاقدة للشرعية اصلا سنين اخرى ملئة بدموع امهات القتليى وعلى حساب دماء الابرياء والثائرين
اعتقد كان من الاجدى بك ان توجه رسالتك الى الشباب الثائر والى ارواح الشهداء الابرار


18 - صحيفة المتلمّس
وهيب أيوب ( 2011 / 6 / 15 - 17:47 )

هذه الرسالة من الشاعر والمفكر أدونيس الذي نحترمه، كانت في مكانها لو أُرسِلت قبل عام 2000 إلى الطاغية حافظ الأسد، أو بعد وفاته وتوريث الخليفة بشار، لا انتخابه كما ذكر مفكرنا أدونيس، أو على أبعد تقدير قبل 15 آذار المُنصرِم واقتلاع أظافر الأطفال.
هذه الرسالة هي محض رومانسيّة سياسيّة، تجهل واقع النظام وتركيبته، إلا إذا أراد شاعرنا أدونيس تسجيل موقف تاريخي وحسب.
فلا تشبه هذي الرسالة رسائل أرسطو للإسكندر المقدوني، ولا رسالة غوتِه إلى نابليون، إنّها شبيهة برسالة ابن المُقفّع إلى الخليفة العباسي المنصور وعامله في البصرة سفيان ابن معاوية.
وأنصح أستاذنا أدونيس ألا يذهب إلى دمشق، حتى لا تكون رسالته كصحيفة المتلمّس التي حملها الشاعر طرفة بن العبد، مع فارق أن طرفة كان يجهل الكتابة والقراءة وأدونيس يتقنهما جيداً.
مع تحياتي ومحبتي لشاعرنا


19 - الشويعر ادونيس
محمود المنيف ( 2011 / 6 / 15 - 23:15 )
انها امة منكوبة لا بسياسييها بل بمن حملوا راية الفن و الثقافة لنصف قرن
الشويعر ادونيس يؤكد فقر هذه الامة
يا استاذ يا مثقف اما كان الاجدر ان تذكر ضحايا سوريا بالخير عوض ان تكيل المديح لربك من ال الاسد
من تخاطب يا هذا
ا تظننا بلهاء
يا سيد شعراء العصر الحجري لم يعد الكلام الموزون ينطلي على احد
نحن الان ننبش تاريخكم و نعدد الجوائز و الهبات اللتي نلتموها من طغاة العرب
الاحياء منكم و الاموات قذفنا بكم الى مزبلة التاريخ
و لن يبقى الا الشعب السوري العظيم اللذي يتحدى العالم كله بثورته التاريخية


20 - حتى حين يقف الشاعر مع الحق ، فالتخوين حاضر
الحكيم البابلي ( 2011 / 6 / 16 - 07:55 )
السيد أدونيس
قد لا اتفق مع ما جاء في غالبية التعليقات
ولا اعتقد ان توجيه رسالة أو نصيحة لبشار الأسد ستكون متأخرة وإنه كان المفروض كتابتها وتوجيهها قبل هذا الزمن ، فبشار لا زال يجثم فوق أنفاس الشعب السوري ، والنزيف لا زال مستمراً ، ولو قدر أي بشر أن يُنقذ نفساً واحدة من قدرها المشؤوم ، فهو مكسب
أعتقد مُختصر الرسالة او لحظة التنوير كانت في المقطع القائل : ( لم تعد المسألة ان ينقذ النظام نفسه . المسألة هي إنقاذ سوريا : شعباً وارضاً . دون ذلك ، سيكون الحزب مُشاركاً أول ، لا في تهديم نفسه وحدها ، وإنما كذلك في تهديم سوريا كلها ) إنتهى
وبرأيي إنه أبلغ وأهدأ وأعقل مقال قرأته عن القضية السورية لحد الأن ، وليس يهمني من الكاتب ، وماذا يُمثل ، وما هي خلفيته لأي شيئ ، فما أمامي صورة لمقال عاقل وليس صورة أدونيس التي حاول بعض المعلقين التركيز عليها وإهمال ما جاء في المقال من حكمة
وقد لمستُ من خلال المقال إستغاثة وتخوف وحرص على سلامة سوريا وشعبها اكثر من الحرص على مخلبية ألأسد ، وأرجو أن يُناقش المعلقين مضمون المقال ... لا سيرة أدونيس الشخصية ، كونها ليست موضوع الساعة
تحياتي للجميع


21 - عندما يتكلم الادب في السياسة
مروان عبد الرزاق ( 2011 / 6 / 18 - 18:40 )
يوجد عدة مغالطات في مقالة ادونيس
1-لايمكن فصل راس الاستبداد عن جسده(الحاشية اي الجيش والامن والحزب
2-ليس في التاريخ استبدادي قاد مشروع اصلاحي نحو الحرية والديمقراطية
3-المعارضة السورية ليست عشائرية وطائفية كما يعتقد ادونيس انما تضم الجميع ومن حق الجميع فتح باب الحرية لبناء الديمقراطية وقد تم احتقارها على يد ادونيس العلماني جدا
4-لاتبنى الديمقراطية وفق اي ترسيمة جاهزة,انما هي نتيجة مخاض شعب طويل
5-من حق الجميع ان ينال حريته مهما كان انتماؤه او درجة تحضره اوتخلفه
6-كان من الافضل ان يقف الى جانب الشعب بدلا من وقوفه الى جانب الاستبداد وتملقه للاصلاح الذي لن يحدث
7-كان من الافضل ان تتضمن الدعوة وقف قتل المتظاهرين السلميين بدلا من التوصيف السيء حول القتل المتبادل وكأن التظاهرات غيرسلمية كما توردها قناة الدنيا
8-ادونيس غير مطلع على ادبيات المعارضة التي تدعو الى اقامة دولة ديمقراطية تعددية الخ
9-كان من الاقضل لادونيس بدلا من التنظير للديمقراطية وكيفية تحققها كما يريدها بالمسطرة,ان يبحث في الشرط الاول للديمقراطية وهو الحرية,وهو ماتحتاجه الشعوب العربية كلها وليس الشعب السوري فقط


22 - لا مساومة في مفهوم المواطَنة
جان فالجان ( 2011 / 7 / 5 - 15:35 )
أبدعت يا شاعر سوريا الكبير
قرأت أطروحتك المنهجية عدة مرات و في أجواء و أوقات مختلفة و بعين ثاقبة و ناقدة باحثة بجدية عن تناقض أو اشتطاط أو خطىء
لم أجد في ما كتبت إلا فهماً عميقاً لمواطَنتنا السورية التي طالما افتخرنا بها ومنطقاً ديكارتياً لا يقبل جدلاً أو مساومة
هنيئاً لشعبنا بوجود أمثالك


23 - رأي
الخالد أنا ( 2011 / 7 / 18 - 17:10 )
:
كلام عميق يحتاج لقراءةٍ أعمق ، لكن أظن أنه هدف بعد إنتهاء المباراة .
اللهم احم سوريا من كل فتنة حزبية وغير حزبية .


24 - قراءة في التعليقات
عزت ( 2012 / 3 / 14 - 12:03 )
بالرجوع الى ماكتب المعلقون والذين يهتمون بالآدب لم اجد الآدب كما ان المعلق لم يقرأ سوى العنوان لذلك يا سيد ادو لو اردت الايصال وغيرت العنوان لكنت اجدت فالعرب لا يقرأون سوى العناوين وفيما يتعلق بما كتبت فهو صحيح من جهة ما علق المعلقون من ان العرب يعرفون الاسلام فقط بالعنوان فقط وبالنص فقط وحتى دون الرجوع الى ادبيات الاسلام


25 - هه
د.مؤيد حمزة ( 2012 / 8 / 15 - 17:12 )
ما انذل من بشار اﻻ ادونيس
يدعي العلمانية وهو علوي حاقد ..

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه