الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أموال العراق...في مهب الريح

أمير جبار الساعدي

2011 / 6 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن كنا شاهدنا الكثير من أفلام هوليود التي تجسد لصوصية أعتى مجرمي الولايات المتحدة الأمريكية وهم يسرقون المصارف والمؤسسات البنكية أو التي تتعامل مع الخزينة المركزية أو المحلات الكبيرة التي تبيع الذهب أو الماس وكل ما هو ثمين في تلك الأسواق الكبيرة هناك، فنحن نعيش اليوم شواهد أكبر سرقة في تاريخ الولايات المتحدة والتاريخ اللصوصي العالمي حين نسمع من مراقبي حسابات صرف الأموال في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وهي تراجع المبالغ التي صرفت في عملية إعادة إعمار العراق التي تولته بعد احتلال العراق وحين تولى الحاكم بريمر دفة القرار بالبلد الى حين تسلم العراق إدارة هذا الملف، حيث فضح مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية عن واحدة من أكبر أفلام اللصوصية عندما أعلنوا بأنهم مازالوا غير قادرين على التعرف عما حدث لنحو 6,6 مليار دولار والتي هي جزءً من الأموال التي تقدر بنحو 12 مليار دولار تم إرسالها نقدا على متن طائرة إلى العراق ضمن برنامج إعادة إعماره عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، وهذا ما لم يحدث في كل تاريخ تعامل المصارف المركزية أو التعاملات التجارية في العالم بأن يرسل هكذا مبالغ ضخمة نقدا عبر الطائرات الى بلدا أخر. ومن المؤسف بأنها لم تودع في البنك المركزي العراقي في حينها بل وضعت في أقبية القصور الرئاسية وتحت تصرف بعض مؤسسات الجيش الأمريكي في العراق.
فمازال البحث جاري عن ماهية الطريقة التي صرفت بها هذه الأموال والتي كان من المرجح بأنها ذهبت على عمليات إعادة إعمار البنى التحتية المهدمة في العراق ولكن ما رشح عن مسؤولي المحاسبات وبشكل مفاجئ وغير متوقع بالمرة بأن هذه المبالغ قد تكون سرقت ولم تصرف على مشاريع أو مقاولات وهمية أو في عمليات فساد مبطن بين مؤسسات البنتاغون ومقاوليهم العاملين في العراق.
ناهيك عن الأمول والميالغ الضخمة التي أخرجت من بعض مخابئ قصور صدام في عام 2003 والتي نقلت علنا ومن على شاشات التلفزيون على متن الطائرات الأمريكية والتي لا نعرف مصيرها وأين وضعت وفي أي مجال صرفت.
وإذا لم نكن من الغافلين عن حجم الفساد الحاصل في أغلب المؤسسات الحكومية وهدر المال العام بشكل دوري مع كل عملية إعادة إعمار البلد أو التعاملات التجارية التي تجري لصالح الشعب العراقي الذي جزء كبير منها يذهب في جيوب وحسابات السادة المفسدين، فقد أعلنت هيئة النزاهة العراقية بأن الفساد ينخر مجمل الهيكل الإداري في مؤسسات الدولة، وأن حجم الفساد في الدعاوى التي حققت فيها الهيئة في العام الحالي بلغت حوالى مئة وأربعة وتسعين مليار دولار. وهنا نتذكر تصريح رئيس البرلمان العراقي الى أن اختفاء 40 مليار دولار من صندوق تنمية العراق سببه عدم وجود حسابات ختامية ولهذا فالبرلمان لا يعرف مصير هذه الأموال المفقودة.
وعود على ذي بدء، فأن المفتش العام الأمريكي المختص بإعادة إعمار العراق ستيوارت بوين كشف العام الماضي عن ضياع 8.7 مليار دولار من أصل 9.1 مليار دولار من أموال البرنامج مما يعني أن نحو 96% من المبلغ الإجمالي المودع في الصندوق قد أخذت طريق المجهول وعمل لجان التحقيق التي لن تصل الى نتيجة تحقق عودة حقوق وأموال الشعب العراقي التي كانت مجمدة لدى البنك الفدرالي الأمريكي، والني تم ضياعها وسرقتها من غير وجع قلب، لانها أموال شعب يرزح تحت الاحتلال وأن سلطته التشريعية والتنفيذية والقضائية مازالت مشغولة بهموم أولوياتها وليس أولويات حقوق الشعب العراقي وممتلكاته وأمواله التي سرقتها مؤسسات البنتاغون والمقاولين والشركات الأمريكية.
وأختم بكلمات الشاعر ملا عبد الكرخي الذي قال:
يا حكومتنه الرشيدة أم الوقار
الفساد المالي عنوان إلچ صار
ندري جابوكم أبدبابة وقطار
ليش ضليتوا سمچ ياكل سمچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ... فما أشبه اليوم بالبارحة ولكن كلنا أمل بأن ينتبه السياسيين لحجم مسؤوليتهم التي وعودا بأن يكونوا أمناء عليها، وأن يسارعوا بتقديم حقوق الشعب على حقوقهم.
باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين الحقيقة ؟
سعد السعيدي ( 2011 / 6 / 15 - 13:04 )
استاذ امير الساعدي
تحية

الخبر الذي اتت به الصحيفة الامريكية مجتزأ الى حد اللعنة. فليس بهذه الطريقة -السفري- اكاد ان اقول , توضح الامور. والامريكان لديهم دائمآ طرقآ اعلامية لتقديم الخبر من دون التسبب بايذاء مصالحهم.
النقطة الاولى هو من غير الممكن تحويل اموال حتى لو كانت بسيطة بداخل اكياس بطريق الجو. وهي عملية مكلفة وخطرة. ودليل على نية القيام بالسرقة والنهب. كأنهم يعلنون عن امكانية قيامها. وكان الافضل فتح حساب مصرفي تودع فيه هذه الاموال.
النقطة الثانية, لم يوضح المقال المبتسر عن الجهة المستلمة للاموال في بغداد على افتراض ان الطائرات وصلت الى وجهتها بكامل حمولتها بسلام. وهذه الجهة المستلمة عليها توقيع صك استلام وبحضور شهود رسميين . فمن هي هذه الجهة المستلمة ايامها ؟ هل كانت مجلس الحكم ام سلطة الائتلاف المؤقتة ؟

الاحظ في المقال قفز الى مواضيع اخرى وكنت افضل ان يتم التركيز على الموضوع. فلا توجد اشارة مثلآ عمن كان يتولى مسؤولية البلد والامن فيه. وهذا كان واضح فالجيش الامريكي هو الذي كان يمسك بالامور في البلاد. وهو الذي كان يؤمن الحراسة للاموال في البنوك. وانه حتى ا


2 - تكملة تعليقي
سعد السعيدي ( 2011 / 6 / 15 - 13:08 )
....
وهذا كان واضح فالجيش الامريكي هو الذي كان يمسك بالامور في البلاد. وهو الذي كان يؤمن الحراسة للاموال في البنوك. وانه حتى الى فترة قريبة , كان ثمة موظفين امريكيين خلف كل موظف عراقي في الدولة يراقب ما يقوم به ابن البلد. إذن فمسؤولية الامريكان واضحة عن ضياع الاموال ولن ينفعهم تواجد الموظفين العراقيين او انعدام ما يسمونه بالحسابات الختامية. إذن للعراق الحق برفع دعوى قانونية ضد الولايات المتحدة لتسببها بضياع هذه الاموال.

لكن ماذا يقول تقرير ديوان الرقابة المالية وهو منظمة مستقلة ؟ الم يشارك بالتحقيقات حسب خبر الجريدة الاصلي ؟ إذن نحن نطالب بنشر تقرير جهة الرقابة هذه لاستبيان الحقيقة


3 - صحيح ما ذهبت اليه
أمير جبار الساعدي ( 2011 / 6 / 15 - 15:38 )
أستاذ سعد السعيدي:أطيب التحايا
شكرا لك المرور والتعليق على الموضوع أولا، نعم كان يجب أن يكون مثلما قلت بأن يفتح حساب، ولكن كون السلطة التنفيذية والتشريعية وهي بيد الاحتلال وتحت تصرفه وكما أشرت بالمقال بأنها تحت قيادة بول بريمر الحاكم المطلق في العراق، وأشرت بأنها لم تسلم الى البنك المركزي كما كان مخطط لها بل أودعت نتيجة الدواعي الامنية ومعطيات الاحتلال ووجهة الصرف المتمثلة بالبنتاغون أدى الى حفظها في أقبية القصور الرئاسية.وفيما يخص طريق تسفير هذه الاموال المريبة..هو الذي جعلها تكون أكبر سرقة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية لانه لا توجد أي سابقة حصلت كما حصل مع تحويل هذه الاموال للعراق..وكما تفضلت بوجوب وجود استلام وتسليم لهذا أعتقد بأن هذه الاموال قد تكون سرقت داخل الولايات المتحدة ولم تغادر في الطائرة الى العراق.. وفيما يخص مسؤولية ديوان الرقابة المالية.أعتقد بأنها مسؤولية مجلس النواب اولا والسلطة التنفيذية لان كثير منهم كان في مجلس الحكم وقت وقوع الجريمة.وفيما يخص تسليلط الضوء على باقي الموضوع لان الفساد واحد والسرقة واحدة هي أموال العراق وشعبه والجميع مسؤول عنها.. تحياتي لك

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس