الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حافظ الميرازي والاعلام السعودي

سلمان محمد شناوة

2011 / 6 / 15
الصحافة والاعلام


حافظ الميرازي والإعلام السعودي
يقول صاحبي والذي لا أفارقه , ماذا أراد الميرازي بهذا قولا أو عملا , ويقول " لا افهم هذه الحركة من الميرازي , هل هي الشجاعة أم هو التهور , فالميرازي يشغل موقع جميل في قناة العربية , وهو يقدم استديو القاهرة بشكل جميل , ولكن لا يخفى على احد إن قناة العربية هي قناة سعودية بالدرجة الأولى , رأس المال والإدارة سعودية , ومع إن نسبة كبيرة من العاملين هم من العرب من مختلف الجنسيات , إلا إن خطوط الذي يعرض والذي لا يصرح به للعرض خاضع ولو بنسبه ما إلى توجهات السياسة والمال السعودي , والميرازي وهو يشغل هذا المنصب يتقاضى راتب لا يحلم به غيره من مقدمي الأخبار , ويكمل صاحبي لا افهم هذا التصرف , وهذا التصرف بالذات أراه تهورا وهو بصورة من يهدم بيته بيده , وبحجة الشجاعة , وهو من ناحية أخرى يطالب غيره بنفس درجة التهور وتهديم بيوتهم وقنواتهم الفضائية بأيديهم ويتحولون إلى شجعان خارقون , وهم في الحقيقة يقاتلون طاحونات هواء غير موجودة بالفعل " .
الحقيقة إن قول صاحبي هذا لا يخلو من منطق , والحقيقة الأخرى إن حافظ الميرازي هو نفسه قبل الثورة , لم يكن حافظ الميرازي نفسه بعد الثورة , والحقيقة أيضا إن المتابع للإعلام الرسمي المصري , يجد تحول تدريجي من حب النظام و تقديسه والنطق بكل ما يؤيد النظام , إلى التحدث بلسان الثورة بصورة مطلقة .
إنا تابعت معظم القنوت الفضائية المصرية منذ 25 يناير والى ما بعد سقوط النظام , كانت بالبداية تتكلم بصورة مطلقة بلسان النظام وبنوع من الخجل البسيط عن متطلبات الثورة , ثم أخذت تنتقل تدريجيا للكلام عن متطلبات الثورة و ثم أخذت تهاجم أجهزة النظام بشكل خجول جدا ومن وراء حجاب , حتى كان التنحي وفجأة رأينا من كان يتكلم بلسن النظام , اخذ يتكلم وبكل طلاقة بلسان الثورة , وحافظ الميرازي وكل الإعلاميون كانوا على نفس النهج , لم يكن الميرازي أبدا احد إبطال الثورة ولم يكن ناطقا باسمها , إنما كان احد مذيعي قناة العربية ويتكلم بلسانها ويعرض ما تريد إن تعرضه العربية , ولم يكن الميرازي أبدا له اليد الطولى بعرض ما يجب إن يعرض أو يمنع ما يريده ن يمنع .
الحقيقة كذلك إن الأعلام المصري لم يكن هو الوحيد على هذا النهج , بل كل الدول العربية , تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا والبحرين وحتى الدول ذات النظام الملكي , حيث إن كل المؤسسات الصحفية والإعلامية في الوطن العربي , تكون وجهة النظر الحكومية لها الأولوية , خصوصا من التلفزيون الرسمي , ومع وجود إعلام شبه مستقل يعرض بشكل خجول وجهة النظر الأخرى بحيث تبقى هناك مسافة بين الذي يعرض والخطوط الحمراء المفروضة من الجهات الرقابية , والحجة الحكومية في ذاك إن الأعلام مهم جدا في توجيه المواطن ألوجهه الصحيحة وخوفا إن يتسيد على الوسائل الإعلامية جهات لها أجندة خارجية تعمل على هدم الوطن ونشر الأكاذيب والإشاعات والتي تسبب الضرر لا الفائدة , وهذه وجهة نظر بها كثير من المنطق كذلك .
وهكذا بقى الأعلام رسميا في كل الدول العربية , حتى بدت القنوات الفضائية بالظهور , وهذه القنوات ميزتها أنها عابره للحدود , ويكفى إن تمتلك جهاز لاقط لا يكلف شيئا تقريبا حتى يكون العالم بين يديك وبوجهات نظر ليست هي وجهة النظر الحكومية , والحكومات حاولت إن تتأقلم مع هذا الوضع وأنشأت لها قنوات فضائية تصل إلى ابعد من الحدود تنقل وجهات نظرها الخاصة , ولكن المشاهد العربي اكتمل لديه الوعي واخذ يفرق بين الغث والسمين وباتت قنوات بعينها أكثر قدرة على جذب المشاهد من غيرها , ولم تكن منها القنوات الحكومية أبدا .
ومن القنوات التي تميزت خلال هذه الفترة الجزيرة والعربية , وأصبح لها نكهة خاصة تختلف عن كل القنوات , كثيرة هي الاتهامات والتي تم توجيهها لي هاتين القنوات , ولكن مع الوقت أصبحت أكثر تميزا وإصرار من المشاهد على إن تبقى الجزيرة والعربية , في أعلى قائمة القنوات المفضلة الإخبارية , إنا هنا لا أدافع عن هذه القنوات إنما هو واقع يثبته القريب والبعيد وحتى الميرازي نفسه قال , انه وكثير من المذيعين استطع ن يثبتوا وجودهم بجو به كثير من الحرية , ولكن تبقى هناك ضوابط وحدود حتى أكثر القنوات حرية لا تستطيع تجوزها وخصوصا نحن في العالم العربي , لا زالت عقلية القبيلة والعشيرة والتبعية تتسيد على عقول كثير من المثقفين , فضلا عن الناس أنفسهم .
والسؤال لماذا يطلب الميرازي من الإعلام السعودي , ما لم يكن هو نفسه يستطيعه ولا يتصوره حتى قبل ثورة 25 يناير ؟
معظم القنوات العربية وقفت مع الثورة المصرية , وعرضت مطالبها بشكل لم يرضاه النظام المصري , ورأى به تدخلا سافرا في الشئون الداخلية المصرية , وللعلم هذا لا ترضاه أي من الدول العربية لنفسها بتاتا , فمن المعلوم إن يتكلم الإعلام بأي شي إلا الشئون الداخلية وخاصة التكلم بموضوع الحكم , وهذا ما فعله الإعلام السعودي وفي مقدمتها الشرق الأوسط والحياة وقناة العربية والجزيرة وكل القنوات والعربية , لان الطريق مفتوح لها بهذا الاتجاه , وهي تحاول إن تستغل هذا الانفتاح بكل ما أوتيت من قوة سواء للكسب المعنوي حتى يقال إن هذ الإعلام حر أو للكسب المادي , لما تناله من هذه التغطية على نسبة مشاهدة تستطيع من خلاله نشر اكبر قدر ممكن من الإعلانات والكسب المادي , واليس هو هذا حال الإعلام دائما سواء كانت صحافة ورقية أو قنوات مرئية ؟
إذن اين الخلل وحتى يطالب الميرازي بأكثر من المعقول ؟ ولماذا يطلب لميرازي من الصحف السعودية إن تتجه إلى السعودية بالنقد والتجريح وملك السعودية كذلك ؟
هناك حقيقة يجب إلا ننساها وهي في الثورات كان المحرك الأساسي لها المتضررون من النظام , وهم في الحالة المصرية واليمنية وحتى البحرينية أكثر من المستفادون منها وهم الجانب الأخر والذي يدافع عن النظام بقسوة تصل أحيانا إلى قتل المتظاهرين وتشريدهم وحبسهم وتعذيبهم ونشر المقابر الجماعية , وهذا الذي يحدث ألان في سوريا وبشكل اقل في البحرين , وبصورة واضحة جدا في ليبيا .
الحقيقة إن الفرد السعودي هو الأعلى دخل في العالم , وان حياة السعودي ليست هي حياة المصري أو السوري , والحقيقة ن الفرد السوري والمصري لا يوجد هناك ما يخسره إن هو تحول للثورة ضد النظام , ولكن الفرد السعودي هناك الكثير سوف يخسره إن هو انقلب على النظام , والنظام السعودي والخليجي مع كل المساؤي فيها , ألان أنها خلقت حياة للمواطن الخليجي بشكل لا يحلم به أحد في أكثر البلاد تطورا وتقدما , وأحيانا يخيل لي إن المواطن السعودي والكويتي والإماراتي , يولدون وفي فمهم ملعقة من ذهب , وان مستقبلهم تم تأمينه من لحظة الولادة إلى لحظة الوفاة بصورة لا يحتاج بها للتفكير أو التدبير و حتى محاولة العيش , ليس عليه سوى إن يولد في هذه الحياة ليجد كل شي له مضمنونا بصورة غير معقولة من تدريس ابتدائي وثانوي وجامعي , إلى سفر خارج البلاد سواء للسياحة و التعليم , وبمجرد ن يفكر , لا إن يعمل او يجتهد تكون الوظيفة جاهزة والزوجة جاهزة , والسيارة جاهزة والبيت جاهز , ولا يجد نفسه إلا فجاءه وبدون إن يدري وهو قد بلغ الستين وكل مباهج الحياة بين يديه , فهل يعقل إن يثور هذه الموطن أو يفكر بالثورة , قطعا يكون من المجانين .
مع ذلك هناك طوائف من الشعوب محرومين بحق مثل الشيعة في البحرين والشيعة في الإحساء والقطيف وأهالي نجران , هؤلاء هم من يحق لهم الثورة لأنهم محرومون , ولكنهم قلة لا يحسبون على باقي الشعب .
وفي ظل هذه الأجواء كيف تكون الصحافة أو الإعلام الخليجي , قطعا يكون صورة معكوسة لمجتمع هو مستفاد من حكوماته .
اعتقد انه بظل دعوة الميرازي هناك كثير من التجني , وهناك كثير من التهور , وهناك كثير بالسير الغير معقول , في عالم يحسب كل خطوة من الخطوات , إننا لا ننكر إن الثورة المصرية والتونسية غيرت كثير من الثوابت , ولكن هذا التغير يحتج إلى وقت حتى يستقر , ويشعر الإعلام في الدول الأخرى أن الوقت حان أيضا حتى تتغير هي كذلك .
وحين قرأ الميزاري الخبر الرئيسي لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الذي يقول "وفعلها الشباب .. تنحى مبارك ... المحتجون ألقوا بالورود على الجيش فأداروا المدفع تجاه القصر الرئاسي" ....اعتقد ن الشرق الوسط كانت تفتخر بالثورة المصرية بصورة تبعث الحب والدهشة في نفس كل عربي .إما متى يتحقق نفس هذا الخبر في السعودية و الكويت و الخليج , اعتقد إن لكل دولة ظروفها ولكن متى اختمرت ونضجت هذه الظروف , فلابد من التغير , إما شكل التغير ومذاقه وقصصه فهي متروكة لكل شعب يخطه كيف يشاء بسواعد شبابه وأهله وأبناءه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24