الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكلة فلافل سورية...

أحمد بسمار

2011 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا حاجة لتعريف الفلافل التي كانت حتى منتصف القرن الماضي الأكلة الرئيسية للفقراء وعامة الشعب.. والتي أصبحت اليوم من أفـخـم المأكولات الغنية والشهية المعروفة التي يتنازع اختراعها الأولي العرب والإسرائيليون...
********

كلما اجتمع في بيتي البسيط في وسط مدينة فرنسية كبيرة, عشرات السوريين. منهم أطباء وأساتذة جامعة, ومنهم طلاب موفدون لاختصاصات جامعية وتقنية مختلفة, أو عاملون في مهن وتجارات مختلفة. مقيمون في فرنسا من سنة حتى خمسين سنة وأكثر
نجتمع حول أكلة فلافل, مع حمص وفول.. منتهين من وقت لآخر على أكلة كنافة, تحضرها زوجتي, في حال توفر المواد الرئيسية لدى بائع جملة تركي في ضاحية جزائرية الأغلبية حول المدينة...
وكالعادة, كلما اجتمع ثلاثة سوريين أو أكثر. غالب الحديث يدور عن آخر الأخبار الواردة من البلد. كل حسب موارده, أو شاهد عيانه الشخصي, وطبقا للفضائية العربية أو الفرنسية التي يسمعها ويشاهدها, حسب ميوله وتحليلاته الشخصية, أو حسب آخر اتصال هاتفي ورده من أهله أو أصدقائه, وحسب المدينة السورية التي يعيش فيها أهله أو أصدقاؤه.. أو خطيبته السورية التي تنتظره.....

دار الحديث عن الرسالة التي وجهها وزير خارجية فرنسا السابق
Roland DUMAS إلى كل من Sarkozy و Jupé (رئيس الدولة الفرنسية ووزير خارجيته)
منتقدا سياستهم في ليبيا ومحاولات تدخلهم السلبي في ســـوريــا.
فكان بيننا القليل المعترض على فحوى هذه الرسالة.. بينما الأغلبية الساحقة وافقت عليها محتجة بحماس قومي مرافق باشتراك كلامي جماعي وبصوت عال (صراخ) كالمعتاد.. وخاصة زوجة طبيب قلبية, من أشد المتحمسات لسوريا ورئيسها الحالي, للاتفاق على عدم قبول أي تدخل غربي أو عربي, مهما كانت دوافعه وأسبابه في سـوريـا اليوم أو غدا أو بعد غد. حيث أن أي تدخل في الشؤون السورية, من أي طرف كان, لن يكون مجانيا على الإطلاق. وسوف يدفع الشعب السوري ثمنه غاليا, في جميع الأحوال والتصورات والمخططات المرسومة من خارج البلد أو داخله.
وما جرى في العراق من تخريب طائفي وإثني وحضاري واقتصادي واستعماري, أوضح درس وتجربة دراسية في هذا المجال...بالإضافة إلى ما يجري في ليبيا من تدمير مدني وسكاني على أوسع نطاق..دون أي دفاع عن أو عذر لـمعمر القذافي, الذي لا شبيه إنـسـاني لحكمه وتصرفاته العجيبة الغريبة...

أهم ما يظهر في نقاشاتنا, حتى ما بين أقدم المعترضين السوريين على السلطة السورية الحالية, هو الرفض القاطع لأي تدخل أجنبي مباشر أو غير مباشر, وإعطاء الفرصة للشعب السوري, وللشعب السوري وحده, لحل أموره ومشاكله وخلافاته بنفسه, ووصوله ـ بلا عنف ـ إلى دروب الديمقراطية والحريات العامة الطبيعية.
وعلى سبيل المثال :
يدعو اتحاد الطلاب السوريين ـ وبينهم موفدون وغير موفدين ـ الجالية السورية,العديدة والمتكاثرة في هذا البلد, وبينها عشرات الاتجاهات المختلفة محليا وسوريا, إلى تجمع في ساحة رئيسية هامة من البلد الساعة 17 من يوم السبت 18 حزيران الحالي للمطالبة عاليا وبكل وضوح عدم تدخل فرنسا ـ بشكل خاص ـ في الوضع السوري الحالي, وبالتالي رفض أي تدخل أجنبي بشؤؤننا وخلافاتنا الحالية.. وأننا قادرون على حـلـهـا بأنفسنا, كعائلة واحدة موحدة, دون أي تدخل خارجي, مهما كانت دوافعه وغاياته..................
************

أما عن أكلة الفلافل.. في كل مرة نجتمع حولها, يعلن كل من الضيوف السوريين المشتركين, باختلاف المدن السورية التي ولدوا فيها, أن طريقتهم في تحضيرها وصنعها وتقديمها.. هي الأفضل.........
درس بسيط في الديمقراطية........
وحتى نلتقي... أطيب تحياتي المهذبة.....
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و....أكلة تسقية مع الفلافل
ماهر السيد ( 2011 / 6 / 14 - 19:13 )
الأكلات واحدة والعادات واحدة ومع الفلافل تحضر أطباق التسقية السورية..وأحاديث عادة ماتكوت حارة حول مايحدث في وطننا الأم ... نحن هنا في إيرلندا نجتمع كل اسبوع...وترفع الأصوات وتخفض وننرفز ونحلل كل هدا بحسب مانشاهده على الفضائيات الأجنبية والارضيات المحلية ... قتل ودماء من الطرفين ودول بعيدة أو مجاورة تتحرك كي تنهش من وحدتنا وأرضنا ومحبتنا لبعض وأرجو ثم أرجو أن كل مايحصل على ارضنا المقدسة أن يعطينا درساً في المحبة والوفاء ، والترابط ضد أي تقسيم وضد أي تدخل أجنبي مهما كان ...نناشد من هنا الشعب السوري ونناشد الحكومة أن يتوقف حقن الدماء وأن يتوقف كل عنف من الطرفين لأن هدا لايؤدي إلا الى ضعفنا وسنكون من السهولة جداً أن يكثر الدباحين وتنتهي سوريا للأبد مقسمة وتعود الى ماقبل التاريخ وهدا مايريده أعدائنا من العرب والأجانب
لنبني معاً سوريا لنبني معاً حضارتنا لنبني من جديد شعبنا الدي أعطى الحضارات عبر العصور ، نحن 38 مليون عبر العالم لنبدأ من الآن البناء بتضامن ومحبة ..........أرجوكم


2 - تصحيح
هـامـان مـلـكـي ( 2011 / 6 / 14 - 19:21 )
يا سيد بسمار
تصحيحا لما ورد في مقالك هذا اليوم, أعلمك بأن التجمع الذي سوف يحصل يوم السبت 18 الجاري, سوف ينظم من مندوب اتحاد الطلبة السوريين المعين من قبل السفارة السورية في باريس. يعني أنها ليست مظاهرة شعبية تلقائية تمثل الجالية السورية وكافة الطلاب الجامعيين, إنما صوت التأييد الرسمي المنظم والمخطط للسلطة.وقد وصلت الأعلام وصور بشار الأسد لاتحاد الطلبة الرسمي التابع للسفارة, من مدة أسبوع. للتنويه وأخذ العلم.


3 - ردود بسيطة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 14 - 20:12 )
إلى السيد ماهر السيد
أشكرك صادقا على مشاعرك الإنسانية الطيبة, آملا إن يعود الأمان والاطمئنان والوحدة والتآلف والأمل بالحصول على الحريات الطبيعية الإنسانية لشعبنا.

إلى السيد هامان ملكي
استلمت بالميل بيان التجمع من أجل سوريا كأي مواطن سوري مغترب. وتأييدي ـ فقط ـ هو اعتراضي وانتقادي لكل تدخل غربي أو عربي أو نـاتـوي مباشر أو غير مباشر ضد سوريا. وحضوري لهذا التجمع سيكون محصورا في هذه الفكرة.. وهذه الفكرة فقط. لا غير. لأخذ العلم والتنويه.
وحتى نلتقي...صادق تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا