الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد المثقف

حميد المصباحي

2011 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المثقف في العالم العربي ,صار موضوعا للكثير من الكتابات المعرفية وحتى السياسية,هناك المنتقد لسوء أدائهم و عدم تفاعلهم مع المجتمعات العربية,إنهم موضوع للنقد والإدانة,والكثير من التجريحات تصل حد الشتيمة والتحامل الشخصي,بحيث يبدو المثقف وكأنه المسؤول عن كل الويلات التي يعيشها العالم العربي,لدرجة أن ما يناله المثقف من تعرية يحجب مسؤولية الساسة,بل وحتى الحكام أحيانا,وهنا لابد من طرح سؤال مهم,من يقوم بهدا النقد؟
أليس مثقفا,أليس معنيا كغيره من المثقفين؟أم تراه متعاليا عنهم,فما هو موقعه في هده المعادلة؟وما الدي أنجزه هو نفسه لصالح المجتمعات العربية؟فإن كان محاربا من الثوار القدامى فإن مهمته ليست هي تقريع رجالات الفكر,فهو ليس في حاجة إليهم,مادام قد حسم في كيفية التغيير,وعليه جمع الجنود والمحاربين وليس المثقفين,إلا من يجيد منهم حمل الأسلحة والمتفجرات ,والمثقف حاليا لم يعد قادرا على لعب هدا الدور,بحكم سنه أو ميولاته وربما تغير الظروف الدولية والحضارية للإنسانية جمعاء,فلماد هدا الصنف من المثقفين لايبرعون إلا في جلد الدات,أي غيره من المثقفين,الهاربين من الحركية السياسية,أو حتى المنحازين للإمن المجتمعي,وربما المدافعين عن الدولة خوفا من الفوضى والعنف بكل أصنافه وأخطاره؟
إنه في الحقيقة يبحث عما يجعله مختلفا عن الغير,وهدا حقه,لكن الإختلاف يفترض اكتشاف معرفة جديدة,أو حقائق مثيرة,في الفكر والفن والمناهج حسب الإختصاصات والميولات والقددرات,هنا يكون الإختلاف أكثر جدية,ونفعا للناس والمجتمع والمعرفة نفسها,ويمكن الإضافة نقد الممارسة السياسية للدولة في العالم العربي,وكشف تناقضات النخب الحاكمة والمعارضة أيضا,لمقاربة خيباتها السياسية وأسباب تقهقر مشروعها الحضاري المحتاج لآليات سياسية فعلية تؤهل المجتمعات العربية لتحقيق التنمية والرقي الحضاري الدي طال انتظاره أكثر مما يجب,واستبعاد المثقفين من طرف السلطة السياسية هو أهم أسباب الخيبات التي منيت بها في تاريخها,بل إن التاريخ السياسي لكل الدول العربية كان قائما على إبعاد المثقفين عن السياسية,أو إنهاكهم بمعارك هامشية غايتها تأهيلهم للسياسة النفعية ليصيروا في خدمة الحاكم لاخدمة المجتمع أو الحضارة التي طالما دافعوا عنها في خطاباتهم وبحوثهم واجتهاداتهم,وأعتقد أن مماحكات المثقفين مع بعضهم ليست إلا معارك وهمية,لن تضيف أية قيمة للصراع ضد التخلف والإستبداد والأمية والعبثية السياسية,فالمثقف حتى لو افرضنا أنه نزل للشوارع العربية هل تتركه السلطة يحاول التواصل مع الناس؟وهل خلق لغة مفهومة وقابلة للإستيعاب والفهم,وهل بإمكانه التحول إلى مهندسا للثورات,وهو نفسه لم يكن في مصر أو تونس وربما اليمن وليبيا ومستقبلا سوريا إلا آخر الملتحقين,وإن واكب التغييرات فبقلمه وأفكاره وليس نزوله الغاضب للشارع,وهدا ليس عيبا ولا تطاولا على رجالات السياسة عندما يستكينون,بل هي لحظات تاريخية قابلة للحدوث عندما تتقلص الهوة المعرفية بين الشعوب ومثقفيها الدين يغادرون خلواتهم وإقاماتهم المحروسة والمعزولة ع، أحياء الفئات الفقيرة التي يهرب منها المثقفون,بمن فيهم هؤلاء الثائرين على عزلة المثقف وعدم فعاليته العضوية أو السياسية,
باختصار,على المثقف أن ينجز عمله هو دون أن يملي على غيره ما عليهم فعله,وألا يحترف نقد الثقافة,بل المشاركة في بنائها,أو إعادة بنائها,لأنه في مثل حالته تلك يجد للبحث عن الخلل هربا من التفكير في الحلول,واقتراح المقاربات والمعالجات لما يحد من انتشار الثقافة وديمقراطيتها لتصير حقا مشاعا لكل المجتمع,وليس ملكا خاصا لنخبة تحصن بها مواقعها الإجتماعية,لتمارس الوعظ الإيديولوجي والنقد المثقفاتي للمثقفين والتحامل باسم الثقافة على مثقفين لكل موقعه الدي اختاره بوعي,وفق معيار المصلحة أو الحق الأخلاقي,وهده طبيعة المثقف,ورهاناته التي لن تكون إلا مختلفة ومتعارضة كما كانت دائما,.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية