الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصعيد حل في العراق

ساطع راجي

2011 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بدلا من الخوض في عملية الاستعداد للانسحاب العسكري الامريكي من العراق، وبدلا من العمل لتنفيذ الاستحقاقات الخدمية والاقتصادية ومواجهة التردي المتواصل في هذين القطاعين، وبدلا من التصدي للتدهور الامني وشيوع عمليات الاغتيال لتتحول الى تقليد يومي عابر في نشرات الاخبار، وبدلا من البحث الجدي عن حلول لأزمات العراق مع جيرانه، يركض زعيما الائتلافين الكبيرين (دولة القانون والعراقية) نحو التصعيد الشخصي ومعهما نوابهما في البرلمان وحواشيهم بمختلف الواجهات، لتمحى بذلك جميع أزمات العراق وتصبح القضية الاولى والوحيدة في البلاد هي العلاقة بين المالكي وعلاوي، اما بقية الملفات التي ترد اسماؤها في السجالات الدائرة فما هي الا أعراض جانبية في حسابات الطرفين.
لقد وقع العراقيون في الفخ حينما تصوروا ان اتفاقات الشراكة السياسية كانت تدار بصيغة توفير الحلول لقضايا عالقة او حتى لتشكيل حكومة، التي تبين فيما بعد ان هناك معادلة رياضية ثابتة لحسم كل شيء فيها، الا ان الحقيقة تكشفت عن ان كل ما جرى هو انتاج ترضيات شخصية تعرقل تنفيذها، ذلك ان القوى السياسية والزعماء تحديدا غير قادرين حتى على تطبيق مفهوم المحاصصة نفسه الذي يسخط عليه العراقيون ويعلقون عليه كل مشاكلهم.
لقد تبين خلال الايام القليلة الماضية ان النسخة السابقة من الاتفاق السياسي الذي ادار تشكيل الحكومة الماضية لم يعد نافعا، لقد تجاوزنا المحاصصة الطائفية والمحاصصة الحزبية ووصلنا الى مرحلة الاشخاص، ونحن بذلك عدنا في العراق الى نقطة البداية، وهي نقطة الحاكم الفرد الذي يريد فرض سلطته الشخصية على مؤسسات البلاد، مرة عبر ضرب الدستور ومفاهيم فصل السلطات وفرض هيمنة الحزب الواحد والفرد الواحد ومرة عبرة "تفصيل" الدولة على مقاس الفرد الحاكم وخلق نوافذ وثغرات ترضي طموحاته.
كانت محاولة يائسة رغم ثمنها الباهض تلك التي قام بها العراقيون لايجاد نظام ديمقراطي مؤسساتي دستوري قائم على فصل السلطات ورقابة بعضها على بعض، عبر قوى وزعامات غير ديمقراطية ولا تؤمن بكل ما تسحبه الديمقراطية من تفاصيل ومؤسسات، فقد اصطدم الهيكل الهش بالافكار والقناعات الصلبة التي تعتبر الفرد الحاكم هو الصيغة الوحيدة المناسبة لادارة البلاد، ولذلك نحن ندور حول انفسنا منذ عدة اشهر، ولو استعدنا الجلسة التي حضرها علاوي والمالكي عند انتخاب رئيسي البرلمان والجمهورية ودققنا في الصورة، لأكتشفنا حجم النفور بين الطرفين، وهو نفور سيسيطر على علاقة اي سياسيين عراقيين يدخلان حالة التنافس.
احد الزعيمين لا يريد ان يرى له منافسا في العراق ولا حتى شريكا في اي مستوى وآخر يريد الدخول الى حلقة السلطة بأي ثمن وتحت أي عنوان، وعندما استحالت رغبة الطرفين ذهبا الى التصعيد لسببين، الاول السعي للوصول الى الحافة الاخيرة عبر التحديات الاعلامية المتبادلة في محاولة من كل طرف لدفع الطرف الاخر نحو تقديم التنازلات، والسبب الآخر، هو للقفز على الوعود الانتخابية وعلى تنفيذ الاستحقاقات والتصدي للمشاكل، فكلا الطرفين يشعر انه محرج امام الازمة التي تتجه اليها البلاد بسرعة، على الصعد الخدمية والامنية، وكلاهما يحاولان التملص من اتخاذ قرار واضح بشأن الانسحاب الامريكي، ويبدو التصعيد هو المنفذ الوحيد للطرفين وقد صمما على اختياره حتى لو قاد الى احتكاكات في الشارع تهدد بعودة العنف الطائفي، فالرجلان يريدان حل مشاكلهما اولا والمحافظة على بريقهما ثانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟