الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟

مهند البراك

2011 / 6 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


توجس و عبّر و نظر كثيرون و منذ البداية الى اعتماد نظام المحاصصة و خاصة الطائفية منه نظرة تشاؤمية منذ اعلانه، رغم فائدته المؤقتة اثر سقوط الدكتاتورية و الظروف التي تم بها . . و اخذ التذمر منه يزداد و يشمل حتى اوساط كانت مؤيدة له ابتداءً، بسبب نتائجه الكارثية التي صارت تتزايد اثر اعتماده نهجاً اصمّاً يحاول إعتماد المكونات و ليس البرامج طريقاً لتكرار الفردية و الإستبداد، سواءً في حل ازمة الحكم او في محاولة اصابها فشل مؤسف لتحقيق حياة افضل للعراقيين على اختلاف طيفهم القومي و الديني و المذهبي، رغم جهود اخذت تضيع تحت وطئة دائرة تزداد انغلاقاً من الصراع الطائفي الذي يتسبب به صراع المتنفذين المتخذين منه راية.
و يرى خبراء و مثقفون و سياسيون ، ان احد الأسباب الهامة لذلك ان الأحزاب التي اعتمدت الطائفة في تحشيدها للنضال ضد الدكتاتورية، كآلية استفزها و استدعاها حينها نهج و سلوك الدكتاتورية الدموي الفئوي الشوفيني . . بكونها استمرت على نهجها ذلك حتى بعد سقوط الدكتاتورية و الإتيان بها للحكم . .
حتى اثبتت تجربة ثماني سنوات من اعتماد المحاصصة، اثبتت على كونها نهجاً قاصراً سواءً في عملية بناء النظام الجديد او في تحقيق الإستقرار الضروري له . . في توازنات و صراعات منطقة تلعب فيها الفتن الطائفية في الظروف القائمة ادواراً خطيرة، بوجود صراع مصالح اقليمي حاد: ايراني شيعي، عربي تركي سني، و مصالح اميركية و غربية و آسيوية دولية تفعل فعلها فيه لتحقيق ما يؤمن لها مصالحها في العراق و المنطقة .
و فيما يرون في ان اعتماد المحاصصة على الطائفية الضيقة لم ينتظر منه تقدم و تطور للبلاد ولا لأمنها و رفاهها . . فإن الإنتخابات التشريعية، اثبتت ان القوائم الإنتخابية المتنفذة ابنة المحاصصة الطائفية ذاتها اخذت تخرق المحاصصة، كي تؤمن حصولها على اصوات اعلى، وظّفتها لتسويغ فوزها و فوز فرد بالقيادة، في اثبات متجدد على عدم جدوى اعتماد المحاصصة الطائفية و على كونها ان لم يجرِ الإنتباه، جسراً لايؤدي الاّ الى استبداد حزب فرد، بدل وجهتها الأولى التي اعلن عن كونها آلية لتحقيق مشاركة المكوّنات العراقية بأطيافها .
ففيما وصلت المحاصصة الى محاولة طرف متنفذ لتحطيم طرف متنفذ مواجه . . ازداد شبه اجماع على انها لم تؤمّن الاّ السيطرة الفعلية لحزب الدعوة على غالبية الوزارات و المؤسسات الحكومية العليا و على المرافق الأساسية الحساسة في البلاد، عسكرياً و امنياً و ادارياً من خلال وكلاء الوزارات و وكلاء المديريات العامة، و وكلاء و آمري الوحدات العسكرية و الأمنية، التي لم تناقشها الجلسات العلنية لمجلس الوزراء لحد الآن . . التي يرى فيها متخصصون بكونها لاتخرج عن اطار هيمنة فكر المجتمع الشمولي، التي تفرش الطريق للإستبداد مجدداً . .
و في الوقت الذي يشترك فيه ابرز طرفين متنفذين في صراعات لاترحم و لاتستمع لأحد في صراع على الزعامة، لايؤدي الاّ الى تأجيج الأزمة . . و في الوقت الذي ينشغلان فيه بترتيب بيتيهما،
بمبادرات و اعلان تحمل مسؤولية قرارات و مساومات و تغطيات الى حدود اللعنة، لاتكشف الاّ عن روح الإستئثار بالحكم، على قاعدة كل شئ او لاشئ . .
في ظروف اهمال المتنفذين لتعبئة و حشد الجماهير بالعناية بتحقيق مطاليبها الأساسية، لكونها لحمة العملية السياسية و سداها و هدفها، في وقت تضيّع فيه اموالها و تسرق، بفضائح عمولات و فساد و سرقات فلكية معروفة و علنية، آخرها ضياع 6,6 مليار دولار نقداً !! كان من المفترض انها نقلت بطائرة هرقل سي . .
ان المتنفذين لايلاحظون، و يرى قسم انهم بالحقيقة لا يبالون، بالتطورات و التغييرات التي تطرأ على الجماهير الشعبية . . بسبب تراكم نتائج الإرهاب و المعاناة اليومية التي صارت تطول سنوات ثمان، و بسبب البطالة و ارتفاع الأسعار، و سوء الخدمات و انعدام الكهرباء، في ظروف يتصاعد فيها دور الجماهير في تقرير مصائر الحكّام في تواصل ربيع المنطقة العربية . .
بل انهم يحاولون الوقوف بالمرصاد لكل تحرّك لشباب البلاد يطالب بإنهاء الفساد و الكذب و السرقات، منذ شباط هذا العام و حتى الجمعة الماضية ـ جمعة القرار ـ في ساحة التحرير في بغداد التي كشّفت عن تواصل الأساليب الخبيثة لأجهزة الحكم الموروثة من الدكتاتورية المقبورة، و بمشاركة و مباركة موظفين كبار من اجهزة الحكم العليا . و كشّفت تواصل التحديّ الشعبي بل و تصاعده الذي لاينتهي، الى ان تتحقق المطالب العادلة لأوسع الجماهير الكادحة !


14 / 6 / 2011 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل