الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث ساحة التحرير

جاسم الحلفي

2011 / 6 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعاد الشباب ومعهم الأطياف المتنوعة من المحتجين في "ساحة التحرير" وهج الكفاح من اجل الكرامة الوطنية والحريات والعدالة الاجتماعية، وهم يطالبون بالخبز والأمل والعمل، ويشجبون ثلاثي المخاطر المحدقة بالعراق ( الإرهاب، الفساد، الاستبداد) الى جانب تشخيصهم ثلاثي التخلف (الفقر، الأمية، المرض) الذي يجمع عوامل تأخر الدولة وتراجعها. فيما أصبحت أهازيج الشباب الجلية في معانيها، البسيطة في مفرداتها، العميقة في مضامينها، السريعة في إيقاعها، والعذبة في موسيقاها، الشاجبة للسلبيات، والمنادية بالإصلاحات .. أصبحت علامة فارقة أضافت جمالا لشكل التظاهر السلمي. وسجل الشباب بذلك "ماركتهم الخاصة" التي أغاظت السلطات لأسباب بعضها مفهوم، وبعض عصي على الفهم!
ان إصرارهم على الاحتجاج في ساحة التحرير، ليس سوى تمسك برمزيتها التي اختزنتها الذاكرة الشعبية، الشفاهية، من تاريخ العراق المعاصر. وربما جاء محاكاة للحركات الاحتجاجية في العديد من العواصم العربية، التي اتخذت من ميادين التحرير ساحات للتظاهر والاعتصام. فساحات الحرية في العواصم العربية، ومنها ساحتنا البغدادية التي يظللها نصب الحرية، سجلت باسم المحتجين سلميا، ولا مجال فيها لشعارات من نوع " بالروح بالدم...."! ولن يتسلل الوهن الى عزائم المطالبين بالحقوق العادلة ، مهما مورس ضدهم من وسائل التخويف والترهيب، بضمنها استقدام "البلطجية"، مثلما حدث في "ميدان التحرير" بالقاهرة، حيث سجلت كدليل أدانة أضيف الى سجل الانتهاكات التي يُحاكم بسببها رأس النظام المصري.
اما والعراق يمضي وسط صراع التحول، الذي يدور حول شكل النظام ومحتواه، فان المرء يتمنى ان يستفيد القائمون على الحكم اليوم من تجارب بناء الأنظمة السياسية الديمقراطية، خاصة في البلدان التي عانت من حكم الطغاة. لا ان يكرروا استخدام وسائل القمع، التي درج على إشهارها الحكام العرب المستبدون، وهم يجابهون حركات الاحتجاج الشعبية. لا سيما وان الخسران كان الحصيلة الأكيدة لأساليب القهر والتشويه جميعا، التي أقدموا عليها في مواجهة حركات الاحتجاج.
كثيرا ما حذرت السلطة من التظاهر في "ساحة التحرير"، وكثيرا ما طالبت بنقلها الى أمكنة أخرى، وكثيرا ما لجأت الى غلق الطرق امام المتظاهرين، وكثيرا ما حالت دون دخولهم الى "ساحة التحرير" بذريعة "كفاية العدد"! وكثيرا ما منعت حمل الأقلام و الكاميرات وقناني الماء الى هذه الساحة.
لكنها في هذه المرة لم تلتزم بكل هذا "الكثير"، فاللقطات التلفزيونية التي عرضت لمظاهرة الموالين، الذين جيء بهم الى "ساحة التحرير" دون غيرها من الأمكنة! تمكنت من توثيق موالاة "البعض" باستخدام العصي والهراوات والسكاكين، وأدوات أخرى!
وسجل ذلك إدانة جديدة للانتهاكات، التي طالت الحقوق السياسية والمدنية، وزادت من سخط المحتجين وتذمرهم، كما قوّت شكيمتهم، وزادتهم إصرارا على مواصلة الاحتجاج السلمي ضد الانتهاكات وعلى طرح المطالب العادلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار