الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟‎

ابراهيم سبتي

2011 / 6 / 14
الادب والفن


قد يبدو السؤال مثيرا للوهلة الاولى ،‎ ‎الا انه قد لا يكون كذلك ان امعن النظر جليا في جوانبه ‏المتعددة . النجم هو صناعة‎ ‎ومراحل . وربما توجد ثلاث طرق للوصول الى النجومية اولها ‏حين تكون السلطة تتحكم بمن‎ ‎ترغب ان يكون نجما ، فتطبل له بغير حق وتحاول زجه في ‏مقدمة صفوف الاقوياء بكل ما تمتلك‎ ‎من وسائل رغم هشاشته وعدم ملاءمته للموقع الذي ‏يحتله رغما عن الاخرين ، وثانيها هو‎ ‎الثراء المادي على حساب الثراء الابداعي ، فيحاول ‏الشخص المعني بالشهرة ان يحقق هدف‎ ‎الوصول الى النجومية بجهد اقل وربما بوقت قياسي ‏وهو يحاول ان يبذخ ما شاء له من‎ ‎مادة مختصرا الوقت والابداع وهو ما ينتشر اليوم في ‏مجالات كثيرة محليا ودوليا . اما‎ ‎الطريق الثالث فهو الابداع الشخصي الاستثنائي الذي يوصل ‏الى النجومية . في العراق‎ ‎لا توجد محددات لقياس النجم وخاصة في الثقافة والفنون . ففي ‏الجانب الفني يمكن ان‎ ‎نجد نجما مبدعا يطغي على اذواق الناس لفترات طويلة مثلا او نجد ‏ممثلا تخفق له‎ ‎القلوب . الا ان أيا منهما لا يمكن ان يبقى متصدرا قائمة النجومية لفترة قصيرة ‏جدا‎ ‎باعتبار ان التعامل معهما لا يكون بنفس الرصيد والمكانة التي وصلا اليها . ففي عمل‎ ‎تلفزيوني معين قد نجد ان الممثل الذي ملأ الدنيا ، يشارك بصفة كومبارس وحتى اسمه في‎ ‎قائمة الممثلين يدرج مع الثانويين ان لم يكن في اخر القائمة . قد نتعجب ونحن نرى‎ ‎هذا الممثل ‏المبدع الذي اجاد ادوارا كثيرة وسجل حضورا فاق التصور !! وهو يمثل دورا‎ ‎اقل من الصغير ‏في عمل تلفزيوني ساذج او قليل الاهمية . لا نعرف تحديدا ما الذي حدا‎ ‎به ان يقبل بذلك مع ان ‏الممثل النجم في الدول الاخرى ، لا يقبل الا ان يكون بطلا في‎ ‎العمل وان حصل ومثّل دورا ‏صغيرا يشار له بكل احترام بكلمة ضيف شرف . هذا السياق غير‎ ‎موجود عندنا للاسف ، فالكثير ‏من مبدعينا لا يحظون بمثل هذا الاحترام او الاعتبار‎ ‎واعتقد انه واحد من اسباب هجرة او ترك ‏الفنانين المهمين للعمل الدرامي والسينمائي‎ ‎العراقي . اما في مجال الثقافة والادب فهي مأساة ‏حقيقية حينما ينزوي المبدع العراقي‎ ‎الحقيقي في ركن قصي لا يذكره احد الا نادرا وهو مبدع ‏مجيد ومتمكن ويعرف حرفته‎ ‎بمهارة ولا يقل شأنا من المع نجوم الادب والثقافة في مصر او ‏لبنان او في أي بلد آخر‎ . ‎فيظل يغرد خارج اسراب القائمين على المؤسسات الفنية والثقافية ‏التي ربما تعرف‎ ‎الوجوه المكرورة من المعششين في أروقتها ، هؤلاء الذين يخلون من ادنى ‏شروط الإبداع‎ ‎، يحتلون مكان الصدارة دائما . وربما لا يعرف أي كاتب او اديب مبتدئ قامات ‏أدبية‎ ‎وثقافية عراقية معروفة . قد لا يعرف الشعراء والأدباء الذين سجلوا خلودا ابداعيا في‎ ‎مجالاتهم هزت ضمائر الأجيال العراقية المتعاقبة . قد لا يعرف أسماء كبيرة ظلت تعطي‎ ‎وتبدع ‏ولكن مصيبتها ان الإعلام لم يكن مواكبا لنتاجاتها . اعتقد ان الخلل الكامن‎ ‎خلف تلك الظاهرة ‏الخطيرة هو عدم تسليط الضوء على المبدع الاصيل الذي لا يمكن ان‎ ‎يكون الا انسان يعطي من ‏فكره وقلبه ومشاعره ويخط بانامله حروفا ظلت تتناقل بين‎ ‎الناس . انها الاضواء الساحرة التي ‏تخطف العقول عندما تسلط على كتاب يدعون الابداع‎ ‎ويعملون ليل نهار وبجهود جبارة من اجل ‏ديمومة تصدرهم للمشهد . ان المثقف العراقي‎ ‎يعي حقيقة دور الاعلام في صناعة النجم الادبي ‏وهي مهمة متعبة لا يمكن ان تتواصل‎ ‎دائما مع شخص ما ، لان الايام تفرز اشخاصا يلعبون ‏دور النجوم باستمرار‎ .‎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??