الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية 2

سعد الله خليل

2004 / 11 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يتابع المرحوم الأستاذ خليل عبد الكريم في كتابه الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية الذي نشرته دار سينا في القاهرة بطبعته الثانية (1997) تسليط الضوء على الشعائر التي أبقى عليها الإسلام وتبناها، وكانت سائدة قبله. مذكراً بمقولة (العرب مادة الإسلام) المنسوبة للفاروق عمر بن الخطاب، فيقول: إن الإسلام يدين للعرب بالكثير: أولا: بالنبي العربي. وثانيا: بالصحابة الذين آزروه وضحوا بأموالهم ودمائهم في سبيله. وثالثا: بالكعبة التي يتجه إليها المسلون في كل صلاة فريضة ونافلة، والتي تضمها مكة المكرمة، وهي مدينة عربية عريقة. ورابعا: بأبناء القبائل العربية الذين حملوا على كواهلهم أعباء الفتوحات. وخامسا: بلغة العرب التي وسعت كتابه (= الإسلام) وهو القرآن الكريم، وأظهرت إعجازه، ومن ثم ساهمت في خلوده. وسادسا: بأن العرب مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها. وبعد أن تحدث (الحلقة الأولى) عن الشعائر التعبدية التي ورثها الإسلام عن القبائل العربية، يتحدث عما ورثه الإسلام من الحنيفية.
2- الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنيفية
الحنيفية: حركة دينية انتشرت في الجزيرة العربية قبل الإسلام، بشر بها في يثرب أبو عامر الراهب، وفي الطائف أمية بن الصلت، أما في مكة فكان لها دعاة كثر منهم : ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل (عم عمر بن الخطاب) ، وعبد الله بن جحش، وكعب بن لؤي بن غالب (الجد الأعلى للرسول)، وعبد المطلب (الجد المباشر للرسول) الذي يعتبره الدكتور سيد محمود القمني في كتابه الحزب الهاشمي: أستاذ الحنيفية وزعيمها، وأُطلق على أصحاب هذه الحركة: الحنفاء، ويعرفهم الدكتور السيد عبد العزيز سالم في (دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام) بأنهم: جماعة من العقلاء العرب سمت نفوسهم عن عبادة الأوثان ولم يجنحوا إلى اليهودية أو النصرانية، إنما قالوا بوحدانية الله، ومن بين دعاتها أيضا زهير بن أبي سلمى، وعثمان بن الحارث، وأسعد أبو كرب الحميري. ويذهب الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه مطلع النور إلى القول: (أنهم كانوا يعرفون أن الإيمان بالإله الواحد أهدى وأحكم من الإيمان بالنصب والأوثان) ، وفي معتقدهم أن الوحدانية هي دين إبراهيم الخليل عليه السلام، وكانت سننهم هي:
1- النفور من عبادة الأصنام، وتحريم الأضاحي التي تُذبح لها، وعدم أكل لحومها.
2- تحريم الربا
3- تحريم الزنا ، وشرب الخمر، وحد مرتكبيهما
4- قطع يد السارق وقد أمر به عبد المطلب جد النبي
5- تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير
6- النهي عن وأد البنات، وتحمل تكاليف تربيتهن، وقد حدثنا ابن سعد في الطبقات الكبرى أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كان يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته (يأدها) : لا تقتلها وأنا أكفيك مؤونتها.
7- الصوم
8- الاختتان
9- الغسل من الجنابة
10- الإيمان بالبعث والنشور والحساب
11- الاعتكاف في غار حراء للتحنث، في شهر رمضان، وعمل البر، وإطعام المساكين.
وقد تبنى الإسلام كل هذه السنن والعقائد، وبتعبير الحافظ أبي الفرج الجوزي: إن الإسلام وافقهم عليها فيما بعد، ودعا لهذه السنن، وبشر بها.
وقد كنت أرغب بالتعليق على قراءة الأستاذ خليل عبد الكريم للحنيفية، ولكن ، نظرا لطول هذا التعليق فقد فضلت نشره في مقال مستقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة