الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد الاشتراكي المصري.. والسماء تتسع لأكثر من قمر!!!

مصطفى مجدي الجمال

2011 / 6 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ميلاد الاشتراكي المصري
السماء تتسع لأكثر من قمر!!!
يعلن يوم السبت 18 يونيو 2011 عن إطلاق عملية تأسيس الحزب الاشتراكي المصري.. أي بعد مرور تسعين عامًا على تأسيس الحزب الاشتراكي المصري عام 1921 كأول حزب اشتراكي في تاريخ القارة الأفريقية.
ولا بد من الاعتراف بأن المشاعر مختلطة إزاء هذه المناسبة ذات الطابع الخاص..
فهناك بالطبع المبتهجون ابتهاجًا كبيرًا ويتوقعون الكثير من الحزب في مستقبل الحياة السياسية ونضال القوى الوطنية والتقدمية.. لكنهم يعلمون بالطبع أن طريق الحزب ليس مفروشًا بالورود، وإنما ستصادفه قطعًا مصاعب وتحديات.. ومؤامرات أيضًا..
وهناك بالمقابل المرحبون بظهور رقم جديد في المعادلة السياسية المصرية.. وإن كانوا يفضلون أن يتوحد اليسار المصري كله في حزب واحد.. خاصة أمام خطر التيارات الدينية وانتشار الأفكار الليبرالية وسط الشباب (حيث يرون من الديمقراطية جانبًا واحدًا هو جانبها السياسي).. ناهيك عن فلول الحزب الحاكم المزاحة التي تتجمع اليوم بصور مختلفة وتبحث لنفسها عن تحالفات تخرجها من عزلتها وتعيد الثورة المصرية إلى مربعات أولى.. لكن هؤلاء المرحبين المتحفظين يعلمون جيدًا أن التسرع في عقد الوحدات التنظيمية قد أدى في واقع التجارب التاريخية المصرية إلى المزيد من الانقسامات والتفتت الذري..
أهم مغزى لإعلان الحزب الاشتراكي المصري هو إعادة الاعتبار لمسمى الاشتراكية والإصرار عليه.. بعد عقود طويلة من التشويه والافتراء اللذين استفادا كثيرًا من انهيار النماذج الاشتراكية في أوربا الشرقية، إلى جانب انهيار الشعارات "الاشتراكية" الناصرية تحت وطأة الهزائم العسكرية وقبضة برجوازية الدولة وعزل الجماهير الشعبية وغلّ أيديها عن المشاركة في المعارك الكبرى.. وكانت النتيجة المنطقية لهذا المسلك هي قيام النظامين الساداتي والمباركي كانقلاب خطير على منجزات يوليو الوطنية والاجتماعية، وإن كان الانقلاب بمشاركة من بعض "رجال يوليو" أنفسهم بعد التغير الطبيعي الذي طرأ على الطبقات المسيطرة، وانحيازها التام للاستعمار الجديد والرأسمالية العالمية، والعداء السافر لحقوق الإنسان ومصالح الجماهير الشعبية والقوى المنتجة..
إن الاشتراكية المعنية هنا ليست بالطبع "الاشتراكية" السوفيتية ولا الناصرية.. إنما هي اشتراكية تعترف بحقوق الإنسان الشاملة (السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية).. اشتراكية تعترف بالعلم ومنجزات العصر ولا تنظر لنفسها كأيديولوجية مصمتة تامة الصنع ولا تتأثر بتجارب الشعوب أو مبادرات الجماهير الذاتية..
اشتراكية يدرك المنادون بها أن الطريق إليها لا يزال طويلاً.. وأن هناك الكثير من المعارك السياسية والاجتماعية والثقافية التي يجب خوضها تمهيدًا لهذا الطريق..
ومن أهم المميزات الملموسة للحزب الاشتراكي الوليد في مصر اهتمامه الواضح بانتماء مصر العروبي كضرورة ومصلحة.. والإدراك بأن تحرير الشعب المصري من الاستعمار الجديد وأخطار الصهيونية وأغلال الاستبداد ورياح السموم الظلامية.. لا ينفصل أبدًا عن نضال الشعوب في سائر الوطن العربي على نفس الجبهات..
ويضم الحزب الاشتراكي المصري منذ بداياته مجموعات لا بأس بها أبدًا من المثقفين التقدميين في مصر، ومن القيادات العمالية والشبابية والنسائية.. مما يرشحه لأن ينمو بمعدلات سريعة بعدما استكمل مشروعات مقوماته الفكرية والسياسية التي ستكون على محك النقد والتطوير في الفترة القادمة إلى حين عقد المؤتمر التنظيمي الأول للحزب..
أخيرًا.. يمد الحزب الاشتراكي المصري يديه لكل القوى والأحزاب اليسارية من أجل عقد تحالف يساري مناضل، شرط أن يقوم في البدايات على أساس التعاون والتنسيق في العمل الجماهيري، وعدم الاكتفاء بالمناقشات والمناكفات النظرية والسياسية في الغرف والقاعات..
إن وجود حزب واحد ووحيد لليسار المصري لا يضمن بالضرورة تحقيق الصورة التي يتخيلها البعض ليسار سيكتسح في طريقه كل المناوئين..
كما أن وجود أكثر من حزب لليسار لا يعني بالضرور القضاء المبرم على احتمالات التوحد.. ولا يعني بالضرورة التشتت وضعف الموقف..
لقد تراكمت لدى اليسار المصري خبرات كثيرة، إيجابية وسلبية، تجعله قادرًا على بلورة الأولويات، وعدم الخلط بين الخلافات التكتيكية والخلافات الاستراتيجية.. وهي الخبرات التي تدفعه باتجاه الوحدة دون تسرع..
فلنرحب بالحزب الاشتراكي المصري..
وفي سماء مصر متسع لأكثر من قمر !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مطلوب الاتحاد من اجل الجماهير
برهان سلمان ( 2011 / 6 / 16 - 08:21 )
مبروك ولكن افضل ان يكون هناك حزب واحد اواثنين من اليسار الوطنى. كثيرين من الذين يكونون الاحزاب لهم اهذاف شخصية بحته :وجاهه اجتماعيه وظهور فى وسائل الاعلام الى آخره ،لكن اتمنى ان يتحد الكل تحت رايه واحده للتنسيق على الاقل ان لم يكن الاتحاد والاندماج حتى يمكن انقاذ الثورة والبلد من خطر الثورة المضادة المتحالفة مع الرجعية الدينية وفلول النظام الفاسد.كل عمال مصر يتمنوا هذه الخطوة فهل يلبى قادة هذه الاحزاب ويتعلموا التضحية بالمنصب من اجل الوحدة الجماهيرية؟.


2 - سنكون عند حسن ظن الاستاذ برهان
مصطفى مجدي الجمال ( 2011 / 6 / 17 - 02:54 )
ليتأكد الأستاذ برهان أن المجموعة الأساسية في الحزب الاشتراكي هي أصلاً التي تحمل راية التنسيق بين الأحزاب اليسارية في مصر.. ونحن نتحدث عن الوحدة كعملية نظالية وليس كمجرد تصرف تنظيمي..
وهناك عوائق حقيقية في الوحدة مع حزب التجمع مثلا في ظل قيادته اليمينية التي اتخذت موقفا مخزيا من الثورة.. ومع الحزب الشيوعي المتهم الرئيسي في انحدار مواقف التجمع.. كما أنك تعلم بالطبع صعوبة الوحدة مع التروتسكيين في حزب العمال وتنظيم الاشتراكيين الثوريين الذي لم يزل سريًا.. ثم حزب التحالف الشعبي الذي لم يستقر على هويته بعد لأنه يجمع بين مجموعة تروتسكية (تيار التجديد الاشتراكي).. ومجموعة من اليسار الديمقراطي (الليبرالي حقيقة) .. ومجموعة تيار التغيير التي خرجت من حزب التجمع..
أرجو أن تكون الخريطة قد اتضحت لديك.. ونحن نحاول التغلب على هذه المشاكل الموضوعية والاتية من هلال التنسيق في الأعمال المشتركة، وأيضًا الحوارات.. ولا يمكننا المغامرة بالاندماج الفوري حتى لا نصبح أسرى حرب عند الرفاق

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ