الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتباك مؤجل

عمران العبيدي

2011 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مجسات العملية السياسية في العراق اصبحت اكثر تحسسا بفعل تراكمات الشراكة السياسية المبنية على عدم القناعة التامة بها، والتي اسسها بعض المعنيون على مضض ،وكان تمريرالحكومة من بوابة البرلمان بجواز مرور غير مكتمل المفردات سوى اشتباك مؤجل، مما جعل تلك الحكومة والعملية السياسية تسيران على حافة جرف يتربص البعض بلحظة انهياره .
ان ظروف بناء الحكومة سار بالعكس من امنيات الكثيرين بالرغم من محاولتهم تجاوز هذه العقدة شكليا وظاهريا، لكن بقاء امنيات تشكيل الحكومة في المكنونات الداخلية كطموح مؤجل هو الذي جعلها ( اي الشكلانية في القبول) غير قادرة على اخفاء تلك الامنيات مما حفزها دائما للخروج من قمقمها حالما تتوافر لها المنشطات التي يمكن ان تسحبها من القعر الى سطح الاحداث منتجة ارتباكا واضحا بالمشهد السياسي.
في العراق ليس بالضرورة ان تعكس الشراكة انسجاما وهذا ما اكدته الاحداث المتوالية في العراق ، لذلك طالما تعرضت العملية السياسية الى الهزات السريعة التي ادت الى تعطيل عملية بناء الدولة العراقية وجعلها اقرب الى هيكل لايرتكز على مقومات بناء صحيحة ، ويبدو ان الشراكة فرضتها متطلبات العمل السياسي العراقي لا للمشاركة بمعناها المتكامل بل من اجل عدم اعطاء الفرصة ( للشريك الخصم) في العمل منفردا والذي لايعترف به البعض ولايريد ان يستسلم الى نظرية أن النظام البرلماني تفرضه في اغلب الاحيان لعبة القدرة على تشكيل اغلبية سياسية.
لذلك يبقى طموح (الشريك الخصم ) ليس دائما السير بالمركب الى الشاطيء مع بقاء تمايز طموحات الخصم وعلوها على طموحات الشريك وبقاء اقنية التوافق بين الشركاء مسدودة مما يضيق مساحة التفاهمات مع تنامي الاحساس ان بر الامان يعني تسجيل نجاح للخصم.
والى حين فض هذا الاشتباك فأن الاشتغال على احتمالات اعادة توزيع التركيبة الحكومية بصيغة جديدة متوافرة في الذهنية السياسية وتشكل حراكا يمكن له ان يجد له مساحة في الغرف الخلفية للعمل السياسي عسى ان يتسع بكراسيه لوجوه جديدة تدفع بهم الاحداث الى الواجهة.
مايحصل هو صورة جزئية للاشتباك او المواجهة ولاتعني بطبيعة الحال كامل الصورة لذلك هنالك تخوف كبيرمن اكتمالها بين قطبي العملية السياسية في العراق( المالكي- علاوي) ويبدو معها ان العلاقة بينهما بحاجة الى روافع لتخرج بهما الى مرحلة الشراكة لا الخصومة بالرغم من ان تلك الروافع تبدو غير متوافرة بشكل يمكن أن تبعث على التفاؤل ، ولكن يجب الانتباه الى ان الوضع العراقي لايحتمل الابقاء على شراكة متصارعة ومتأرجحة ولابد من حسمها بأتجاه معين، فأما الشراكة او نقيضها، فسياسة التأرجح التي نتجت بسبب عدم توافر الثقة بين القطبين لايمكن معها ان تصوغ لنا دولة بقوائم قوية ، او تنتج لنا عملية سياسية تمتلك صفات الديمقراطية بشكلها الحقيقي ، ولابد من ادراك ان مواجهة الاشكال وحسمه افضل من ابقاءه تحت الرماد ،لانه من الصعوبة حين ذاك التكهن بعواقبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة