الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة انتخابية للجالية العراقية في المانيا الاتحادية

ماجد فيادي

2004 / 11 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بتاريخ 30/10/04 عقد المؤتمر التأسيسي لمجلس الجالية العراقية في برلين عاصمة المانيا الاتحادية بحظور عدد كبير من بنات وابناء الجالية العراقية , كان هذا بعد عدة لقاءات جرت في مدن( إسين وكولون وبرلين وبيساو) حظرها عدد جيد جداًَ من ممثلي الجمعيات والنوادي والمنتديات والاحزاب والمستقلين من العراقيات والعراقيين , طرح خلالها الكثير من القضايا للنقاش والتمحيص حتى توصل المجموع الى النظام الداخلي الذي طرح للتصويت خلال المؤتمر التأسيسي وحصل على التأيد بعد بعض التعديل.
قبل ان ادخل في تفاصيل ما جرى اتطرق الى المفرح في توصل العراقيين لاتفاق بانتخاب ادارة المجلس , فقد كنت فرحاًَ جدا بممارسة العملية الانتخابية الحرة للتعبير عن رائي في من يمثلني امام الحكومة الالمانية بعد ان كان نظام البعث يسلبنا ارادتنا بالقوة ويحرمنا من اختيار ممثلينا , كما اني رقصت فرحاًَ بعد الانتخابات على انغام الموسيقى العراقية من اشورية وكردية وعربية , وكان الحظور جميعاًَ مندمجين دون ان نعير اهتماماًَ الى الاختلاف مابيننا من الناحية القومية والدينية والفكرية.
اما ما نغص علي فرحتي فهو عدم حضور السيد السفير العراقي بالرغم من توجيه الدعوة رسمياًَ له ,كما لم يرسل من ينوب عنه وهو تقليد متبع في العلاقات الدبلماسية والاجتماعية في حالة وجود معوقات تحول دون حضور الشخص المعني بالدعوة , وقد جاء العذر ان السفير لديه الكثير من المشاكل , ولا ارى في هذا التعبير ما يناسب للاعتذار عن الحضرر, واتمنى على السيد السفير ان يتواجد في المناسبات القادمة ليكون على تماس مباشر مع بنات وابناء الجالية العراقية للوقوف على مشاكلهم والسعي لحلها , ومشاركتهم افراحهم واحزانهم لاني لااقدم سوء الظن بالسيد علاء الهاشمي سفير العراق في المانيا الاتحادية بل اتوسم به المعونة والنزاهه والحرص على خدمة ابناء بلده من المهجرين والمهاجرين والطلبة والعاملين والزوار الى المانيا.
في الاجتماعات التحضيرية السابقة شاركت الاحزاب الاسلامية وبكثافة جيدة جداًَ ومارسوا دوراًَ فعالاًَ لانجاح تشكيل المجلس وبالتعاون مع الحزب الشيوعي العراقي والاحزاب الكردية والجمعيات والمنظمات العراقية بالاضافة الى الدور البارز للمستقلين , ولكن ماحصل ان الاحزاب الاسلامية لم تحضر المؤتمر التاسيسي وبشكل ملفت للنظر كأن القضية لاتعنيهم , وكان العذر ان المؤتمر قد جرى في شهر رمضان الكريم ( كان سماعاًَ ولم اقرئه رسمياًَ) وهذا يفرض عليهم السفر والفطور الاجباري . ان تواجدكم خلال الاجتماعات التحضيرية وعلمكم المسبق وقبل شهرين بالموعد الرسمي للمؤتمر يقطع عليكم كل حجة في عدم المشاركة, كما كان امامكم وقت طويل لابلاغ نادي الرافدين العراقي في برلين الجهة التي تبنت التحضير ليوم المؤتمر في تاجيل الموعد الى ما بعد رمضان ولااعتقد ستكون هناك اي ممانعة.
خسرت الجالية العراقية وجودكم معنى للادلاء باصواتكم في ممارسة ديمقراطية حرة , كما خسرنا ترشيح بعض الخبرات التي كان من الممكن الاستفاد منها لخدمة العراقيات والعراقيين على الساحة الالمانية, اما الخاسر الاكبر فهو احزابكم التي لم يكن لها وجود في مجلس الجالية للتعبير والدفاع عن قضايا العراقيات والعراقيين .

تشكل العراقيات والعراقيين من الكورد النسبة الاكبر من الجالية العراقية في المانيا وتزود على النصف كما علمت من بعض المختصين مما جعلهم يمثلون العدد الاكبر بين الحضور خلال المؤتمر, ولااجد في ذلك ما يوسيئ الى العملية الانتخابية في شئ لانها حقيقة على الارض , كما اني من اب كردي وام عربية مما لايشكل في داخلي اية عقدة نفسية تجاه القوميات العراقية باختلافها , وقد ذكرت ذلك لان لي موقف من سلوك الكرد خلال المؤتمر كونهم لم ينتبهوا ولم يتعاملون بطريقة دبلماسية تجاه تغيب الاحزاب الاسلامية والعربية , بل انهم رشحوا الى الانتخابات اعداد اكثر من عدد المقاعد والبالغ (21) , كان من المفروض ان يرشح الكرد عدد اقل من المرشحين و ليكن في تقديري ( 13 الى14) ممن يجد بهم الاهلية لشغل هذه المقاعد ويفسح المجال امام الاخرين للترشيح , بهاذا يوصلون رسالة الى الجميع انهم شركاء لايحاولون الانفراد بالمجلس .
لااحمل الكورد مسؤلية عدم حضور الاحزاب الاسلامية بل احملهم مسؤلية خطاء سياسي تمثل في عدم محاولة جعل المجلس اكثر تلوناًَ , لان وجود 18 كردياًَ مقابل 2 من العرب و1من الاشوريين يجعل الكثير من العراقيات والعراقيين العرب ليسوا على اتصال بهذا المجلس , والذي اردنا له ان يكون اكثر شموليه, واثبت هنا مسئلتين الاولى ان الترشيح لم يكن على اساس الاحزاب بل كان على اساس شخصي ( والحقيقة ان الترشيح تبنته الاحزاب بشكل كبير وهذا حق مشروع).
الثانية اني عندما اذكر العرب والكرد والاسلاميين لااعني ان الترشيح كان على اساس طائفي قومي بل ان الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني العراقي كان لهما حضور كبير وللاشوريين والازيدية وباقي الاقليات حضور مميز.
ومن الاخطاء الاخرى وهي تكتيكية تدل على عدم دراية العراقيات والعراقيين بالعملية الانتحابية , وفي جانب اخر عدم فهم الهدف الرئيسي من تشكيل المجلس , ان اغلب الحضور والمشاركين بالعملية الانتخابية انتخب 21 ممثل وهو الحد الاقصى المسموح به , وكانه ( المنتخبة والمنتخب) يقول انه يعرف اهلية كل هؤلاء وينتخبهم لهذه المهمة , لكن الحقيقة ان المجلس لن يقرر ان العراق فدرالي او دولة جمهورية علمانية بل مهمة المجلس خدمة ابناء الجالية في مشاكلهم امام الحكومة العراقية والالمانية , والمح هنا ان وجود 18 كردي لايختلف عن وجود 14 كردي في المجلس , وعليه هذه الزيادة العددية لاقيمة لها من حيث الفائدة بل هي مضرة.

اما الشيوعيين فقد وقعوا في خطاء من نوع اخر لانهم دخلوا في قائمة انتخابية بالتحالف مع بعض الاحزاب الكردية بالرغم من علمهم ان هناك احزاب لم تشارك , وكانت النتيجة ان الاحزاب الكردية لم تلتزم بالقائمة وانهم غيروها عدة مرات منذ يومين قبل الانتخابات وحتى خلال يوم المؤتمر , ولم افهم الغاية من هذا التحالف حتى الان لان الحضور كان واضح المعالم ولايحتاج الى اية تحالفات.

كنت اتمنى ان يكون ممثلةاو ممثل للطلبة والشباب في المجلس ولكن هذا لم يحدث للاسف وارجوا الانتباه الى غياب من يمثل هذه الطبقة من بنات وابناء الجالية العراقية لما لهم من دور كبير برسم مستقبل العراق والجالية العراقية في المانيا .

ادعوا السيدات والسادة المنتخبين ان يناقشوا هذا الموقف ويخرجوا بحلول سليمة تقلل من الاخطاء سابقة الذكر لكي يكسبوا اكبر عدد ممكن من بنات وابناء الجالية العراقية , واقترح عليهم ان يستضيفوا ممثلين لم يجدوا لهم مقعداًَ خلال الانتخابات ( بسبب الغياب او اسباب اخرى) في اجتماعات اللجنة , او ان ينسحب البعض لفسح المجال بتنسيب غيره او ان يوكل البعض غيره لحضور الاجتماعات حتى نضمن وجود كل وجهات النظر ممثلة في المجلس .
اخيراًَ انا اثق بمن انتخب الى رأسة المجلس لانهم جميعاًَ عراقيون حاربوا النظام الدكتاتوري وقدموا الكثير من التضحيات , ولانهم يسعون الى خدمة بنات وابناء الجالية العراقية بدون تمييز.
شكر وتقدير الى كل من ساهم في تاسيس هذا المجلس منذ البداية في ايسن وحتى النهاية في برلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال