الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو ناظم بحر العلوم

أمير الحلو

2011 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


قامت العديد من الصحف والمجلات والمنظمات والاتحادات بالاحتفال بالشخصيات الأدبية والسياسية المؤثرة تأريخياً في العراق، وأصدرت ملاحق عنهم واقامت ندوات وهي حالة إيجابية تدلل على الوفاء وتخليداً للمثقفين والمناضلين، ولكني وسط هذه الظاهرة الايجابية أفتقدت إنساناً تابعته منذ صغري وكبرت على قصائده ونضاله وأحببته شخصياً بأخلاقه وتواضعه حتى ذهب بصمت، ولا أريد أن تبقى ذكراه صامتة أيضاً، وادعو الى الاحتفال بذكراه.
الرجل أسمه محمد صالح بحر العلوم، ومَن من المناضلين والمثقفين لا يعرفه؟
أنه صاحب قصيدة (أين حقي)؟ التي كان مجرد أمتلاكها يؤدي بالشخص الى السجن لمدة ستة أشهر، فكيف بصاحب القصيدة؟
أزعم أنني أعرفه منذ الصبا فقد كان يمر بأزقة النجف ومنها (دربونتنا) في طريقه الى زيارة أحد رفاقه، وأشهد بكل المقدسات أننا كنا نتهامس ونحن أطفال ونشير اليه ونقول (أين حقي) فيسير في طريقه وكانت آثار التعذيب والتقييد بالسلاسل واضحة على رجليه، فمشيته كانت صعبة ومتعرجة، وكنا نعتبره عملاقاً ونفخر به ونردد أشعاره.
كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصور
قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يعوي: أين حقي؟
والقصيدة طويلة وقد يكون محظوراً لحد الأن ترديد بعض أبياتها التي تجدد (ومع الأسف) ممارسة ما أدانه (أبو ناظم) منذ أكثر من نصف قرن!
مع معرفتي له في الصغر، تعرفت عليه جيداً في الكبر، وجلست معه وسافرنا الى مناطق داخل العراق ضمن وفود مرات، وكنت أقترب منه محبة وأعجاباً، وقد وجدت فيه التواضع والطيبة، فبعض الشعراء الأن يتعالون على الناس ويشتمون حتى الوطن وهم يعيشون في عز ونعيم، في حين قضى رجلنا أكثر حياته في (نقرة السلمان) ومختلف سجون العراق، فكان يحول زنزاناتها الى ديوان رحب لكتابة الشعر عن الوطن وفقراته وتطلعاته لبناء المجتمع العادل المتقدم.
إنها دعوة للجهات التي تهتم بتكريم الأدباء والسياسيين والشخصيات المعروفة المؤثرة، أن تقيم ندوة أو مهرجاناً أو ملحقاً صحفياً عن محمد صالح بحر العلوم، فلا يجوز أن يُظلم الرجل في حياته من قبل أعداء الشعب، ثم لا يذكره أحد الآن وهو الذي مهّد بنضاله لأي منجز قد يكون قد تحقق أو لم يتحقق، ولكن احلامه وآماله لا زالت باقية وتتطلب التواصل معها.
وأعتقد أن الجيل الحالي لا يتذكر محمد صالح بحر العلوم ولا يعرف الكثير من أشعاره وصفحات نضاله، لذلك فأن أبسط واجب وطني وأخلاقي نقدمه لذلك العملاق المناضل هو الاحتفال بذكراه.
جرأته كبيرة، فقد شارك مرة في مهرجان شعري في ذكرى المولد النبوي في قاعة الملك فيصل في باب المعظم وكان نوري السعيد حاضراً، وقد وافقت اللجنة المشرفة على قصيدته لأنها كانت (بريئة) تتحدث عن المناسبة فقط، ولكن ما أن وقف أبو ناظم على المنصة حتى قال:
حاشاك أن ترضى وأنت محمد أن تستبد بألف يد يدُ
وأشار الى نوري السعيد، وأنزل عن المنصة وذهب في رحلته المعتادة... الى نقرة السلمان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محمد صالح بحر العلوم شاعر الشعب العراقي بحق
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 6 / 14 - 18:21 )
شكرا للاستاذ الكريم على التفاتته الكريمه بتكريم شاعر الشعب العراقي
بحق وحقيقة الراحل الاستاذ محمد صالح بحر العلوم مع تحية العرفان بالجميل
للاستاذ اميرالحلو كواحد من محبي وعارفي بحر العلوم وعارفي فضله
كنت ووالدي نعمل بتجارة التبغ والسكاير في الاربعينات فنزل منها رجل ضعيف البنية رافع الراءس وتوجه لمحلنا واذا بوالدي الشيخ يحتفي بالرجل مرحبا بحرارة وبعد ذالك يتفقان على صفقة من السجاير حيث كان الراحل الكبير بحر العلوم يعمل -حفاظا على استقلاله وكرامته-وكيلا لبيع سجاير احدى الشركات العراقية كان هذا تعرفي المباشر عليه بواسطة ابي الشهيد
رغم اني كنت في وثبة 48 منشدا لجماهير العمارة القصائد الوطنيو الثورية والانسانية وعلى الخصوص اين حقي
وكنت اردد قصيدة اخرى للمحتفى به بحر العلوم اتذكر منها البيت التالي
هذي قصور الخائنين وخلفها
للمخلصين مشانق وقبور
واتذكر اننا في مكتبتنا البيتية كنا نملك ديوانا لبحر العلوم قديما كان فيه
يحمل عمامة سوداء وتحت صورته البيت التالي الذي لم انسه منذ نيف وستين عام
صورتي صورة الشيوخ ورو حي روح نئ على التقاليد ثائر
كما اننا اثناء الحرب العالم


2 - تكمله رجاء-محمد صالح بحر العلوم شاعر شعبنا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 6 / 14 - 18:39 )
كما اننا اثناء الحرب العالمية الثانية كنا نوزع اوراقا عليها قصيدة لبحر
يتهجم فيها على حكومة فيشي الخائنه في فرنسا -العميلة للنازي الالماني المحتل
وقد كان الشاعر-اختصارا-يتهجم مستعملا كلمة فرنسا
ولكنه باحساسه المرهف لم يرغب ان يفهم احد ان يتهجم ويدين الشعب او الو طن الفرنس فكان البيت الاول في القصيدة وللاسف الوحيد الذي اتذكره هو
متى قلت فرنسا كان مقصودي
جهاز الحكم لاشعب فرنسا الطيب العود
ان ابو ناظم سيبقى خالدا في ذاكرة الشعب العراقي
واتذكر انني في منتصف السبعينات كنت في بغداد قادما من البصرة
كنت بمعية الاكاديمي والمناضل والانسان عظيم الطيبة والحميمية المغدور الدكتور صفاء الحافظ-الذي اختطفه وقتله البعث الفاشي بعد حوالي العام من هذا اللقاء-كنا في حفلة لااتذكر تفاصيلها واذا باءبي عمار ياءخذ بيدي ويقول لنذهب
للاستاذ ابو ناظم ونسلمه دعوة تكريمية من اتحاد الصحفيين العالمي لقضاء
اسبوعين للراحة والاستجمام في البحر الاسود ببلغاريا على حساب الاتحاد وتكريا لابي ناظم احد اقد اعلاميي ومثقفي العراق وكان رفاق د صفاء حريصين
على تكريم الرواد مهما افترقت الطرق وتشعبت القناعات اوالنشاطات

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة